ألقت أزمة نقص السولار التي شهدتها البلاد طوال الفترة الماضية بظلالها على عدد من القطاعات الصناعية المختلفة، وتفاوتت آثارها السلبية على القطاعات وفقا لإعتمادها على هذا المصدر من الطاقة. وفي الوقت الذي تعرضت فيه بعض الورش والمصانع لخطر الافلاس جراء توقفها عن العمل وتعرضها لخسائر فادحة، كان التأثير محدودا في قطاعات أخرى كالصناعات الهندسية والتي اقتصرت مشكلتها على النقل. قال إسلام عناني، نائب رئيس مجلس ادارة غرفة الطباعة باتحاد الصناعات، أن الخسائر المقدرة في قطاع الطباعة منذ بدء أزمة نقص السولار في السوق المحلي لا تقل عن 20 مليون جنيه على مدار الشهور الماضية التي شهدت الأزمة. أوضح عناني أن الخامات والورق ومستلزمات الانتاج التي تحتاجها المطابع كانت تتأخر في الوصول نتيجة عدم توافر السولار اللازم لسيارت النقل، الأمر الذي تسبب في توقف المطابع عن العمل لفترات قد تصل الى 3 أيام. أضاف أن سيارات النقل رفعت تكلفة الشحن من 300 الى 500 جنيه وبالتالي ارتفعت أسعار الورق بالسوق المحلي، لافتا الى أن أسعار الورق شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال شهر مارس الجاري لتصل الى 6800 جنيه للطن بعد أن كانت قد بلغت أسعار تتراوح بين 5500 الى 6000 جنيه للطن. وأشار الى اقتراح الغرفة قيام مجموعة من المطابع بجمع كافة احتياجاتها من السولار واستلامها في كونتينر واحد توفيرا لنفقات وتكاليف النقل والشحن. ونوه الى أن خسائر القطاع تلك الفترة ترجع الي أسباب أخرى بخلاف السولار ومنها أزمة سعر الصرف وارتفاع سعر الدولار مقابل تراجع قيمة الجنيه وهو ما رفع من قيمة فاتورة الاستيراد. وفي قطاع الجلود، أوضح يحيي زلط، رئيس مجلس ادارة غرفة صناعة الجلود، أن الورش الصناعية مهددة بالافلاس حيث وصلت خسائر بعض الورش ومصانع الجلود الى 2000 جنيه يوميا لكل ورشة نتيجة عدم توافر السولار. وأوضح أن نقص السولار أدي الى توقف السيارات والشاحنات المخصصة لنقل البضائع ومستلزمات الانتاج من الموانئ الى أماكن المصانع وبالتالي اضطرار المصنعين الى شراء كميات أخرى من هذه المنتجات التي يحتاجها المصنع لسداد التزاماته للموردين، أو توقف المصنع عن العمل. وأضاف أن السيارات المخصصة لنقل العمال الى المصانع توقفت هي الأخرى لعدم وجود سولار ،مما أدى الى صعوبة نقل العمال الى المصانع وحدوث شلل تام، مطالبا بسرعة تدخل الحكومة لإنهاء هذا الوضع وضخ كميات السولار المطلوبة في السوق. في سياق متصل، لفت حمدي زاهر، نائب رئيس شعبة المحاجر ورئيس المجلس التصديري للصناعات التعدينية، الى أن ارتباط إستخدام السولار بسيارات النقل والمعدات الثقيلة أدى الى تراجع ورديات العمل ببعض المحاجر من 12 ساعة الى 6 ساعات وبالتالي تراجع الانتاج، منوها على عدم وصول المواد الخام اللازمة للمصانع من مناطق شمال وجنوب سيناء. وطالب زاهر بضرورة إفصاح الحكومة عن الوضع الحقيقي للأزمة والآلية المتبعة لحلها والمدى الزمني لذلك، موضحا أهمية ذلك للمصانع والمحاجر حتى تتمكن من اتخاذ الإجراءات الاحتياطية وفقا لهذا الوضع. من جانبه قال حمدي عبد العزيز، رئيس مجلس ادارة غرفة الصناعات الهندسية، أن تأثير مشكلة نقص السولار على القطاع الهندسي كانت في نطاق محدود شمل فقط مشكلة النقل لإعتماده على السولار وبعض الآلات داخل المصانع، موضحا أن اغلب المصانع لا تعتمد على السولار في إدارة الآلات.