في التقرير السابق، تناولنا طبيعة العلاقة بين الدكتور محمدسليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، ومحمد مؤمن، رئيس مجموعة مؤمن، وشكل الدعم الموجه من قبل الأخير، وما أثير حوله من علامات استفهام كبرى. وفي الحلقة الثالثة من الملف، نتناول طبيعة علاقة مجتمع الأعمال بالدكتور عمرو موسى، المرشح المحتمل للإنتخابات الرئاسية، خاصة بعد تصريحات رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، والتي أكد خلالها على دعمه الكامل لموسى، بل ودعم مجتمع الأعمال بأكلمه له أيضًا. ظهر موسى ك "الباحث عن رجال الأعمال"، وهو المشهد الذي كشفه مدير حملته الانتخابية، في تصريحات عفوية له أمس، أكد خلالها أن موسى اختاره لأنه صاحب قدرة على جذب أكبر عدد ممكن من رجال الأعمال لتمويل الحملة الانتخابية. في البداية، حملت التصريحات التي أدلى بها المهندس نجيب ساويرس دلالات قوية حول الدور الذي يلعبه عدد من رجال الأعمال في تمويل حملة الدكتور عمرو موسى، أو حتى دعمه المعنوي فقط، إذ أكد ساويرس، في مقابلته مع شبكة سي إن إن، على أن مجتمع الأعمال المصري "يحب" موسى، ويقدره، لأنه رجل ذكي، ومتفتح العقل، فضلًا عن كونه سياسيا مخضرما، وليس منغلق العقل. وعلى الرغم من كون حملة دعم وتأييد موسى قد نفت في وقت سابق قيام أية رجال أعمال بتمويلها، وأن كافة المصروفات التي ينفقها موسى، والمتملة في الجولات الترويجية بالمحافظات والقرى، فضلا عن المؤتمرات ومقرات الحملة الانتخابية والملصقات وغيرها من نفقات موسى الشخصية، إلا أن الحملة بدت مرتبكة ومتخطبة في كثير من تصريحاتها بما يخص قضية التمويل، إذ خرج رجل الأعمال الوفدي، جهاد الغزالي، ليعلن عن كونه ممولا رئيسيًا بحملة الدكتور عمرو موسى، في الوقت الذي علمت فيه "أموال الغد" من مصادر مطلعة أن هناك مجموعة من 9 ل 10 رجال أعمال يدعمون موسى، سواء ماليًا أو عينيًا، عبر صندوق داخلي بالحملة، يحمل اسم "صندوق دعم موسى للإنتخابات الرئاسية"، إلا أن المصادر رفضت ذكر أسماء رجال الأعمال، فضلا عن وجود مجموعة كبيرة أخرى من رجال الأعمال ممن يبايعونه ويدعمونه معنويًا. وجهاد الغزالي، الممول الرئيسي لحملة دعم عمرو موسى، هو رجل أعمال من جذور وفدية (على الرغم من كون الوفد أعلن مبايعته للدكتور منصور حسن رئيسًا للجمهورية)، يعمل في القطاع السياحي منذ أكثر من 20 عام. أكد الغزالي أن الحملة أنفقت ما يقرب من 300 : 400 ألف جنيه خلال ال 3 أشهر الماضية، لافتتاح مقار لها بالمحافظات، فضلا عن حملة الدعاية بالقاهرة. تصريحات الغزالي الصحفية، والتي أدلى بها أمس، حملت نوع من المفاجأة، إذ أدلى بالأسباب الخفية وراء اقتناع موسى به لقيادة حملته الانتخابية، والتي جاء في مقدمتها أنه رجل أعمال يعمل بالقطاع السياحي، ولديه عدد من الشركات السياحية، ويصنف بالمركز الثالث عالميًا، فضلا عن كونه على صلة قوية بكثير من رجال الاقتصاد والسياسية، بما يؤهله لجذب (أكبر عدد منهم لتمويل حملة موسى). تلك الأسباب التي كشف عنها الغزالي في تصريحاته، كشفت عن سعي حملة عمرو موسى للاستعانة برجال الأعمال، لجذب أكبر عدد ممكن من المؤيدين والممولين لها، بما يحمل دلالة على شكل وماهية الدولة في حالة نجاح موسى، وهو الأمر الذي بث مخاوف كثيرة من تكرار تجربة الحزب الوطني الداعم لرجال الأعمال، خاصة أن تصريحات الغزالي لمحت لسعي موسى الجاد للاستعانة برجال الأعمال. كما أن موسى تجمعه علاقة صداقة قوية مع عدد كبير من رجال الأعمال، أبرزهم فاروق عبدالمنعم، رئيس مجلس إدارة شركة موبيكا، و د.حسام عمر، صاحب شركات بي كونكت والمتحدة للصيادلة والتوزيع والشرق الأوسط للكيماويات. التفاف رجال الأعمال حول "موسى" بهذا الشكل، قد يعطيه ميزة تنافسية عن غيره من المرشحين، على الرغم من كون اللجنة العليا للإنتخابات قد حددت سلفًا الحد الأقصى لتمويل الحملات الانتخابية ب 10 مليون جنيه في الجولة الأولى، و2 مليون جنيه بجولة الإعادة. لم يقف دعم رجال الأعمال المصريين لموسى عند هذا الحد، بل ظهر مجموعة من رجال الأعمال العرب أيضًا يدعمون موسى رئيسًا لمصر، منهم رجل أعمال عراقي، صاحب قناتين كرديتين، يساهم في قناة جديدة مع المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم لتأييد موسى في الانتخابات الرئاسية !. وجدير بالذكر أن موسى عقد عدة اجتماعات مع عدد من رجال الاعمال، أبرزها الاجتماع الذي جمعه مع نقابة رجال الأعمال المصريين، والتي يترأسها المهندس عاطف فاروق، وهو الاجتماع الذي تناول تنفيذ العديد من المشروعات التنموية فى مصر وعلى رأسها مشروع ممر التنمية الذى اقترحه الدكتور فاروق الباز. اقرأ أيضًا : - دعم رجال الأعمال لمرشحي الرئاسة (1 من6) - دعم رجال الأعمال لمرشحي الرئاسة (2من6) اقرأ في الحلقة القادمة غدًا .. دور رجال الأعمال الإخوان