كتبت- نهال أحمد: أوصت ندوة التغيرات المناخية وأثرها على قطاع الزراعة فى مصر" التى عقدت تحت رعاية أمين أباظة وزير الزراعة و استصلاح الأراضى بضرورة التنسيق مع المنظمات العالمية والمحلية لانشاء قاعدة بيانات وتشجيع البحوث والمتابعة الدورية لقياس درجات الحرارة و الرطوبة و الرياح و وضع استراتيجيات المواجهة التغيرات المناخية بحضور الدكتور فوزى الشاذلى مدير معهد بحوث الاقتصاد الزراعى. وعرضت الندوة دراسة للدكتور محمد الراعى أستاذ الفيزياء فى كلية العلوم جامعة الاسكندرية وتناولت عوامل زيادة درجات الحرارة بمتوسط درجة كل 15-20 سنة. وبينت الدراسة أن التغيرات الشمسية و انبعاث الغازات الماصة للحرارة تعد من الأسباب الرئيسية لتغير المناخ مما يؤدى إلى ذوبان الجليد فى القطبين وارتفاع منسوب المياه فى المسطحات المائية. وأكد أنه ليس هناك حل موحد لجميع مناطق العالم لمواجهة تلك الكارثة لأن توزيع درجات الحرارة غير متساوى و ليس موحد على مستوى الكرة الأرضية فالاكثر تأثرا بالظاهرة هى الدول النامية والفقيرة فيجب أن يخصص لها مناقشات واستراتيجيات خاصة. وتطرق دكتور الراعى إلى ارتفاع سطح البحر بمنطقة الدلتا الذى يشكل خطر على مياهها الجوفية و بمدينة اسكندرية الذى قد يؤدى إلى غرقها واختفاءها على المدى البعيد . واستنكر عمليات إزالة الحزام الأخضر التى تقوم بها بعض الجهات عند إنشائها للمدن الجديدة ، لانها تحمى تلك المناطق من العواصف الرملية و التيارات الصحرية. وأفصح عن دراسة قام بها البنك الدولى كشفت أن مصر الأول عربيًا و الثالثة عالميًا من حيث التأثر بالتغيرات المناخية. و من جهته, أشار الدكتور مسعد قطب حسنين مدير المعمل المركزى للمناخ الزراعى إلى أن مؤتمر كوبنهاجن الأخير كانت أهدافه سياسية بحتة حيث أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى إدراج الصين فى الاتفاقية كى تحد من معدل نموها. ورأى أنه يجب على الدول النامية ألا تلتزم بمثل تلك الاتفاقيات كى تزيد من معدل نموها الاقتصادى، وشدد مسعد على ضرورة أن تخفض الدول الصناعية 60% إلى 80 % من انبعاثاتها الحرارية بحلول عام2050 وأن يخصص لذلك 1% من إجمالى الدخل القومى. واستعرضت دكتور كرياكى بابا جورجو منسق العلوم والتكنولوجيا بمكتب الاتحاد الاوروبى فى مصر الجهود المشتركة بين الاتحاد و الدول المعرضة للخطر خاصة مصر لوضع استراتيجية لموجهة أزمة الغذاء والتوزيع السكانى. وناقشت الندوة وضع الكرة الأرضية خلال الثلاثون عامًا القادمون , كيفية التكيف و تلقى الصدمات , و مابعد الكوارث من خلال جلسة خاصة افتتحها دكتور صلاح حافظ رئيس جهاز شئون البيئة الأسبق ودكتور جاى جوبنز ممثل مركز بحوث التنمية الدولية بالشرق الاوسط. وقال دكتور إبراهيم عبد المطلب غانم رئيس قسم بحوث الدراسات الإقليمية بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعى أن على مصر وضع خطة محمكة لمواجهة الآثار السلبية و المدمرة التى ستصيب الزراعة و عليها استنباط سلالات جديدة من المحاصيل التى تتحمل الملوحة و الحرارة كما يجب وضع استراتيجية للاستخدام الأمثل للموارد المائية و الأرضية و الزراعية من خلال تطبيق سياسات زراعية محكمة .وقد قام بعرض ورقة عمل تشمل تأثيرات التغيرات المناخية على كافة الجوانب الحيايتة المختلفة. و أوضح أنا هناك بعض المحاصيل الىتى ستتأثر بالايجاب و منها القطن الذى ستزدهر زراعته خلال الرطوبة و درجات الحرارة المرتفعة و قد يرتفع معدل حصيلته إلى 17 % خلال السنوات القادمة. و على صعيد أخر , فجر الدكتور نبيل توفيق الحبشى رئيس بحوث بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعى رأيه المعارض تماما لأغلبية الحضور قائلا أن الانخفاضات و الارتفاعات لدرجات الحرارة تحدث منذ ملايين السنين و تلك هى عادة الأرض و أن هذه التوقعات ما هى إلا تهويلات و سيناريوهات متشائمة هدفها فى المقام الأول سياسى لمنع نمو بعض الدول و منها الهند و البرازيل.