شارك الجنود ومعدات الجيش في عروض عسكرية بالعاصمة بيونغ يانغ السبت، بهدف بث الخوف في نفوس خصوم كوريا الشمالية وحشد الناس خلف زعيمهم الشاب كيم جونغ أون، في الذكرى الستين للهدنة التي أنهت الحرب في شبه الجزيرة الكورية. التجمع الحاشد قبل العروض العسكرية بالصواريخ والجنود يعيد إلى الأذهان المسيرات التي كان ينظمها الاتحاد السوفييتي السابق والصين خلال ذروة الحرب الباردة. وهذه هي واحدة من بين الفرص القليلة في العالم التي تظهر الجيش الكوري الشمالي عن قرب. وفي كثير من الأحيان، تستخدم بيونغ يانغ هذه المناسبة للكشف عن جديد في مجالها العسكري، لاسيما المعدات والأسلحة. وفيما كان يرى حشود المشاركين معبأة للهتاف والتلويح بالأعلام، شاهد كيم العروض العسكرية من منصة أو مقصورة الاستعراض، حيث يحيط به كبار المسؤولين العسكريين بملابسهم البيضاء والميداليات. وبينما كانت المقاتلات تصدح وهي تحلق في الهواء، كان كيم يبتسم ويتحدث إلى نائب الرئيس الصيني لي يوان تشاو. يشار إلى أن الصين خاضت حربا بجانب كوريا الشمالية، وتعد الحليف الرئيسي الوحيد ومصدرا حيويا للمساعدات الاقتصادية بالنسبة لبيونغ يانغ. ونظمت العروض العسكرية السبت لأحياء مناسبة يصفها الكوريون الشماليون بأنها "يوم النصر في حرب تحرير الوطن"، بالرغم من أن الحرب الكورية 1950-53 انتهت بهدنة، ولا تزال شبه الجزيرة الكورية فعليا في حالة حرب. ولإحياء الذكرى، نظمت كوريا الشمالية خلال الأسبوع الماضي مسيرات حاشدة في العاصمة، وانطلقت عروض الألعاب النارية. وخلقت عروض العام الماضي- التي نظمت للاحتفال في أبريل/ نيسان بعيد الميلاد المائة للزعيم المؤسس الراحل كيم إيل سونغ، جد كيم جونغ أون- ضجة كبيرة وسط المراقبين العسكريين بعدما استعرضت صاروخا بعيد المدى يعرف خارجيا باسم (كيه إن-08). ويعتقد معظم المراقبين الخارجيين أن هذه الصواريخ مجرد نماذج أو مجسمات، لكنها كانت محمولة على منصات إطلاق متحركة، ربما حصلت عليها من الصين، في انتهاك للحظر الأممي بشأن تزويدها بالأسلحة. ويعود تقليد العروض العسكرية إلى تأسيس البلاد عام 1948. وتواصل دول قليلة- مثل كوريا الشمالية التي تتبنى النهج الشيوعي- تنظيم عروض ومواكب عسكرية في الميادين العامة. غير أن بيونغ يانغ تتمسك بها، لأن قادتها يعتقدون أنها وسيلة جيدة لاستعراض القوة أمام العالم، وترسل في نفس الوقت رسالة قوية محليا بشأن قوة النخبة الحاكمة. واتسم حكم كيم- الذي بدأ أواخر عام 2011 بعد مقتل والده كيم جونغ ايل، بتوترات غير معتادة مع واشنطن وسول. وأشرف كيم على إطلاق صاروخين بعيدي المدى، وأجرت بلاده تجربة نووية أثارت إدانات واسعة النطاق، وأسفرت عن تشديد العقوبات من قبل الأممالمتحدة. وعادت بيونغ يانغ وسول إلى المسار الدبلوماسي مؤقتا خلال الأسابيع الأخيرة، لكن شهري مارس وأبريل شهدا تهديدات بحرب نووية ضد واشنطن وسول، ردا على المناورات العسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، والتنديد الأمم بالتجربة النووية التي أقدمت عليها بيونغ يانغ في فبراير الماضي.