أكد جيوفاني بوكوليني، رئيس البنوك الخارجية بمجموعة انتسيا سان باولو الإيطالية، أن نتائج أعمال بنك الاسكندريه كانت جيدة خلال 2009 على الرغم من الظروف السيئة التى تخيم على الأسواق جراء الأزمة المالية العالمية، موضحًا أن أداء البنك كان قويًا خلال العام ويعكس قوة الطلب في السوق المصرية . وذكرت صحيفة الاخبار أن بوكوليني أشار إلى مساهمة بنك الإسكندرية بنحو 16 % من إجمالى الأرباح المحققة للمجموعة خلال عام 2009 وتعتبر نتائجه من أفضل نتائج أعمال البنوك التابعة للمجموعة فى جميع أنحاء العالم كما يحتل الترتيب الثانى من حيث الربحية بين بنوك المجموعة فى جنوب المتوسط ودول الكومنولث بعد بنك " فيوبي" بسلوفاكيا. وكشف بوكوليني عن استعداد المجموعة لضخ المزيد من الأموال داخل بنك الإسكندرية بهدف تطوير منتجاته وتزويده بالخدمات المتنوعة التى تقدمها المجموعة حول العالم ، مشيرًا إلى تركيز المجموعة أيضًا على تدعيم ونقل خبراتها فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال إمدادها بالمزيد من الدعم الفنى والخبرات المالية للتوسع فى نشر هذه الخدمات فى السوق المصرية خلال العام الجاري. وأرجع السبب الرئيسى فى قيام بنك الإسكندرية بسحب استثماراته فى البورصة المصرية إلى رغبة مجموعة انتسيا سان باولو فى استثمار أموالها فى الاقتصاد الحقيقى والبعد عن مخاطر أسواق المال ، مشيرًا إلى نجاح المجموعة فى تحقيق أداءًا قويًا والتعامل بشكل جيد مع الأزمة المالية العالمية بسبب تركيزها على هذا النوع من الاستثمار البعيد عن المخاطر الناجمة عن الاستثمار فى المشتقات المالية وأدوات الدين والرهون العقارية التي توسعت فيها بنوك أخري وأدت إلي تأثرها الملموس بالأزمة. ** كيف تكونت مجموعة انتسيا سان باولو؟ بوكوليني : تشكلت فى يناير من عام 2007 من إندماج بين سان باولو وبنك إنتيسا ، وكان البنكين لاعبين رئيسيين فى السوق الإيطالية، وساهما معًا فى عملية توطيد دعائم الصناعة المصرفية فى إيطاليا ، وتكونت مجموعة إنتسيا نتيجة لسلسة من التكامل الناجح حيث تشكلت فى عام 1998 من إندماج Ambroseneto وCariplo ، وفى عام 1999 تم تقديم عرض لشراء 70 % من Banca commerciale itallana والذى اندمج فى وقت لاحق فى عام 2001، أما مجموعة سان باولو فكانت نتيجة لعملية الدمج بين Instuto mobiliare italiano وInstuto banciaro san paolo di torino والتى حدثت فى عام 1998 والتكامل اللاحق مع Banco di napoli فى عام 2000 ومجموعة cardine فى عام 2002 . ** فى ظل الحرص على إرتباطكم بالاقتصاد الحقيقي وخدمة العملاء بالإضافة إلى توفير المميزات لحاملي الأسهم مع المحافظة على روح كل مجتمع، أليس هناك صعوبة فى تحقيق ذلك مع حدوث تلك الاندماجات والاستحواذات التى حدثت للمجموعة والتى من المؤكد أيضًا إنها خلقت ثقافة مصرفية ذات طبيعة خاصة؟ بوكوليني : على الرغم من تشعب أنشطة المجموعة إلا أن لديها ثقافة البنوك الاقليمية التى تحافظ على خط عام للمجموعة وهو التركيز على الاقتصاد الحقيقى والتي تعتبر استراتيجية أساسية مع المحافظة على تلك الثقافة ووضع خطة محلية لكل بنك على حدة، ويبرز بنك الإسكندرية كمثال واضح فعندما تم الاستحواذ على البنك فى أواخرعام 2006 حولنا استيراتيجه لتكون جزء من الاقتصاد الحقيقي في مصر. نحن لانفكر فى الاستثمار قصير الاجل بل نسعى إلى الاستثمار طويل الأجل، لذا لانخشى من الارتباط بالإقتصاد الحقيقى بدءًا من البنية التحتية حتى أبسط الخدمات المصرفية ونخدم كافة الفئات ابتدًاء من المؤسسات والعائلات والأفراد . ** هل تفضلون الاستحواذ على المزيد من البنوك في البلدان المختلفة أم القيام بتوسعات فى فروع المجموعة الحالية؟ بوكوليني : بخصوص إستيراتيجية التوسع لدي مجموعة انتسيا سان باولو فهى تتلخص فى قيام المجموعة بتدعيم تواجدها فى الدول التى يمتلك بها فروع حتى تصبح مؤثرة إقتصاديًا وبعدها تنتقل إلى دول أخرى ، لذلك فأننا نركز بشكل أساسى على تعميق خدماتنا المقدمة للعملاء بغض النظر عن زيادة الفروع فعلى سبيل المثال لا الحصر يركز فرع المجموعة فى مصر بشكل أساسي على الخدمات المصرفية للشركات ومنتجات التجزئة مثل العديد من الفروع التي توفر نفس تلك الخدمات، ويعتبر ذلك خدمة جيدة بالنسبة العملاء. وتتمتع المجموعة حاليًا بتواجد قوى بالمعايير الدولية فيما يتعلق بمستويات المخاطر والسيولة وتقدم خدماتها لنحو 19.6 مليون عميل منها 11.1 مليون عميل فى إيطاليا. ** ماذا عن حجم أعمال المجموعة داخل السوق الإيطالية؟ بوكوليني : تحتل مركز الصدارة بين البنوك الإيطالية من حيث حصتها السوقية فى مختلف الأنشطة والخدمات، حيث تستحوذ على 18% من حجم الودائع و17% من حجم القروض ، وتأتى أيضًا فى صدارة البنوك الإيطالية فى كافة أنشطة التجزئة وصيرفة الشركات وإدارة الإصول ، وتستأثر خدماتها فى مجال أنشطة التجزئة المصرفية على 70% من ثروة القطاع العائلى بإيطاليا. ** هل لديكم نيه للتوسع فى منطقة الشرق الأوسط؟ بوكوليني : نفضل دائما التوسع في منطقة حوض البحر المتوسط ، وكان هناك نية للتوسع فى بعض دول المنطقة وعلى رأسها الجزائر والمغرب ولكن عدم وجود فرص للخصخصة وعدم وجود فرص لمنح تراخيص جديدة تسبب فى تأجيل الأمر إلى أجل غير مسمى . ** هل قامت البنوك الإيطالية بالحد من مكافآت رؤسائها وعدم المبالغة فيها فى أعقاب الأزمة؟ بوكوليني : كما ذكرت سابقًا أن أغلب أنشطة البنوك فى إيطاليا تركز بشكل أساسى على الاستثمار فى الاقتصاد الحقيقى، وبالتالى فليست هناك نسب الحوافز الكبيرة مثل الموجودة فى الولاياتالمتحدة ، والتى اضطرت بعد الأزمة إلى إتخاذ إجراءات فورية للحد منها. ** كيف ترى نتائج أعمال بنك الاسكندرية خلال عام 2009؟ بوكوليني : نتائج أعمال بنك الاسكندريه كانت جيدة خلال 2009 على الرغم من الظروف السيئة التى تخيم على الأسواق جراء الأزمة المالية العالمية ، كما أن أداء البنك كان قويا خلال العام ويعكس قوة الطلب في السوق المصرية ، وللعلم فقد ساهم البنك بنحو 16 % من إجمالى الأرباح المحققة للمجموعة خلال عام 2009 بل وتعتبر نتائجه من أفضل نتائج أعمال البنوك التابعة للمجموعة فى جميع أنحاء العالم كما يحتل الترتيب الثانى من حيث الربحية بين بنوك المجموعة فى جنوب المتوسط ودول الكومنولث بعد بنك " فيوبي" بسلوفاكيا. ** ولكن لاحظنا قيام البنك بسحب استثماراته من البورصة المصرية والتخلص من محفظته ما السبب؟ بوكوليني : السبب الرئيسى يكمن فى رغبة مجموعة انتسيا سان باولو فى استثمار أموالها فى الاقتصاد الحقيقى والبعد عن مخاطر أسواق المال ، وأرى أن المجموعة حققت أداءًا قويًا ونجحت فى التعامل بشكل جيد مع الأزمة المالية العالمية بسبب تركيزها على هذا النوع من الاستثمار البعيد عن المخاطر الناجمة عن الاستثمار فى المشتقات المالية وأدوات الدين والرهون العقارية التي توسعت فيها بنوك أخري وأدت إلي تأثرها الملموس بالأزمة. ** بالنسبة لمشروعات البنية التحتية هل هناك نية لدى المجموعة لتمويل تلك المشروعات فى مصر؟ بوكوليني : بالتأكيد على إعتبار أن مصر تعتبر واحدة من أفضل دول العالم جاذبية للاستثمار فى مجال البنية التحتية الذى يحتاج إلى مليارات الجنيهات، وتمتلك المجموعة حاليًا محفظة لتمويل مشروعات البنية التحتية فى مصر وتعتزم الإستفادة من خبرات بنك " بي أي أي إس'" الذي تملكته المجموعة ويتخصص في مثل هذه المشروعات. وسوف يشارك بنك الأسكندرية كمستشار للمجموعة وأيضا كمصرف لإتاحة خطوط الإئتمان ومنح التيسيرات اللازمة والإعتمادات الخاصة بهذه المشروعات. و فى حالة تجاوز حدود الإئتمان المتاحة لتلك المشروعات والمقررة وفقا للبنك المركزى المصرى فسوف تقوم بفتح تمويل مباشر من جانب المجموعة لتمويل الفرص الاستثمارية الموجودة فى السوق المصرية، على أن تتم عملية التمويل بالدولار لتلافى أية تعقيدات متعلقة بسعر صرف العملات التى سيتم تحويلها من إيطاليا إلى مصر لتمويل المشروع . ** ماذا عن رؤيتك لما تقدمه المجموعة لبنك الإسكندرية؟ بوكوليني : المجموعة لديها استعداد كافى لضخ المزيد من الأموال داخل بنك الإسكندرية بهدف تطوير منتجاته وتزويده بالخدمات المتنوعة التى تقدمها المجموعة حول العالم . كما أن البنك يأتي في المرتبة الاولي من بين بنوك المجموعة الخارجية في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، حيث تركز المجموعة على تدعيم ونقل خبراتها فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتى تشكل جانب رئيسيًا من اهتمامات البنوك وهو ماتعتزم الإدارة تعزيزه بالمزيد من الدعم الفنى والخبرات المالية للتوسع فى نشر هذه الخدمات فى السوق المصرية من خلال بنك الاسكندرية خلال العام الجاري. ** ما هو تحليلك للأزمة المالية العالمية؟ بوكوليني : الازمة ليست من السهل تحليلها لان هناك متغيرات كثيرة متداخلة خاصة بالأزمة واولا يجب علينا التعرف على خلفية الدولة التى نشأت بها بودار الأزمة وهى الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم انتقلت إلى أوروبا لتصل أقصى تأثيراتها على ألمانيا ولكن كان تأثيرها محدودًا على ايطاليا، ويرجع ذلك إلى أن طبيعة الاداء فى البنوك الإيطالية جعلها أقل تاثرًا بالازمة المالية نظرًا لأنها أكثر ارتباطًا بالاقتصاد الحقيقى وتركز بشكل أساسى على الانشطة الرئيسية المتمثلة فى جمع المدخرات ومنح الاقراض وتوفير منتجات مالية متنوعة بالإضافة إلى عدم التوسع فى الاستثمارات غير المباشرة والتعامل فى الاوراق المالية سواء بهدف الاحتفاظ بها أو الاتجار والرهون العقارية . ** ولكن ما حجم تأثر المجموعة بالأزمة؟ بوكوليني : اجمالى خسائر البنك خلال الازمة لم يتجاوز 195 مليون يورو مقارنة باجمالى أصول البنك التى تتجاوز 631 مليار يورو. ** هل تتوقع أن يشهد عام 2010 تغير ملحوظًا فى أداء الاقتصاد العالمى نحو الأفضل؟ بوكوليني : بالفعل ففى عام 2009 كانت معدلات النمو بالسالب ولكن هذا العام أتوقع نموًا إيجابيًا لذلك سيكون هناك تغيرًا ولكن بالنسبة للقطاع البنكى أعتقد أنه لن يكون هناك تغيرًا كبيرًا .