مما لا شك فيه، أن ثورة "24 أغسطس" أثارت العديد من الشكوك و الجدل بالشارع المصري، فبعض من القوي المدنية أيدوها، و البعض الأخر عارضوها، و الإسلاميين رفضوها، و من أكثر الآراء المثيرة للجدل كان رأي بعض رجال الدين الذين حرموها وأحلوا دماء من سيشاركون فيها، و لكن ما بين مؤيد و معارض، هناك من أيد حق التظاهر السلمي مؤكدا أنه جزء لا يتجزأ من حقوق المواطن. و في هذا الأمر، رفض المتحدث الرسمي للجماعة الإسلامية طارق الزمر مظاهرات 24 أغسطس، و أعتبرها خروج عن الشرعية، كما أتهم النظام السابق بأنه يدعم و يساند هذه المظاهرات، مشيرا إلي احترامه و مساندته لهذه المظاهرات في حالة سلميتها و احترامها للقانون. كما أبدي الزمر تعجبه من هجوم البعض علي الجمعية التأسيسية للدستور، مسميا أن الدستور الذي يشكل حاليا "أعظم دستور تم صياغته في تاريخ مصر"، مطالبا من الجميع التعاون. كما رفض الزمر الزج بالأقباط في كل القضايا السياسية، و تصوير الأمر علي أنها في مواجهة رئيس أسلامي. و في السياق نفسه، أعتبر الكاتب الصحفي يحيي غانم، أنه ليس الوقت الملائم لقيام المظاهرات، مشيرا إلي أن الرئيس محمد مرسي، مازال في بداية فترة حكمه، و لكنه لا يعارض فكرة الخروج للتظاهر السلمي. كما قال غانم أيضا من خلال برنامج "تويت ندوة" علي قناة الجزيرة مباشر مصر: " أنا ضدّ إقصاء أيّ أحد، وكذلك أنا ضدّ إحلال الإخوان مكان غيرهم"، و توقع أن تكون هذه المظاهرات بداية لمعارضة حقيقية. و من جانب أخر، أوضحت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، أن ثورة 25 يناير فقدت مسارها، و إن جماعة الأخوان المسلمين "خطفوا" الثورة، و استغلوا شباب الثورة لتحقيق أهدافهم، كما نفت أن تكون هناك أي دعوات لأعمال تخريبية أو عنف مصاحبة لمظاهرات 24 أغسطس، كما رفضت ما يردده البعض بأن هذه المظاهرات أطلقها محمد أبو حامد أو توفيق عكاشة . كما وصفت فاطمة ناعوت جماعة الأخوان المسلمين ب"المتشوقين للسلطة" و ذو تفكير سطحي منذ 80 عاما، و أن المعارضة يتم وئدها في عصر الرئيس مرسي. و أضافت ناعوت: " من أكبر الخطأ أن نختار رئيسًا إسلاميًّا، لأنّه في وجهة نظر الإسلاميين لا يجوز الخروج عليه، أو الثّورة ضدّه". يذكر أن أغلب أنصار مظاهرات يوم 24 أغسطس، هم من مؤيدي الفريق شفيق (اعتصام منصة الجندي المجهول) و القوي المدنية المضادة لجماعة الأخوان المسلمين و رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي.