الغزل والنسيج.. إحدى أهم الصناعات الحيوية في الاقتصاد المصري، حيث تسهِم هذه الصناعة بشكل كبير في الصادرات المصرية، وعلى الرغم من تميز هذه الصناعة عن غيرها، فإنها تعاني تدهورًا أدى إلى فقدان مصر المنافسة داخل قطاع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة. فقدان مصر زراعة القطن طويل التيلة، وعدم دعم صغار المنتجين، وتدهور الحالة الزراعية، والإهمال الحكومي.. كلها أسباب تجمعت من أجل تدمير هذه الصناعة الإستراتيجية التي يعمل بها ملايين العمال في مصر. يقول عبدالمنعم إبراهيم نائب رئيس اتحاد العمال، رئيس نقابة العاملين بالغزل والنسيج التابعة لاتحاد العمال: إن صناعة الغزل والنسيج يتم تدميرها تدريجيًا من حكومة إلى أخرى، وهذه الصناعة تزداد إهمالًا، حيث إنه لا يوجد خامات والمتمثلة في القطن، والآلات متهالكة، ولم يتم تحديثها فالعامل يعمل بها من الستينات. ويضيف رئيس النقابة أن هناك نحو 2 مليون عامل يعملون بقطاع الغزل والنسيج في شركات القطاع العام، ومليون ونصف عامل بقطاع الشركات الخاص، وهذا أكبر قطاع من حيث عدد العاملين فيه، حيث كنا ندبر أكثر من 80 مليون جنيه شهريًا، إجمالي رواتب العاملين بهذه الصناعة نتيجة تشغيل أكثر من 30 شركة، وكانت وزارة المالية تمدنا ب 60 مليون جنيهًا شهريًا، إلا أنها في شهر مارس الماضي حولت لنا 30 مليون جنيه فقط، فاضطررنا لتخصيص أموال الخامات لسداد الرواتب، ولكن خلال الشهور المقبلة ستتوقف 32 شركة تعمل في مجال الغزل والنسيج، نتيجة عدم توافر كل من الخامات والرواتب. وأوضح رئيس النقابة أنه طالب الحكومة برئاسة الدكتور هشام قنديل، ووزير الاستثمار بسرعة ضخ ال 300 مليون جنيه التى أقرتها الحكومة لتمويل شراء الأقطان، وسداد جزء من أجور العاملين فى 32 شركة، حتى نهاية العام المالى الحالى فى 30 يونيو المقبل؛ لأن الشركات بدأت تتوقف بالفعل. وفي السياق نفسه قال السيد غنيم نائب رئيس النقابة العامة لعمال الغزل والنسيج بالسويس: إن مشكلتنا واضحة أمام الحكومة، وهي توفير القطن، حتى تستطيع الآلات أن تدور والمصانع تعمل، مشيرًا إلى أن الحكومات متقاعسة في حل أزمة 32 شركة قطاع عام، وأكثر من 30 شركة بالقطاع الخاص. وأشار غنيم إلى أن تجار القطن يفضلون بيعه للخارج؛ لجلب العملة الصعبة لتحقيق مكاسب أعلى، ويرفضون بيع القطن للشركات المصرية، مشددًا على الحكومة أن تمنع ذلك، ولابد أن يضع وزير الاستثمار حلا لذلك، حتى يتثنى تشغيل المصانع من جديد، ومنع تشريد ملايين العمال. وقال جمال إدريس، من شركة مصر حلوان للغزل والنسيج، "إن عدد عمال المصنع 3200 عامل سيتم تشريدهم، وطالبنا بتوفير القطن مرارًا وتكرارًا والحكومة اجتمعت لتضخ لنا 300 مليون جنيه، وحتى الآن لم يتم صرف أي مليم والشركة هتقفل والعمال هيتشردوا". وفقا ل"بوابة الاهرام". وكان المئات من العاملين بقطاع الغزل والنسيج قد تجمعوا يوم الأربعاء الموافق 10 أبريل الحالي، ونظموا وقفة احتجاجية أمام وزارة الاستثمار للمطالبة بتوفير القطن لهم، ومنع تدهور صناعة الغزل، واجتمع بهم وزير الاستثمار، وقامت الحكومة بالاجتماع بقيادات العمال، ووعدت بصرف 300 مليون جنيه للشركة القابضة لصناعة الغزل والنسيج؛ لإمداد باقي الشركات من خلالها بالاحتياجات اللازمة، وحتى الآن لم يتم صرف أي مبالغ، والشركات توقفت عن العمل تمامًا.. وتساءل العمال عن صاحب المصلحة في تدمير صناعة الغزل والنسيج وتشريد ملايين العمال بهذا الشكل؟.