في خضم التداعيات المتلاحقة لتسريبات ويكيليكس, سقطت الدبلوماسية الأمريكية ضحية التسريبات المحرجة الأخيرة التي كشفت وجه واشنطن القبيح أمام العالم . فقد أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة- رفضت الإفصاح عن هويتها- في السفارات الأمريكية أنهم يعانون من حالة من الجمود في الوقت الراهن, مؤكدة أن الوضع بالغ السوء بدون مبالغة. وحذر مصدر دبلوماسي أمريكي آخر من أزمة الثقة الراهنة بين السفارات الأمريكية ومختلف حكومات العالم, مشيرا إلي أن أغلب المسئولين يتجنبونهم في الوقت الحالي, ولا يرغبون في الحديث معهم أو التطرق لأي قضايا حرجة أو مشتعلة خلال أي اجتماعاتهم, بينما يسيطر علي كل المسئولين تساؤل محدد- لأي دبلوماسي أمريكي-: هل تعتزم الكتابة عن ذلك؟ . وتؤكد مصادر في وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن قد تستغرق خمس سنوات تقريبا للتغلب علي أزمة الثقة الراهنة بينها وبين العالم الخارجي, بينما جاء موقف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لورانس إيجلبرجر أكثر تفاؤلا, حيث أعرب عن ثقته في قدرة الدبلوماسية الأمريكية علي تجاوز الأزمة الراهنة في غضون ستة أشهر أو عام علي أقصي تقدير, وشدد علي أن الولاياتالمتحدة مازالت قوية ومهمة بما فيه الكفاية لتجاوز الأزمة بسرعة, وهو الأمر الذي أكده وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس عندما أكد الأسبوع الماضي أن المصالح هي أساس التعامل بين واشنطن ومختلف دول العالم, وليس الحب أو الثقة; ولذلك فإن عواقب الكشف عن البرقيات السرية الأمريكية لن تكون وخيمة لهذه الدرجة.. ربما مخجلة أو مشينة, ولكن في النهاية ليست علي هذه الدرجة من السوء وفقا للاهرام. وفي ظل المخاوف من التورط في أزمات مشابهة, أصدرت السفارات الجزائرية بالخارج تعليمات لكل موظفيها تحظر تبادل المستندات أو المعلومات السرية فيما بينهم عبر شبكة الإنترنت, وذلك تحسبا لأي عملية اختراق يمكن أن تتعرض لها المواقع الوزارية وشبكات المعلومات الجزائرية. وذكرت مصادر مطلعة أن المؤسسات الوزارية ألزمت موظفيها والمتعاملين معها بتسليم الملفات والوثائق السرية أو المهمة ومعاملاتها باليد أو عبر البريد ومنع إرسالها عبر شبكة الإنترنت. وأضافت المصادر أن المؤسسات الوزارية التي اعتمدت هذه الخطوة هي القطاعات الحساسة كوزارة الداخلية والجماعات المحلية ورئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والسفارات الجزائرية في الخارج, إضافة إلي وزارات الدفاع والعدل والتجارة والطاقة.وأوضحت أن التخوف من تدمير بعض القراصنة لمواقع إلكترونية خاصة بالقطاعات الوزارية الحساسة واختراقها, أصبح هاجسا لدي هذه المؤسسات; وهو ما جعلها تعتمد الطريقة القديمة في التعامل باستخدام الفاكس والإرسال عبر البريد العادي فيما يخص المعاملات السرية, لكن فيما عدا ذلك يمكن استخدام الشبكة المعلوماتية لكن مع تفادي إرسالها عبر البريد الإلكتروني بعنوان الروابط التي كثيرا ما تساعد الهاكرز علي اختراق المواقع. وفيما يتعلق بالأسرار الحرجة التي يواصل موقع ويكيليكس الكشف عن تفاصيلها, أكد تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية أن وثائق مسربة أظهرت أن دبلوماسيين أمريكيين يشتبهون في تورط مسئولين رفيعي المستوي في الحكومة الصينية في هجمات القرصنة الإلكترونية علي شركة الإنترنت الأمريكية العملاقة جوجل ومقرها الولاياتالمتحدة.وظهرت هذه الادعاءات في مراسلات من السفارة الأمريكية في بكين إلي وزارة الخارجية في واشنطن. وأعرب دبلوماسيون أمريكيون عن اعتقادهم بأن الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها جوجل العام الماضي قد تمت بتوجيه من عضو رفيع المستوي بالمكتب السياسي في الصين الذي تردد أنه شعر بالغضب بعد أن أجري بحثا عن اسمه علي محرك بحث جوجل وعثر علي تعليقات انتقادية مع اسمه