كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" عن تواطؤ شركة "شل" النفطية الهولندية مع النظام السوري لتصدير كميات ضخمة من النفط، حيث قامت الشركة بإرسال ناقلة نفطية لتحميل ما يقرب من 600 ألف برميل من النفط من أحد الموانئ السورية. ومن المتوقع أن ترسو الباخرة "هايدمار تي بي أن" في ميناء طرطوس السوري لتحميل شحنة قيمتها 55 مليون دولار، وفقا لمجموعة "بلاتفورم" المختصة بمراقبة شركات الطاقة. وامتنع متحدث باسم شركة "شل" تأكيد أو نفي إرسال السفينة في سوريا، مكتفيا بالقول إن الشركة لا تعلق على "المعلومات التجارية". وستقوم الناقلة المستأجرة من قبل ذراع الشحن في شركة "شل"، بتحميل النفط بالاتفاق مع "سيترول"، وهي شركة مملوكة للدولة ومسؤولة عن تسويق النفط السوري. وسيذهب ثمن الشحنة مباشرة الى الحكومة السورية في ظل الرئيس بشار الأسد. وقتل المئات من الأشخاص منذ بدء الاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري في مارس. واعتبر الباحث في مجموعة "بلاتفورم" لورنزو بالويلو "إن استمرار "شل" في علاقتها التجارية مع سوريا على الرغم من سفك الدماء يجعلها شريكة في القمع"، مضيفا أن "شل تواصل العمل يدا بيد مع النظام، بينما ينتفض الشعب السوري من أجل الحرية، هذه الشركة وضعت نفسها بقوة إلى جانب الديكتاتوريين الفاسدين". وتعتبر سوريا من بين أصغر منتجي النفط في الشرق الأوسط، إذ تضخ حوالي 390 ألف برميل يوميا. ولا توجد عقوبات دولية تمنع الشركات الأجنبية من المشاركة في صناعة النفط في البلاد. و"شل" تعد من بين أكبر المستثمرين في سوريا. وقالت "شل": "نحن نراقب الوضع عن كثب داخل سوريا، فسلامة وأمن موظفينا هي شغلنا الشاغل". وأضافت الشركة أنه تم إجلاء الموظفين الأجانب في الشركة من سوريا وفقا لنصيحة السفارة. وامتنع متحدث باسم الشركة عن الرد على الانتقادات حول تواطؤ الشركة المزعومة مع نظام الرئيس الأسد.