ليلة مثيرة تلك التى شهدها مطار القاهرة، مساء أمس الأربعاء.. ليلة مغادرة السفير الإسرائيلى يعقوب أميتاى، الذى جاءت مغادرته هذه المرة مختلفة عن تلك التى كان يقوم بها أسبوعيًا واعتاد عليها منذ قدومه من تل أبيب والتى غالبًا ماتكون يوم الخميس من كل أسبوع وعلى طائرة إير سينا ثم عودته إلى مصر يوم الإثنين على نفس الطائرة. فهذه الليلة لم يكن السفر للنزهة أو الإجازة ولكن جاء سفره على إثر قرار الرئيس مرسي بسحب السفير المصرى من تل أبيب وتسليم أميتاي نفسه رسالة احتجاج بشأن العدوان الغاشم علي غزة، والتأكيد على ضرورة الوقف الفورى والكامل له. وقد جاءت مغادرة السفير الإسرائيلى أميتاى أسرع من وصول السفير المصرى من تل أبيب! ولقد كان مقرراً للسفير الإسرائيلى أن يغادر كعادته اليوم "الخميس" إلى تل أبيب إلا أنه قام بتعديل سفره إلى مساء أمس الأربعاء، بعد ماجرى في قطاع غزة والعدوان الإسرائيلى عليه، ولأنه لاتوجد رحلة إلى تل أبيب فى هذا التوقيت قرر أميتاي السفر إلى العاصمة الأردنية عمان على متن طائرة مصر للطيران ومنها إلى تل أبيب وهي الرحلةالتى كان مقررًا إقلاعها فى الحادية عشرة والنصف مساءً. وبمجرد أن تلقت سلطات مطار القاهرة إخطاراً بأن السفير سيغادر، ومعه عدد من أعضاء سفارته حتى صدرت تعليمات بتشديد الإجراءات الأمنية حول الطرق المؤدية إلى قاعة كبار الزوار وداخلها وحولها. وقبل موعد الطائرة بأكثر من نصف ساعة، وداخل سيارته السوداء وصل السفير الإسرائيلى وبصحبته سيارتين لحراسته ولم تتوقف السيارة إلا أمام باب قاعة كبار الزوار حتى خرج اميتاى من سيارته مسرعاً، إلى القاعة ومنها إلى الصالون الرئيسى بها. الغريب أن السفير - الذى حمل فى يده حقيبة يد صغيرة - بدت عليه علامات الهدوء التام وعلت ابتسامته وجهه – على غير عادته – أثناء سفره وهو يتلقى العديد من المكالمات على تليفونه المحمول لكنه فى الوقت نفسه رفض التقاط صور له أو الإدلاء بأي تصريحات حول تداعيات الأحداث والعدوان الغاشم الإسرائيلى على غزة. وداخل قاعة كبار الزوار زاد تواجد أمن مطار القاهرة لتأمين مغادرة "أميتاى" الذى بقى داخل القاعة قبل مغادرتها إلى مبنى الركاب رقم 3 وهو المبنى المخصص لإقلاع طائرة مصر للطيران إلى عمان. وقبل مغادرته القاعة إلى الطائرة فى السيارة المخصصة لنقله داخل المهبط قام اميتاى – وعلى غير عادته كثيرًا - بمصافحة الأمن بحرارة قبل أن يستقل السيارة في طريقه إلى الطائرة التى أقلته ليغادر القاهرة فى ليلة غير عادية.