الجبهة الاشتراكية اجتمعت لتوحيد رؤية "اليسار المصري" .. و بعض الأحزاب حرمت دعوة الحوار ! اختتمت الأحزاب المصرية ومنظمات المجتمع المدني اليوم، اجتماعاتها التحضيرية من أجل التوصل إلى الخطوط العريضة للموضوعات ذو الأولوية على أجندات الحوار الوطني، ومن المقرر بدء أولى جلساته الأحد المقبل في تمام الساعة التاسعة صباحا بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر، ويفتتحه الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء المصري. أبرز القوى السياسية التي قامت بعقد اجتماعات موسعة على مدار الأسبوع الماضي هي "التيارات اليسارية" عبر أحزابها المختلفة، سواء حزب التجمع، أو الأحزاب الجديدة التي ولدت من رحم الثورة مثل حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي المصري الذي دعا إلى تأسيسه المهندس ممدوح حبشي، وحزب العمال الديمقراطي للمهندس كمال خليل. ووفقا لتصريحات الدكتور عبد الغفار شكر، نائب رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية بالقاهرة، وأحد الداعين لتأسيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ل "أموال الغد"، فإن التيار اليساري المصري قد قام بعقد اجتماعات موسعة عبر جبهة القوى الاشتراكية التي تجمع اليساريين في مصر، مشيرًا إلى أن هذا لا يعني مطلقًا أن تلك الأحزاب و التيارات سوف تتشابه في خطواتها على الساحة السياسية، فإن كانت الرؤية السياسية واحدة وقد قام الاجتماع بمناقشة سبل توحيدها بشكل عمل، إلا أن هناك احترام للتعددية، وأن كل حزب سوف يقوم بعمل برنامج خاص من رحم الاشتراكية. و قال أسامة شلتوت، رئيس حزب التكافل، أن حزبه قد قام بعقد مجموعة من الاجتماعات الموسعة منذ أسبوعين لمناقشة ريؤية الحزب الخاصة بشأن الأوضاع في مصر خلال المرحلة المقبلة، فضلا عن أساليب الحل لمعظم المشاكل التي يعاني منها المجتمكع عقب الثورة، وآليات عودة الامن و الاستقرار مرة أخرى. ومن ناحيته نوه الدكتور فرج عبدالفتاح، استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، ومسئول الملف الاقتصادي بحزب التجمع، أن حزبه قام بإشراك عدد من الأعضاء المسئولين بالحزب عن كل ملف منفصلا، وقام هو شخصيًا بتولي مهام الملف الاقتصادي، وسوف يقوم بعرضه خلال المؤتمر المقبل. ورفض فرج الافصاح عن خطة الحزب الاقتصادية و التي سوف يتم عرضها خلال الحوار الوطني، مشيرَا إلى أن أنه شخصيًا يولي اهتماما بهذا الحوار و يعده عمل وطني وقد قام هو وآخرين من الحزب بالتفرغ التام أيام الحوار نظرًا لأهميته القصوى بالنسبة لمصر، لبحث الرؤية المستقبلية للسنوات الخمس المقبلة في الدولة في جميع القضايا المجتمعية. وفي السياق ذاته، استنكر عدد من الساسة و الأحزاب عدم حصولهم على أية دعاوي للحوار تشمل موعده و مكان انعقاده، متسائلين عن المعايير التي تم من خلالها اختيار الشخصيات التي سوف تشارك في هذا الحوار المجتمعي الهادف. نعمان جمعة، رئيس حزب الوفد، و الذي أعلن عن اعتزامه خوض غمار المعركة الانتخابية، هاجم الدكتور يحي الجمل و عبدالعزيز حجازي، لتجاهلهم التام شخص في "قيمة ومكانة" رئيس حزب الوفد السابق – على حد تعبيره – وعدم ورود اسمه في الدعوات الخاصة بأي من الحوارات القائمة، سواء كان الحوار الوطني أو حوار الوفاق القومي ، قائلا "الحكومة تختار اللي على مزاجها". وشن جمعة عجومًا عنيفًا على الدكتور يحي الجمل، مؤكدًا أن الحوار يفتقد إلى آليات الحوار الجيد نظرًا لأن القائمين عليه قاموا بتهميش عدد كبير من الشخصيات و النخبة، ولم تكن الآليات التي تتم على أساسها عملية الاختيار واضحة لأحد. كما استنكر عبدالغفار شكر عدم حصول حزبه – تحت التأسيس- على دعوات للحضور أيضًا، واستنكر وحيد الأٌقصري، رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي، عدم حصول حزبه على دعوة تشتمل موعد ومكان انعقاد المؤتمر بالتفصبل. وشدد الأقصري على ضرورة مشاركة الشباب بصورة كبيرة في هذا الحوار، لأنهم الذين قاموا بالثورة و ليس "عواجيز المعارضة" الذي ظلوا طيلة 30 سنة من حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، عاجزون عن تحقيق تلك الثورة الهائلة. وطالب رئيس حزب مصر، أن يناقش الحوار الوطني أساسيات العمل في المرحلة المقبلة ، وانتخابات مجلس الشعب و الانتخابات الرئاسية، بالاضافة إلى مناقشة مواد الدستور نفسها التي تم الاعلان عنها في الاعلان الدستوري الأخير، ومستقبل هذه المواد المتوقع، ومطالب الشباب و الخبراء و الأحزاب بشأنها .