قالت وكالة "أنباء موسكو" في تعليق لأشرف كمال مدير مكتبها في القاهرة ان جميع الذين شاركوا في مظاهرات حملت عنوان "لا للعنف" ينتمون الى تيارات إسلامية تبنت العنف سبيلا لفرض وتطبيق أفكار ورؤى ضيقة للشريعة والدين، بعيدا عن صحيح العقيدة وتعاليم القرآن. وأضافت الوكالة ان قيادات هذه التيارات التي تحدثت عن نبذ العنف لها تاريخ من العنف واستخدام السلاح، لا يمكن أن يسقط من الذاكرة المصرية ومن ملفات ما يُعرف بمكافحة الإرهاب. كذلك اليوم نجدها تعود الى سابق عهدها في استباحة دماء الآخر المعارض لفكر عقيم في إدارة دولة في حجم وأهمية مصر، والتحكم في مصير شعب يملك حضارة متجذرة في التاريخ.
لم يكن المشهد بالأمس سوى استعراض للقوة لإرهاب وتخويف المعارضة من النزول الى الشارع في 30 يونيو للمطالبة بإسقاط النظام، ولكل من تقوده قدماه الى محيط القصر الرئاسي معارضا لمرسي والإخوان.
فالذين قادوا مظاهرات "لا للعنف" هم أنفسهم الذين قالوا عن المعارضين "من يرش مرسي بالماء سنرشه بالدماء" و"رؤوس قد أينعت وحان وقت قطافها" و"سنسحقهم يوم 30" و"لو أسقطوا شرعية الرئيس سنعلنها شرعية إسلامية".
الجميع أمام رابعة العدوية تحدث عنفا وتهديدا ووعيدا لكل من يقف أمام رغبة الإخوان وطموحات الجماعات الإسلامية في نشر فكرها ورؤيتها في مصر ثم المنطقة.
الذين قادوا مظاهرات أنصار جماعة الإخوان المسلمين، بعثوا برسائل تكرس لانقسام المجتمع المصري، وتحويل الخلاف السياسي الى عقائدي، والإيحاء بأن هناك من يريد الخروج عن شرع الله.
أنصار الإخوان قالوا إن "مظاهرات 30 يونيو حرب بين الإسلام والكفرة .. ومن سيخرج ينازع مرسي في الحكم ويطالب بإسقاطه كافر ويُقتل" و اعتبروا أن "الإسلام حثنا على طاعة ولي الأمر، وأنه لا يجوز الخروج على الحاكم ما دام لم يكفر، وأن جزاء من يخرج ويقوم بالعنف ويحاول إسقاط الرئيس هو القتل".
فيما وصف "الأزهر الشريف" ذلك الصرح العلمي الفقهي، صاحب التاريخ في بيان صحيح العقيدة وتعاليم الشريعة السمحة، أصحاب هذه الفتاوى ب "الفِرق المنحرفة عن الطريق الصحيح للإسلام" وكلام يرفضه صحيح الدينِ ويأباه المسلمون جميعا، ويجمع فقهاء أهل السنة والجماعة على انحرافه وضلاله.