تنطلق الثلاثاء فعاليات بطولة الكأس الذهبية الثالثة عشر لمنتخبات دول اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) لكرة القدم بمشاركة 12 منتخبا، قسمت على ثلاث مجموعات في هذه البطولة التي تمثل البطولة الأم لاتحاد كونكاكاف. ويسعى المنتخب الأمريكي جاهدا في هذه البطولة إلى استغلال إقامتها على ملعبه (بالتنظيم المشترك مع كندا) لمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب والمسجل باسم المنتخب المكسيكي حامل اللقب والفائز به 6 مرات حتى الآن مقابل خمسة ألقاب للمنتخب الأمريكي. كما يتطلع المنتخب الأمريكي – حامل اللقب – للفوز بلقب النسخة الجديدة من أجل ضمان التأهل المباشر إلى بطولة كأس القارات 2017 في روسيا، فيما يتطلع المنتخب المكسيكي إلى استعادة اللقب والتفوق على منافسه الأمريكي في هذه البطولة إضافة لتجديد آماله في بلوغ كأس القارات. وإذا توج المنتخب المكسيكي بلقب هذه النسخة، سيخوض دورا فاصلا مع المنتخب الأمريكي على بطاقة التأهل من منطقة الكونكاكاف إلى كأس القارات 2017. وستكون بطولة الكأس الذهبية فرصة جيدة أيضا أمام المنتخب المكسيكي لتضميد جراحه سريعا بعد الخروج من الدور الأول لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) التي اختتمت مؤخرا في تشيلي. ونشأت بطولة الكأس الذهبية من سلسلة بطولات شهدتها هذه المنطقة منذ مطلع الأربعينيات من القرن الماضي حتى وصلت إلى شكلها الحالي بداية من عام 1991، حيث كانت البطولة الأولى للكأس الذهبية. وكانت البطولة بأشكالها السابقة قبل مطلع التسعينيات من البطولات المؤهلة لكأس العالم ولكن مع إقامتها بنظامها الجديد أصبحت بطولة مستقلة بعيدا عن التصفيات المؤهلة لكأس العالم، فيما يمثل الفائز بلقبها اتحاد منطقة كونكاكاف في بطولة كأس العالم للقارات. وبدأت بطولة الكأس الذهبية بنظامها الجديد معتمدة على ثمانية منتخبات. ولكن، بمرور الوقت وجه اتحاد كونكاكاف الدعوة لمنتخبات من أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا للمشاركة فيها لتتطور البطولة ومستواها تدريجيا حتى وصل عدد المشاركين فيها إلى 12 منتخبا رغم غياب الدعوات عن البطولات الأخيرة. وعلى مدار النسخ ال12 الماضية من البطولة، كان للمنتخب المكسيكي اليد العليا، حيث توج باللقب في 6 من هذه البطولات مقابل 5 ألقاب فقط للمنتخب الأمريكي ولقب وحيد للمنتخب الكندي. وكان اللقب الأول في البطولة من نصيب المنتخب الأمريكي بعدما تغلب بقيادة المدرب الصربي الشهير بورا ميلوتينوفيتش على هندوراس 4 – 3 بضربات الترجيح اثر تعادلهما السلبي في المباراة النهائية للبطولة الأولى عام 1991. ولعب حارس المرمى توني ميولا دورا كبيرا في فوز الفريق باللقب ليستحق جائزة أفضل لاعب في البطولة. وبعدها بعامين فقط، أعلن المنتخب المكسيكي عن نفسه بقوة من خلال عروضه الهجومية الرائعة ووفرة أهدافه ليحرز أول ألقابه في البطولة بعدما سجل 18 هدفا في خمس مباريات مقابل هدف واحد في شباكه. وثأر المنتخب المكسيكي لهزيمته أمام نظيره الأمريكي في المربع الذهبي للبطولة الأولى وأحرز اللقب بالتغلب عليه 4 – صفر في النهائي أمام أكثر من 130 ألف مشجع احتشدوا في مدرجات استاد (أزتيكا) الشهير بالعاصمة مكسيكو سيتي. وقاد اللاعب راؤول رودريجو لارا المنتخب المكسيكي للحفاظ على لقبه في البطولة الثالثة التي أقيمت عام 1996 بعدما فاز في المباراة النهائية 2 – صفر على نظيره البرازيلي، الذي شارك بدعوة وذلك بعد عامين من فوز السامبا البرازيلية بلقب كأس العالم 1994 بالولاياتالمتحدة. وواصل المنتخب المكسيكي هيمنته على الكأس الذهبية في عام 1998 وأحرز اللقب للمرة الثالثة على التوالي بعدما تغلب على نظيره الأمريكي في عقر داره 1 – صفر في المباراة النهائية أمام أكثر من 91 ألف مشجع في لوس أنجليس. ويدين المنتخب المكسيكي بفضل كبير في الفوز بهذا اللقب إلى مهاجمه الخطير لويس هيرنانديز الذي سجل الهدف الوحيد في المباراة النهائية وتوج هدافا للبطولة. وشهدت هذه البطولة تألقا واضحا لحارس المرمى الأمريكي كاسي كيلر، الذي لعب دورا كبيرا في فوز الفريق على نظيره البرازيلي 1 – صفر في الدور قبل النهائي للبطولة. وكسر المنتخب الكندي احتكار المنتخبين الأمريكي والمكسيكي لألقاب البطولة عندما توج بلقب البطولة الخامسة في عام 2000 بعدما تغلب 2 – صفر في النهائي على المنتخب الكولومبي الذي شارك بدعوة أيضا ليحرم الفرق المدعوة مجددا من التتويج بلقب البطولة. واستعاد المنتخب الأمريكي سطوته في البطولة وأحرز لقب البطولة السادسة في عام 2002 بعدما تغلب على نظيره الكوستاريكي 2 – صفر في المباراة النهائية. وفي عام 2003، تغلب المنتخب المكسيكي على نظيره البرازيلي للمرة الثانية في المباراة النهائية ليتوج بلقبه الرابع في الكأس الذهبية بفضل هدف وحيد في هذه المباراة والذي سجله دانيال أوسورنو أمام أكثر من 80 ألف مشجع على استاد "أزتيكا" أيضا. وعاد اللقب في البطولتين التاليتين إلى أحضان المنتخب الأمريكي بالفوز على بنما بضربات الترجيح في المباراة النهائية للبطولة الثامنة عام 2005 ثم على المكسيك 2 – 1 في المباراة النهائية للبطولة التاسعة عام 2007، ليعادل بذلك الرقم القياسي للمكسيكي في عدد مرات الفوز باللقب برصيد أربعة ألقاب لكل منهما. ولكن المنتخب المكسيكي انفرد مجددا بالرقم القياسي عندما توج بلقب البطولة العاشرة في عام 2009 بالتغلب على نظيره الأمريكي بخمسة أهداف نظيفة في المباراة النهائية. وتألق المهاجم المكسيكي خافيير هيرنانديز في النسخة الحادية عشر التي استضافتها الولاياتالمتحدة عام 2011 وسجل سبعة أهداف ليتوج هدافا للبطولة كما ساهم في حفاظ فريقه على اللقب. ورغم فشله في هز الشباك خلال المباراة النهائية للبطولة، قاد هيرنانديز بأدائه القوي منتخب المكسيك للفوز على نظيره الأمريكي 4 – 2 للتتويج باللقب فيما توج هو أيضا بلقب أفضل لاعب في هذه النسخة. وبعدها بعامين، استضافت الولاياتالمتحدة فعاليات النسخة الثانية عشر أيضا واستغل فريقها إقامة البطولة على أرضه وتوج باللقب الخامس له بعد التغلب 1 – صفر على بنما في النهائي. وكان منتخب بنما هو مفاجأة هذه النسخة، حيث شق طريقه إلى النهائي ببراعة وتغلب في طريقه 2 – 1 على المنتخب المكسيكي حامل اللقب وقتها في المربع الذهبي للبطولة. وفاز الأمريكي لاندون دونوفان بلقب أفضل لاعب في هذه النسخة بخلاف اقتسامه لقب الهداف مع كل من مواطنه كريس فونولوفسكي والبنمي جابرييل توريس. ومع وصول البطولة إلى محطتها الثالثة عشر، يبدو من الصعب التكهن بهوية الفائز بلقبها هذه المرة في ظل تطور مستوى فرق اتحاد الكونكاكاف في السنوات الأخيرة وما قدمه المنتخب الكوستاريكي بالذات في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل والمستوى الذي قدمه المنتخب الجامايكي في بطولة كوباأمريكا 2015 رغم خروج من الدور الأول بعد ثلاث هزائم متتالية. وتضم المجموعة الأولى منتخبات الولاياتالمتحدةوبنما وهايتي وهندوراس وتضم المجموعة الثانية منتخبات كوستاريكا والسلفادور وجامايكا وكندا فيما تضم المجموعة الثالثة منتخبات المكسيكوكوبا وجواتيمالا وترينيداد وتوباجو.