ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فى تقرير لها اليوم الأحد أن صندوق النقد الدولى تحول أمس السبت إلى ساحة لتوجيه الانتقادات إلى أوروبا على خلفية الأزمة الاقتصادية التى تعصب بالقارة العجوز . وقالت الصيحفة - فى التقرير الذى نشرته على موقعها الالكترونى - إن الاقتصادات الكبرى وصندوق النقد الدولى كثفوا الضغوط أمس السبت على زعماء منطقة اليورو من أجل معالجة ازماتهم المالية وصعدوا الانتقاد الذى تضمن تحذيرات شديدة اللهجة بشأن الاقتصاد من الولاياتالمتحدة والصين إلى أوروبا . وسلطت الصحيفة الضوء على كلمة وزير الخزانة الأمريكى تيموثى جايتنر أثناء اجتماع صندوق النقد والتى أوضح فيها اسوأ سيناريو من الممكن أن يحدث اذا لم تنجح دول منطقة اليورو البالغ عددها 17 دولة فى معالجة مشكلة الديون الأوروبية . وقالت الصحيفة إن تحذير جايتنر جاء فى نهاية سلسلة من الاجتماعات لصندوق النقد سيطرت عليها مشاكل منطقة اليورو موضحة أن وزير الخزانة الأمريكية ظل يدفع أوروبا من أجل اتخاذ خطوات جذرية لاثبات أن الحكومات الأوروبية والبنك المركزى الأوروبى ستعمل على مساعدة الدول الضعيفة اقتصاديا مثل اليونان من أجل إصلاح نظامها الاقتصادى . واردفت الصحيفة تقول إن صندوق النقد الدولى يدفع هو الآخر أوروبا بنفس الاتجاه موضحة أن الصندوق أعلن أمس السبت أن دول اليورو تعهدت باتخاذ كافة الاجراءات الضرورية من أجل استقرار الأسواق المالية معتبرة أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون بمثابة اختبار مصيرى لتعهد قادة منطقة اليورو " بالتصرف الحاسم " . وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن هناك شعورا شائعا بين جميع الأطراف بضرورة التصرف بشكل عاجل غير أنه ليس هناك اتفاق واضح بشأن السياسة وأن البنك المركزى الأوروبى مهتم على نحو خاص بتولى المسئولية عن الدين الحكومى . وسلطت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الضوء على يورجن ستارك العضو الألمانى السابق فى البنك المركزى الأوروبى الذى استقال على خلفية النزاعات بشأن دور البنك فى الأزمة وقالت إنه وجه انتقادات شديدة للغاية إلى جايتنر حيث قال "إنه ليس من العدل تحميل منطقة اليورو مسئولية أزمة تولدت فى الأساس فى الولاياتالمتحدة ، وينبغى على جميع الحكومات أن تقوم بواجباتها قبل أن توجه نصائح إلى الآخرين ". وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن زعماء منطقة اليورو قد وافقوا فى 21 يوليو الماضى على سلسة من الاجراءات من أجل رفع التمويل للحكومات والبنوك الأوروبية لكن هذه الأفكار ينبغى أن يتم التصديق عليها من قبل برلمانات ال 17 دولة فى المنطقة . وقالت الصحيفة إن دولا قليلة ومنها فرنسا وافقت بالفعل على الخطة لكنه لم يتم التصويت على الخطة فى ألمانيا - أكبر اقتصاد أوروبى - ودول أخرى فى شمال أوروبا ستتحمل الجزء الأكبر من فاتورة معالجة الأزمة . وأضافت الصحيفة أن ألمانيا ستصوت هذا الأسبوع وستصوت الدول الأخرى فى تعاقب ينتهى فى سلوفاكيا فى 14 أكتوبر المقبل . واردفت الصحيفة تقول إن الغموض بشأن أوروبا يسبب ما وصفته "برجفات عالمية" وأنه مع تباطوء النمو يخشى مسئولون فى صندوق النقد من أزمة أوسع تكون مركزها فى أوروبا . وأوضحت الصحيفة أن سلسلة من الإجراءات اتخذتها بعض الحكومات الأسبوع الماضى ومنها البرازيل من أجل إبطال الانهيار المفاجىء فى عملاتهم مما يثير احتمال أن تلجأ هذه الدول إلى اتخاذ خطوات آحادية الجانب من أجل عزل أنفسهم عن المشاكل المتنامية وأن هذا الأمر يمثل وصفة لحرب تجارية ستكون مدمرة