دشنت وزارة الاتصالات مركزا للابداع التكنولوجى نهاية عام 2010 فى محاولة منها للالتقاء بافكار الشباب خاصة مع الذيادة المطردة فى الوعى التكنولوجى للمجتمع الا ان المركز بعد مرور هذه المدة لم يحقق الاهداف المرجوه منه بسبب تناقص موارده بعد الثورة ..ويعد العام الجارى نقطة حاسمة فى بقائه حيث يحتاج مزيد من الشفافية من حيث التمويل و الميزانية الموضوعة له وكيفية إدارتها وتحديد أوجه التمويل و الميزانيات الموضوعة أكد أمين خير الدين المدير التنفيذي لصندوق تنمية تكنولوجيا المعلومات على أن دور الدولة في دعم المشروعات التكنولوجية غير واضح مع كثرة المؤسسات الهادفة لتبني الابداع في مصر موضحًا أن توجه صناديق الاستثمار يبدو اكثر وضوحًا واقبالاً على تبني مشروعات التكنولوجيا لما يشهده القطاع من نمو ومن اهم القطاعات المرشحة لريادة السوق. وعن اقبال الاستثمار الاجنبي للاستثمار في الابداع في مصر اشار إلى أن المشروعات المقدمة من الشباب المصري على كثرتها إلا أن المستثمر الاجنبي من الممكن أن يجد حلولاً بديلة في 45 دولة عل مستوى العالم تقدم نفس المنتجات مع خطورة اقل موضحًا أن الاستثمار الاجنبي يستهدف دولاً هادئة من وجهة نظره لضخ الاستثمارات فيها. ويرى المدير التنفيذي لصندوق تكنولوجيا المعلومات أن تأكيد صناديق الاستثمار على ضخ مزيدًا من الاستثمارات والسيولة في المشروعات التكنولوجية يرجع لرؤيتها للقطاع داخل مصر وزيادة اقبال المستخدم على التكنولوجيا بما يوفر هامش ربحية معقول للشركات وبالتالي لصناديق الاستثمار في الوقت الذي تشهد فيه كافة القطاعات الاخرى تراجعًا ملحوظًا وانخفاض في العائدات والربحية ، مضيفًا أن الابداع التكنولوجي يمكن الاعتماد عليه لزيادة الارباح لصناديق الاستثمار. أشار خير الدين إلى أن الابداع التكنولوجي من أهم القطاعات التى تشهد نموًا مطردًا في السوق المصرية لعدم ارتباطه بالساحة السياسية والاضطرابات المستمرة مشيرًا إلى أن المشروعات المطروحة من الشباب تزداد في وقت الازمات خاصةً مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا في قطاعات مختلفة لمواجهة الازمات الاقتصادية والسياسية. قال الدكتور حازم عبد العظيم رئيس مركز الابداع السابق أن حالة عدم الاستقرار السياسية الحالية تؤثر سلبًا على مناخ الابداع التكنولوجي بصفة عامة في مصر خاصةً مع استمرار حالة عدم الحوار في الاحة السياسية مشيرًا إلى أن الاستثمار سواء المصري أو الاجنبي لن يأمن على ضخ أي نوع من الاستثمارات خلال الفترة الحالية لحين انتهاء الفترة الانتقالية . وانتقد تعامل الحكومة مع المشروعات الصغيرة والمتوسطة والقوانين الحاكمة للعمل بها منوهًا على أن القوانين المتواجدة حاليًا لتحكم العمل داخل الشركات تضر بالعمل أكثر من تنظيمه لافتًا إلى أن القوانين تجرم الافلاس وتحاكم الشركات الفاشلة. وأشار إلى أن قوانين العمل المصرية تحد من الابداع بإعطائها ضمانات مادية وإجراءات قانونية تعيق تحديث العمالة والاستغناء عن العمالة غير الكفء مشددًا على ضرورة تغيير القوانين المنظمة للعمل خاصةً في شركات التكنولوجيا القائمة على مدى القدرة الابتكارية للعاملين بها. قال وائل الفخراني المدير الإقليمي لشركة Google في مصر وشمال أفريقيا إن مصر زاخرة بقدر هائلة من المواهب والإبداع والإمكانات غير المستغلة والتى ساهمت الثورة في كشف بعضا بينما لازالت نسبة كبيرة منها لم تتضح مؤكدًا على أن 2012 أوضح المدير الاقليمي لشركة جوجل أن التوجه المصر نحو التركيز على الصناعات المحلية وعدم الوصول بها للعالمية يضعها في مأزق عدم الخروج من الحدود الموضوعة لها مؤكدًا على ضرورة دعم التوجه للخارج وتصدير المنتج المحلي المصري. أضاف أنه خلال 2012 يجب على الحكومة الجديدة يجب عليها أن تركز على دعم تصدير المنتج خاصةً منتجات البرمجيات منوهًا على أنه إذا تم وضع هدف قومي لمصر لتصدير البرمجيات من الممكن أن ينطلق إبداع الشباب لينتج منتجات تشبه فيسبوك وجوجل وغيرها. ركز الفخراني على أن الناتج المحلى القومي في الولاياتالمتحدة 14 تريليون دولار منها 3.8 تريليون استثمار خاص ورأسمال مخاطر موضحًا أن الشركات العالمية تنجذب للاستثمار في الافكار الجديدة وهو ما يمكن لمصر المنافسة عليه في حالة وضع هدف قومي مرتكز على دعم الابداع وتصدير البرمجيات. بينما انتقد أحمد الالفى المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة سوارى للمشاريع قانون العمل الحكومى الذى يؤدى الى تباطؤ خروج شركات ناجحة من السوق المصرى ، مؤكدا ان الحكومة بإمكانها تسهيل كثير من الاليات التى تتطلبها انشاء الشركات أو حتى تصفيتها ، مشيرا الى أن الحكومة تتساهل مع الشركات الناشئة وتعطيها فرص كثيره لتكرار الاخطاء بخلاف القطاع الخاص الذى يجبر تلك الشركات على تقليل نسبة الفشل فى المشروع . اشار إلى أن التركيز على المشروعات الصغيرة والمتوسطة يغفل كثيرًا من المشروعات البادئة وأفكار الشباب موضحًا أن الافكار الجديدة يجب أن تحظي باهتمام أكبر موضحًا أن صناديق الاستثمار أكبر اهتمامها ينصب على جودة الافكار ومدى النفع العائد عليها من ضخ الاستثمارات في المشروعات الجديدة مشددًا على أنه وسط التطور الهائل في حجم وكم الافكار الجديدة لاتستطيع الصناديق ضخ استثماراتها إلا في الافكار الملفتة للنظر من وجهة نظرها. وأشار إلى أن الدعم الحكومي للافكار والشركات الصغيرة يضر بالافكار أكثر من عدم منحها الاستثمارات اللازمة مؤكدًا على أن التعامل الحكومي مع الشركات بمد فترات تحصيل الاقساط والتعامل مع الاستثمارات بمنطق "الابوة" يفقد المشروع اهميته ويحصر الفكرة في مشروع فاشل. قال أحمد صبرى رئيس مجلس إدارة شركة IT Visionان الدور الذى لعبته شبكات التواصل الاجتماعي كفيس بوك وتويتر فى الثورة ومدى اقبال الجمهور عليه خلق شغف عند الشركات العالمية للاستثمار فى القطاع التكنولوجي ، مشيرًا إلى أن المناخ المصرى غير متاح لجذب أيه استثمارات . وأضاف صبرى أن الجهات الداعمة للابداع الحكومية لها اكثرمن دور حيث تبدأ بالكشف عن المواهب ، والتدريب على اسلوب الابداع ويأتى بعد ذلك التسويق لهذه المهارات موضحًا أن الجهات الحكومية لا تتعدى التدريب تشمل الخطوات التالية مما يؤدي بالشركات إلى الفشل. وأشار إلى أن أهم المعوقات التى يقابلها الابداع فى مصر هو مشكلة الربط بين التعليم الاكاديمي والسوق ،و أن معظم المشروعات الشابة بعيدة عن احتياجات السوق الفعلية مشددًا على ان الابداع يشمل التعرف على احتياجات السوق وتكييف الافكار بما يتيح الوصول إلى حلول للاحتياجات بما يحقق جذبًا للاستثمار. قال المهندس مقبل فياض رئيس مجلس إدارة بروسيلاب للحلول والبرمجيات إن مركز الابداع التكنولوجي كفكرة جيدة في حد ذاتها لكنها تحتاج لمزيد من الشفافية من حيث التمويل و الميزانية الموضوعة له وكيفية إدارتها مشيرًا إلى أن زمن الغموض انتهى لذلك يجب على إدارة المركز تحديد أوجه التمويل و الميزانيات الموضوعة ،ونوه على أن الميزانية وطريقة الاقراض التى اعتمدها المركز لم تكن واضحة تمامًا . ويرى أن اعتماد المركز كجهة داعمة ومتبنية للافكار الجديدة من شأنه زيادة النهوض بالقطاع بدلاً من زيادة الجهات المقرضة التى لاتضيف في النهاية سوى ديون على الشركات العاملة بالقطاع دون إضافة افكار أو تكنولوجيات جديدة للسوق المصري بشكل عام مؤكدًا على أن الفترة الحالية تحتاج إلى افكار جديدة أكثر من الدعم المادي الذي لايذهب في النهاية إلى الغرض الحقيقي منه مطالبًا بذهاب الدعم المادي الذي يوفره المركز إلى دعم الافكار الجديدة وتطويرها بدلاً من إعطاء الشركات الدعم بصورة مباشرة. واضاف أيمن ابو هند نائب الرئيس التنفيذى لكارتيل كابيتل الامريكية للاستثماران صناعة التكنولوجيا والابداع نهض فى الاوانة الاخيرة ،وذلك بسبب الاقبال على التكنولوجيا بصفة عامة مشيرًا إلى أن السوق المصرية يحتاج لاعادة هيكلة شاملة ليجذب الاستثمارات الاجنبية موضحًا أن استقرار الاوضاع اعادة الهيكلة الكاملة للمنظومة الاقتصادية والتكنولوجية والمنظومة الحكومية ككل يجذب الاستثمار . وأكد أبو هند على أن مركز الابداع التكنولوجي و الهيئات التمويلية يجب أن تغير من استراتيجيتها بما يتناسب مع المناخ العام للاباع في مصر بالتوجه نحو التدريب الجامعي والابداع لدى صغار المخترعين مشيرًا إلى أن الجهات الممولة خاصةً الحكومية تعمل بمعزل عن الشباب. وأشار إلى أن المشروعات الصغيرة والافكار الشابة تعانى من عدم مراعاة حقوق الملكية الفكرية فواضعى القوانين انفسهم والعاملين فى الحكومة يفتقدون الوعى بأهمية الملكية الفكرية وتأثيرها على الافكار العاملة في السوق لافتًا إلى أن منظومة القوانين الحاكمة للابداع التكنولوجي تحتاج إلى إعادة هيكلة با يضمن حقوق المخترعين والمبدعين.