أكد الدكتور حازم الببلاوي، نائب رئيس الوزراء ووزير المالية السابق، أن حكومة الدكتور عصام شرف مهدت الطريق لحكومة الدكتور كمال الجنزورى للقيام بأعمال كثيرة مشيرًا إلى أن حكومة الجنزورى تمتاز بأنها أكثر حزما من حكومة شرف. أوضح الببلاوى، فى حوار مع برنامج 90 دقيقة، أن حكومة شرف هى التى قامت بعمل الحد الأدنى للأجور، وأخذت قرار ترشيد الدعم بالنظر فى الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة، وكذلك تمت الموافقة في عهد حكومة الدكتور شرف على فتح مفاوضات مع صندوق النقد مبينًا أنه لا يوجد فرق فى الأولوية بين الحكومتين. كشف الببلاوي عن تلقيه عرضاً من الفريق سامي عنان بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني خلفًا لعصام شرف، ولكنه رفض تولي الحكومة نظراً لصعوبة الوضع الاقتصادي في البلاد وحاجة الناس إلى التغيير. أضاف أن معظم الحلول الاقتصادية "طعمها مُر" بالنسبة للوضع في مصر، نظراً لأن المورد الطبيعي عندنا هو النيل والمورد الحقيقي هو المواطن مشيرًا إلى أن مصر بحاجة استراتيجية صناعية و اهتمام بالتعليم والتدريب وقبل ذلك كله الأمن. أوضح أن الوضع الاقتصادى لايزال معقولاً أى البنية التحتية، و لكن الأزمة المالية كبيرة، فعجز الموازنة لن يقل عن 150 مليار جنيه. أشار الببلاوي إلى خروج ما لا يقل عن مليار ونصف دولار خلال الثورة نظراً لعدم الشعور بالأمن من قبل المستثمر، مؤكداً أن الأهم قبل توفير الأمن هو الشعور به. وحذر من خطورة الوضع الاقتصادي في الوقت الحالي، مشدداً على أهمية إيجاد تمويل سواء من الخارج أو الداخل، نظراً لأن الاختلال النقدي يهدد أي بلد مشيرًا إلى أن أخطر شيء هو أن تفقد الناس الثقة فى عملتها سواء بانخفاض قيمتها أو ارتفاع الأسعار. وقال:" يجب تأمين الانضباط النقدى مثل تأمين حدود البلاد بالضبط." أوضح أن السعودية لم تقدم حزمة المساعدات لمصر حتى الآن بدون سبب مفهوم وأن الاستثمارات من الخارج تتوقف علي بيئة جاذبة ولا يوجد لدينا هذه البيئة. شدد الببلاوى على أهمية وضوح الرؤية الاقتصادية والسياسية قائلا:" يجب أن نوضح موقفنا من اقتصاد السوق والملكية الخاصة واحترام أحكام القضاء حيث إنه لا يوجد مستثمر عربى أو أجنبى سيأتى إلى مصر قبل أن يشعر بالأمان على استثماراته." وعلق الببلاوي على أزمة الوقود قائلاً: "أزمة البترول كانت بسيطة في البداية، ولكن الإشاعات هي التي ضخمتها".