تنطلق فاعليات القمة الاقتصادية العربية الثالثة يومى 21 و22 يناير الجارى بالعاصمة السعودية الرياض وسط آمال وتطلعات كبيرة بإجراء تحول جذرى فى الخريطة الاقتصادية للمنطقة، وإقامة تكتل اقتصادى عربى قادر على المنافسة والتعامل مع المتغيرات العالمية الجديدة وتحقيق آمال الشعوب العربية. وتتناول القمة الوضع الاقتصادى لدول الربيع العربى وتونس وليبيا ومصر ، وطرق الدعم المناسبة، نتيجة التغيرات الجذرية التى طرأت عليها. وتعد قمة الرياض الاقتصادية إحدى القمم المهمة التى تضيف كثيراً للعمل العربى المشترك من خلال إنجاز العديد من المشاريع العملية والواقعية التى ستساهم فى ربط العالم العربي؛ ما يضع هذه القمة أمام تحديات حقيقية. ويتناول جدول الأعمال قضية الاستثمار لرؤوس الأموال العربية فى الدول العربية، وضرورة إعادة النظر فى الاتفاقية العربية لاستثمار رؤوس الأموال بما يسهل تشجيع الاستثمارات العربية، ما يتطلب إحداث إصلاحات حقيقية فى التشريعات والقوانين لارتباط الاستثمار بشكل وثيق بقضية البطالة التى وصل متوسطها فى العالم العربى إلى 16 فى المائة عام 2011، تتراوح بين 50 فى المائة فى جيبوتى و5ر0 فى المائة فى قطر. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد العاطلين عن العمل فى الدول العربية يبلغ 17 مليون عاطل، يمثل الشباب منهم نسبة 23 %ما يؤكد أهمية الاستثمار وتعديل الاتفاقية لتوفير المناخ الملائم للاستثمارات العربية فى الدول العربية. ويبلغ حجم الاستثمارات البينية العربية 25 مليار دولار، وهو رقم هزيل يتطلب إحداث طفرة كبيرة فى هذا المجال للحد من البطالة وإيجاد فرص عمل للشباب بما يعزز الاستقرار فى الدول العربية. يذكر أنه خلال الفترة من 6 إلى 20 يناير سيتم عقد 3 منتديات اقتصادية، لبحث المشروعات العربية للنهوض باقتصاد المنطقة والتى من الممكن طرحها على القمة لإقرارها فى أول دورة لها بعد الربيع العربى. وتستضيف القاهرة اثنان من المنتديات حيث قام امس الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى بافتتاح اعمال المنتدى الاول الخاص بالشباب العربى عنوان "الشباب والتنمية المستدامة"، حيث ستعمل مجموعات الشباب المشاركين فى المنتدى بإعداد رسالة حول رؤيتهم ومتطلباتهم سيتم توجيهها إلى القادة العرب ليتم بحثها خلال اجتماع القمة العربية بالرياض. وسيركز المنتدى على دور الشباب فى القضايا التنموية والواجب عليهم تجاه مجتمعاتهم العربية سواء فى المجال الاقتصادى أو الاجتماعى، ودور الشباب فى التنمية الاجتماعية والتنمية المستدامة، وسيقوم المجتمعون بمناقشة التقارير الدولية التى كتبت حول موضوع الشباب العربى، مشيرةً إلى أن هناك تقارير كتبت من قبل منظمة اليونيسكو حول "الرصد العالمى للتعليم للجميع بخصوص الشباب والمهارات والتشغيل"، والذى تم إطلاقه فى 2012، وسيتم إطلاق النسخة العربية منه فى شهر فبراير، والمؤتمر الثانى ايضا بالقاهرة فى 9 من يناير "منتدى المجتمع المدنى " وسيتم بحث المساعدات والإغاثة الإنسانية الى غزة والحرب الاسرئيلية على فلسطين ، حيث سيتم بحث دور المجتمع المدنى الذى يمكن أن يقوم به وكيفية تقديم المساعدة والدعم اللازمين إلى جانب الحكومات فى هذا الشأن. اما المنتدى الثالث فيضم القطاع الخاص العربى والذى سيعقد منتصف الشهر بالرياض فسيتم خلاله طرح ثلاث مبادرات اقتصاديه هامة يأتى أولها فى مبادرة تطرحها منظمة العمل العربية لتدريب وتشغيل مليون شاب عربى فى مجال الأنشطة المعتمدة على الإنترنت لاستثمار طاقات الشباب المتمكن من تقنية المعلومات، وتحويلها إلى فرص عمل وإنتاج نوعى فى مجال الاقتصاد المعرفى. ويهدف المشروع إلى تدريب وتشغيل 200 ألف شاب سنوياً فى غضون خمس سنوات من بداية انطلاقة المشروع، فيما سيتم التركيز فى المشروع على 3 أنشطة مرتبطة بمجالات الانترنت تشمل التجارة الإلكترونية، والعمل عن بعد، والبرامج الجاهزة للحاسبات الآلية. كما تشمل المبادرة مشروعاً لإنشاء مراكز للمعلومات حول سوق العمل فى الغرف العربية بهدف تصميم وتطوير نظام معلوماتى عن سوق العمل فى الدول العربية وزيادة القدرة لتنمية الموارد البشرية وتوفير وظائف جديدة. فى حين ستتقدم مجموعة البورصات العقارية العالمية مشروعا لإنشاء "بورصة عربية مشتركة"، ويهدف إالى إيجاد سوق مالية عربية متطورة تقدم خدمات تمويل واستثمار نوعية تخدم جميع الأسواق العربية، ومن المقترح أن يحتضن مرفأ البحرين المالى المقر الرئيسى للبورصة كما ستنشأ لها فروع فى الدول العربية الأخرى. ويأتى المشروع الثالث والخاص بالأمن الغذائى فى إقامة مناطق اقتصادية عربية مشتركة خاصة لإنتاج وتسويق تجارة الحيوانات الحية واللحوم والأعلاف والمستلزمات والخدمات البيطرية، بالإضافة إلى إنشاء شركة عربية لإنتاج البذور والتقاوى بهدف الإكثار وتوفير البذور لمحاصيل الغذاء الرئيسية، وتحقيق الاكتفاء الذاتى للدول العربية. وكل هذه المشاريع سيتم بحثها ومناقشتها خلال المنتديات الثلاثة التى ستعقد بين القاهرةوالرياض لإصدار توصيات بها، تلك التوصيات ستكون جاهزة للعرض على الرؤساء والملوك العرب فى 20 من الشهر الجارى لإقرارها.