أعرب محمد حسنين هيكل، الكاتب الصحفي الكبير، عن استغرابه من خطاب الدكتور محمد مرسي في القمة العربية والذي دعا فيه الدول العربية لعدم التدخل بشئون مصر الداخلية، في الوقت الذي تحدثت فيه جميع الدول العربية وأولها مصر بالشأن الداخلي السوري. وقال هيكل، خلال حواره مع قناة "سي بي سي" اليوم الخميس: مصر في القمم العربية عندما تتحدث توجه وتنصح ولا تهدد دولة خليجية صغيرة لا يمكن أن تهز مصر التي هزمت العدوان الثلاثي، مشيرًا إلى أنه على الدكتور مرسي عندما يتحدث فإنه يتحدث بصورة بلاده المشرقة القوية. وأضاف: "تعرفت على الدكتور مرسي قبل أن يصبح رئيسًا للجمهورية وزارني ببيتي مرتين ولكن الشخص الذي وجه الخطابين الآخرين مختلف تمامًا عن الشخص الذي عرفته لأنه بدى متوترًا ويواجه مشاكل أكثر مما تتحمل أعصابه"، داعيًا مرسي إلى السفر لأي استراحة رئاسية والحصول على إجازة كي يعيد ترتيب زهنه وصفاء عقله ويستعيد قدرته على التركيز. ونفى هيكل أن يكون تدخل كوسيط بين الفريق عبد الفتاح السيسي والدكتور محمد مرسي لإذابة الجليد فيما بينهما، مشيرا إلى أن العلاقة بينهما لا تحتاج إلى وسيط. كما طالب الدكتور مرسي بإعادة قراءة التراث الإسلامي خصوصًا مقدمة ابن خلدون بالإضافة إلى كتابات الشيخ محمد عبده، مشيرا إلى أن مرسي لديه تناقض بين ما تربى عليه وقناعاته التاريخية والشبابية وبين الإرث الذي حمله سواء من الجماعة أو من النظام السابق. وأشار الكاتب الصحفي الكبير، إلى أنه في إحدى زياراته للرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا متيران خرجا معا لتناول الطعام ولكن أثناء عودتهما وبعد حديث طويل دخل عليهم أحد الحراس وعرض وطلب من الرئيس الفرنسي عدم الخروج لأن هناك "مسلم إرهابي" كان يحيط بالمكان وعندما حاول الحرس توقيفه فر هاربا، مشيرا إلى أن متيران وهو الرجل المتعاطف مع الإسلام رد على حارسه قائلاً: "ليس كل مسلم إرهابيا وليس كل إرهابي مسلما"، ثم وجه خطابه لي قائلاً: "أرأيت تصرفات بعض المسلمين إلى أين أوصلتكم".