التأمين في مضمونه يعبر عن فكر تعاوني بين الناس وهو مطلب طبيعي طالما كان الهدف منه مساعدة الآخر وليس الأضرار به وعليه فجوهر التأمين كمقصد للخير جائز شرعاً بل هو مطلوب. وانطلاقاً من هذا فإنه يمكننا القول بثقة تامة أن المبادئ الأساسية والأسس الفنية المتعارف عليها للتأمين كعلم لقياس الخطر وحساب تكلفته وإدارته هي نفسها المعمول بها في فكر التأمين التكافلي، وأهم مايميز التأمين التكافلي هو طبيعة العقد ومنهجية الإدارة والمحاسبة المترتبة على طبيعة العقد و نوعية الإستثمار. والأصل في العقود الجواز مالم تحل حراماً أو تحرم حلالاً ، ومن ما يلزم لجواز العقد شرعاً أن لا يكون مشتملاً على الغرر المنهي عنه وهوعدم الشفافية ووضوح حقوق والتزامات طرفي العقد بشكل محدد ولا لبس فيها لكل منهما. بينما فى التأمين التقليدي فإن وثيقة التأمين تعتبر عقد بين كل مؤمن له على حدة وبصفته فرداً كان أو هيئة وبين المؤمن بصفته وهي شركة التأمين وهو من عقود المعاوضات المالية الاحتمالية ، حيث يقوم كل متعاقد على حدة فرداً كان أوهيئة (المؤمن له) وحسب شروط العقد بنقل خسائر خطر معين محتمل وقوعه له ومعلوم نوعه وقدره إلى جهة ما (المؤمن/ شركة التأمين) تتحمل بموجبه هذه الجهة الخسائر المادية (بحد أقصى معلوم ومحدد في العقد) المترتبة على تحقق هذا الخطر وذلك مقابل مبلغ معلوم ومحدد (القسط) يدفعه المؤمن له إلي المؤمن . وثيقة التكافل تعتبر عقدأ بين المشترك وبين شركة التكافل باعتبارها وصفتها وكيلاً عن مجموع المشتركين لإدارة الخطر المعرضين له وليس بصفتها جهة تتحمل الخطر نيابة عنه، حيث يشترك مجموعة من الأشخاص الطبيعيين وأو الاعتباريين المعرضين لخطر معين محتمل وقوعه لأي منهم بالتبرع من صندوق إشتراكاتهم لمن وقع له الخطر وذلك لجبر الضرر الواقع وبحسب ماهو متفق عليه ومحدد في وثيقة الإشتراك. فالمؤمن له يحمل صفة المكفول عند تحقق الخطر له وفي ذات الوقت هو كافل (مؤمن) لمن قد يتحقق الخطر عنده من أي من المشتركين الآخرين وتقوم شركة التكافل بصفتها وكيلاً عن المشتركين بتجميع الراغبين في الإنضمام إلي الصندوق ، كما تقوم على إدارته بما لها من كادر متخصص وخبرة في إدارة المخاطر والشئون المالية. وتستثمر شركة التكافل أرصدة إشتراكات صندوق التكافل أو أية أموال تخص المشتركين (أصحاب الوثائق) كنشاط إضافي مقابل نسبة من الأرباح المحققة لصندوق التكافل معلومة سلفاً تمثل أجر إدارة الإستثمار ، بالإضافة إلى رأسمال الشركة أو أية أموال تخص المساهمين في أوعية استثمارية وصناديق تتوافق مع نهج التكافل تلتزم فيها بأحكام هيئات الرقابة الشرعية وتحت اشرافهم. ويجب التأكيد على ان شركات التأمين التكافلي ليست في منافسة على الإطلاق مع الشركات التقليدية من حيث من الأفضل ومن الأسوء أو أن التأمين حرام أو حلال ولكن الموضوع في البدأ هو مبدأ ونية وطبيعة عقد التأمين. مقال بقلم : سراج الهادي قريب الله رئيس قطاع العمليات شركة سوليدرتي للتكافل العائلي