يناقش مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، الدراسات التى أعدتها وزارة الزراعة لتنفيذ أكبر مشروع استصلاح للأراضى فى الصحراء الغربية، جنوب منخفض القطارة، يستهدف استزراع نحو مليون و55 ألف فدان، وتشارك فى وضع ملامحه النهائية، خلال أيام، لجان فنية تضم وزارات «الزراعة واستصلاح الأراضى، والموارد المائية والرى، والدفاع، والكهرباء، والبيئة»، بالإضافة إلى المركز الوطنى لاستخدامات أراضى الدولة. وأكدت مصادر رفيعة المستوى بوزارة الزراعة، ل«المصرى اليوم» أن هذه اللجان تضم خبراء فى المياه واستصلاح الأراضى والتربة، وتقوم حالياً بحصر ومعاينة الأراضى وتحديد مدى تداخلها مع استخدامات مختلف الجهات صاحبة الولاية على أراضى الدولة، تنفيذاً لقرار مجلس إدارة هيئة مشروعات التنمية الزراعية باستغلال الأراضى الواقعة حول منخفض القطارة. وفقا لجريدة المصري اليوم وقال الدكتور صلاح يوسف، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، عقب اجتماعه مع الدكتور على إسماعيل، المدير التنفيذى لهيئة مشروعات التعمير والتنمية الزراعية، الأربعاء الماضى، إن الأراضى المنبسطة الشاسعة الواقعة حول منخفض القطارة ستصبح أكبر وأول مشروع زراعى حقيقى فى مصر، فى القرن الواحد والعشرين، موضحاً أن الحكومة تهدف من خلال المشروع إلى إقامة دلتا جديدة بالصحراء الغربية قادرة على خلخلة التكدس السكانى بدلتا النيل خلال سنوات قليلة وتعتمد على مصدر مائى متجدد فى المنطقة. وأكد «يوسف»، أنه من المقرر طرح المشروع للاستثمار طبقا لنظام حق الانتفاع المنتهى بالتملك فى حالة الجدية، للشركات الزراعية، بمساحات تتراوح بين 5 و10 آلاف فدان، على أن تخصص كل شركة 10% من مساحتها بعد استصلاحها لشباب الخريجين إلى جانب احتفاظ وزارة الزراعة بمساحة 10% من المشروع لإقامة المحطات البحثية والإرشادية والتجريبية ومتابعة المشروع. وأضافت، مصادر حكومية مطلعة - طلبت عدم ذكر أسمائها - أنه من المقرر إقامة تجمعات سكانية تستفيد من المشروع، بالإضافة إلى الاستفادة من إقامة المدينة المليونية، المقرر إقامتها فى منطقة العلمين، بالتزامن مع بدء تنفيذ مشروعين موازيين للمشروع الزراعى. وأوضحت المصادر أن المشروع الأول سيستفيد من الإنتاج الزراعى فى إقامة منطقة تصنيع زراعى، والثانى مشروع سياحى يعتمد على الموارد الطبيعية والمواقع السياحية، التى تمتد على طول الساحل الشمالى من غرب مدينة الإسكندرية حتى مدينة السلوم مروراً بمدينتى العلمين ومطروح. من جانبه، قال الدكتور محمد الأمير، مدير عام استغلال موارد المياه الجوفية بهيئة التعمير والتنمية الزراعية، إن منخفض القطارة يقع فى الصحراء الغربية ويمتد من الشرق إلى الغرب ويقترب طرفه الشرقى من البحر الأبيض المتوسط عند منطقة العلمين، وتلبغ مساحته حوالى 26 ألف كيلومتر مربع ويبلغ طوله حوالى 298 كيلومتراً وعرضه 80 كيلومتراً، وأقصى انخفاض له تحت سطح البحر يبلغ 134 متراً وهو ما يعنى أنه البيئة الأنسب للزراعة خاصة مع تدفق مياهه الجوفية النقية من الخزان النوبى بصورة سطحية مذهلة وبكميات هائلة لا حدود لها.
