أكدت مصادر من المكتب الاقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات على أن مصر لم تطالب بتأجيل تحولها للبث الرقمي لخدمات البث الإذاعي والتلفزيوني . ووفقًا لاتفاقية التزمت بها مصر مع الاتحاد الدولي للاتصالات من المفترض أن تبدأ الدولة في إجراءات التحول نحو استخدام البث الرقمي بدلاً من التماثلي "الأنالوج" لخدمات الإذاعة والتلفزيون بدءً من الشهر الجاري. وأضافت المصادر أن عدد من الدول طالبت بتأجيل موعد الالتزام بالتحويل من البث التماثلي التقليدي إلى البث الرقمي وعلى رأسها سوريا وفلسطين حتى 2020 ، مشيرين إلى أن مصر التزمت مع الاتحاد بتطبيق المعاهدة في يونيو. وأوضحت أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بالتعاون مع اتحاد الإذاعة والتلفزيون يعمل على التحول في الفترة المحددة، موضحين أن تأخر مصر عن تنفيذ المعاهدة ينتج عنه عدم تدخل الاتحاد الدولي في حل أي مشكلات قد تنتج عن تداخل بين الاتصالات المصرية وأي من دول الجوار سواء في المنطقة العربية أو في دول البحر المتوسط خاصة مع التزامها بالموعد المحدد. وشددت على أن أن التحول للبث الرقمي يتيح "فائدة اقتصادية" عظيمة للدولة خاصة وأنه يعتمد على استغلال النطاق الخاص بالبث في توصيل خدمات تفاعلية مثل التلفزيون التفاعلي، والانترنت اللاسلكي بسرعات كبيرة، مؤكدين على أنه يمكن للدول الاعتماد على تلك الترددات في بيع محتوى أعلى سعرًا سواء لمزودي خدمات الاتصالات أو منتجي المحتوى بما يعود على الدولة بعائد استثماري جيد جدًا لموردها الطبيعي من الترددات. واستطردت المصادر" يعود العائد الاستثماري في الوقت نفسه على مقدمي خدمات الاتصالات في الدول خاصة لما توفره الترددات في نطاق ال400 و 800 من تغطيات واسعة جدًا تقلل من عدد الأبراج المطلوبة لتغطية عدد معين من المستخدمين وتوسع من نطاق تغطية الأبراج وبالتالي تعيد الشركات ضخ تلك الاستثمارات في نوعية الخدمات وغيرها بما يساهم في رفع جودة الخدمة". ومن جانبه أكد المهندس هشام العلايلي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في تصريحات سابقة ل"أموال الغد" على أن الجهاز يعمل على خطة التحول خلال الفترة الحالية رافضَا الافصاح عن ملامح تلك الخطة. وشكل الجهاز القومي لجنة تضم عدد من الخبراء في الترددات وممثلين عن اتحاد الإذاعة والتلفزيون وممثلين عن الجهات الأمنية بشأن التحول للبث الرقمي وكانت الخطة المبدأية تشير إلى أن تكلفة التحول للبث الرقمي من المتوقع أن تتراوح بين 2- 3 مليار جنيه متضمنة التطبيقات الخاصة بالتحول للبث الرقمي والأجهزة المستخدمة في استقبال الشكل الجديد للبث. وبتحول مصر نحو البث الرقمي سيمكنها استخدام الترددات الجديدة في نشر خدمات الجيل الرابع LTE والتى تسمح بسرعات وصلت في بعض الدول إلى 300 ميجا بيت في الثانية للانترنت المحمول. وتبلغ أقصى سرعة حالية للانترنت المحمول 68 ميجا بيت في الثانية بالاعتماد على تكنولوجيا الجيل الثالث المستخدمة حاليًا بالسوق المصرية في حين تبلغ نسبة مستخدمي الانترنت عبر المحمول في مصر 45% من مستخدمي المحمول.