كتب- محمد فارس : سيطرت حالة من الإستياء على المتابعين للشئون المصرية، بسبب التقرير الصحفى الذى نشرته صحيفة " واشنطن بوست" الأمريكية أمس، بهدف التشكيك فى صحة الرئيس حسنى مبارك، مستندة فى ذلك إلى بعض أراء 3 مسئولين أمريكيين كما زعمت الصحيفة التى لم تنشر أسماؤهم، وهو ما تناولته الصحف المصرية، رغم النشاط المكثف للرئيس مبارك خلال الاسبوع الجارى، والذى يؤكد تمتعه بصحة جيدة وعدم إصابته بمكروه. فى البداية أكد الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة لشئون المجالس النيابية والشئون القانونية، على إستيائه مما نشر فى صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية ، والتى تناولت صحة الرئيس مبارك، والتطرق الى أن رحيله سوف يكون حدثاً تاريخياً عند حصوله . أضاف شهاب "أتعجب من أن صحيفة محترمة مثل ال "واشنطن تايمز" تنشر مثل هذه الأخبار، على الرغم من أن الرئيس مبارك يتمتع بصحة جيدة ، وحالته "زي الفل" وبخير، ولن يصيبه مكروه بإذن الله، منتقداً وصول الصحافة فى الخارج إلى هذا المستوى . ولفت وزير الدولة لشئون المجالس النيابية والشئون القانونية ، إلى أن هناك بعض الأطراف فى الخارج تسعى إلى تشويه صورة مصر أمام المجتمع الدولى من خلال إحداث نوع من عدم الاستقرار فى المجتمع المصرى، ويساعدهم فى ذلك بعض المصريين الذين يريدون خلق حالة من عدم الإستقرار دون وجود إعتبارات لمصلحة الوطن . كما أوضح، قيام الرئيس بأربع جولات على الكليات العسكرية خلال الأسبوع الماضى، بالإضافة لزيارته اليوم الثلاثاء لأكاديمية الشرطة، مشيراً إلى أن الجميع رأى الرئيس مبارك في غاية النشاط ، وهو ما اتضح يوم الأحد الماضى حيث أجرى الرئيس 4 مقابلات مهمة مع الرئيس الفلسطينى، والمبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ، والرئيس الصومالى ، ورئيس الوزراء الاسرائيلى بالإضافة لحضور حفل تخريج دفعة الكلية الفنية العسكرية فى نفس اليوم ، مما يؤكد أن جميع التقارير الصحفية التي تنشرها الصحف الإسرائيلية والأميركية عارية تماما من الصحة . ويتفق معه فى الرأى ، مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين، قائلاً : أن صحيفة " واشنطن تايمز" لم تستند إلى أى تقارير طبية فيما نشرته أمس عن صحة الرئيس مبارك، ولكنها اعتمدت على التقارير الاسرائيلية التى حاولت النيل من صحة الرئيس مبارك الأسبوع الماضى بسبب تأجيل موعد زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلى أكثر من مرة، بسبب تزامنها مع إبحار سفينة المساعدات الليبية إلى غزة لفك الحصار المفروض علي القطاع منذ أكثر من ثلاث سنوات، تحسباً للإعتداءات البربرية التى تقوم بها إسرائيل على مثل هذه القوافل . وأكد نقيب الصحفيين أن التقارير الطبية الصادرة من مستشفى "هايدلبيرج" بألمانيا حول صحة الرئيس تشير الى أنه يتمتع بصحة جيدة ، وتنفى عدم إصابته بمرض السرطان كما زعمت الصحف الأمريكية والاسرائيلية . وانتقد جميع الصحف المصرية التى تناولت هذه الأخبار نقلاً عن الصحف الامريكية والاسرائيلية ، على إعتبار أنها موثقة وصحيحة مائة فى المائة ، مما يشير الى انعدام منهج الاحتراف فى العمل الصحفى الذى يتطلب الدقة والتحرى من صحة الخبر قبل نشره ، لأن مثل هذه الأخبار أو الشائعات تتسبب فى إلحاق أضرار بالغة للدولة ، وذلك ما تسعى إليه إسرائيل ويساعدها على ذلك بعض المصريين . وعن الدوافع وراء تناول الصحف الأمريكية والاسرائيلية لصحة الرئيس فى الوقت الراهن ، أكد مكرم، على أن مصر مستهدفة من جانب إسرائيل التى تسعى طوال السنوات الماضية إلى جعل مصر دولة منهكة ، بهدف النيل من قدرتها ومكانتها فى المنطقة ، بالإضافة الى أن تسعى من خلال ذلك إلى تهميش دور مصر فى تسوية الصراعه العربى الاسرائيلى من خلال إظهار مصر فى موقف الدولة الضعيفة بسبب مشاكلها الداخلية، مما ينعكس على عملية السلام التى تضعها مصر ضمن أولوياتها منذ أكثر من 60 عاما . وفى ذات السياق قال السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، للشئون الأمريكية، الصحافة الأمريكية والاسرائيلية تعمل على إشاعة حالة من عدم الاستقرار فى مصر من خلال التطرق الى صحة الرئيس، ومستقبل مصر بعد الفراغ الرئاسى الذى سيكون له توابع كثيرة، مؤكداً على ان السياسة الأمريكية لا تعمل بأى أخلاقيات، إنما تسعى الى الحفاظ على مصالحها فقط فى منطقة الشرق الأوسط . وحول الأغراض من نشر مثل هذه التقارير الصحفية، وصفها أبو الخير بالمغرضة، وتوحى إلى أن أمريكا تسعى إلى معرفة من هو رئيس مصر القادم ، لأنها تنظر إلى صحة الزعماء العرب بعين ثاقبة، نظراً لإعتمادها على حكام المنطقة فى حماية مصالحها دون النظر إلى الشعوب. وتابع" لا يجب أن نأخذ هذه التقارير على اعتبار أنها منزهة وصحيحة ، بالاضافة إلى أنه يجب ألا نثق فى هذه التقارير لأن أمريكا لها أهداف من نشرها فى الوقت الراهن . ولفت إلى أن النظام المصرى لا يحمى المصالح الامريكية كما يزعم البعض، لأن الأخيرة تعتمد على اسرائيل فى هذا الشأن . على جانب آخر.. قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية،بالجامعة الأمريكية ، أن رئيس مصر شخصية مهمة فى المجتمع الدولى نظراً لموقع مصر الجغرافى ، ودورها فى منطقة الشرق الاوسط،و تقدم الرئيس فى السن وإجرائه عملية جراحية فى مارس الماضى ، وعدم ظهوره فى وسائل الإعلام كثيرا ، كانت من أهم الاسباب التى استندت إليها التقارير الأمريكية ، سواء صحفية أو استخباراتيه ،وذلك لمعرفة من هو رئيس مصر القادم. تابع"ساعد على ذلك عدم نشر أى تقاريرحول صحة الرئيس بعد اجرائه العملية الجراحية فى هايدلبيرج بألمانيا ، مما يشير الى أن الدولة لا تتعامل بمبدأ الشفافية فيما يتعلق عن صحة الرئيس ، التى تهم جميع المصريين ، لافتا الى أن صحيفة "واشنطن تايمز" عندما تناولت التقرير حول صحة الرئيس إستندت الى مصادرت إستخباراتية فى الولاياتالمتحدة بالإضافة الى أنها قامت بنشر أسماء هؤلاء المصادر ، لذا فإنه من المحتمل أن تكون الصحيفة قد حصلت على معلومات أو تقارير تؤكد ما نشر بها . وأكد نافعة على أن الحكومة لا تعرف أى شيئ عن مبادئ الشفافية الخاصة بالعمل العام ، مطالبا بضرورة قيام أجهزة الدولة بنشر التقارير المتعلقة بصحة الرئيس ، لأنها شأن عام وليست مسألة شخصية، كما تزعم . أضاف هناك قلق يسيطر على أمريكا وهو معرفة من سيخلف الرئيس مبارك فى الحكم ، وذلك للحفاظ على مصالحها فى المنطقة . كانت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية نشرت تقريرا زعمت فيه أن وكالات استخبارات أميركية وغربية ترى أن "وضع مبارك الصحي سيئ جدا"، ولا يمكن له أن يصمد حتى موعد الانتخابات الرئاسية المصرية المقرر إجراؤها في سبتمبر 2011. ونقلت الصحيفة عن 3 مسؤولين أميركيين لم تكشف عن هوياتهم، قولهم إن مجلس الاستخبارات القومي الأميركي والقيادة المركزية الأميركية طلبت من محللين استخباراتيين وضع سيناريوهات لمرحلة ما بعد مبارك وكيفية تأثير رحيله على مسألة انتقال السلطة في مصر.