يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زيارته المرتقبة للقاهرة غداً الاثنين على رأس وفد دبلوماسى سياسى واقتصادى رفيع المستوى، لمناقشة عدد من القضايا الهامة أبرزها دعم العلاقات الثنائية المشتركة فى شتى المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية ومناقشة الأوضاع السياسية فى سوريا وليبيا والتي تستمر لمدة يومين 9 و10 من فبراير. وكان بوتين قد قام بآخر زيارة له إلى مصر في أبريل عام 2005 ، كما زار الرئيس السابق دميتري مدفيديف القاهرة في يونيو عام 2009. وأكد عدد من خبراء القطاع السياحى على أهمية زيارة الرئيس الروسي لمصر فى تعزيز حجم الحركة السياحية الوافدة حيث تعد من أكبر الاسواق المصدرة للسياحة للسوق المصرى. ووفقاً لاحصائيات وزارة السياحة بلغ عدد السائحين الروس إلى مصر مايقرب من ثلاثة ملايين سائح في 2014. ولفت الخبراء إلى أن الزيارة تدعم وتحفز زيادة الاستثمارات الروسية فى مصر ولاسيما قبل انعقاد قمة مصر الاقتصادية مارس المقبل. ويبلغ عدد المشروعات التي تم إنشاؤها باستثمارات روسية في مصر 363 مشروعاً بإجمالي رأسمال مستثمر يقدر بحوالي 148.74 مليون دولار، وتركزت أغلب هذه المشروعات على قطاع السياحة والخدمات 143 مشروعاً، تلاها قطاع الإنشاءات 38 مشروعاً، فقطاع الصناعة 27مشروعاً ثم قطاع الزراعة 13 مشروعاً وأخيراً قطاع الاتصالات 5 مشروعات والقطاع التمويلي 3 مشروعات ، في حين تبلغ الاستثمارات المصرية في روسيا 450 مليون دولار أغلبها استثمارات في مجال صناعة الطائرات وبعض الاستثمارات العقارية. من جانبه طالب حسام الشاعر رئيس غرفة شركات السياحة السابق بضرورة وضع بدائل لتحفيز السياحة الروسية إلى مصر في ظل الانخفاض الحاد لسعر صرف العملة الروسية الروبل. وكان وزير السياحة هشام زعزوع قد قدم مقترحا للحكومة يتعلق بسداد الخدمات السياحية المقدمة لمنظمي الرحلات ووكلاء السفر الروس بالروبل مقابل استيراد منتجات روسية فيما يعرف بنظام المقايضة. وهوت العملة الروسية بشدة تحت وطأة تراجع أسعار النفط سلعة التصدير الرئيسية لروسيا والعقوبات الغربية التي فرضت العام الماضي بسبب دور الكرملين في أزمة أوكرانيا. وتسعى وزارة السياحة الى تفعيل نظام المقايضة عبر التنسيق مع البنك المركزي ووزارتي التموين والبترول لدراسة المنتجات التى يمكن تضمينها فى نظام المقايضة حال موافقة البنك المركزي المصري والجانب الروسي على تفعيله. ولفت الشاعر إلى أن منظمو الرحلات الروس خلال لقائهم الاخير بوزير السياحة طالبوا بدخول الروس بجواز السفر المحلى البطاقة الشخصية بعد موافقة الجانبين المصرى والروسى مؤكداً ضرورة وضع هذه النقطة الهامة على أجندة المباحثات بين الرئيسين حيث أن تطبيق هذا النظام من شأنه زيادة حجم الحركة السياحية الوافدة من السوق الرئيسي لتصدير السياحة لمصر. وكانت مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية قررت إعفاء السائحين الروس من سداد 25 دولار، قيمة تأشيرة الدخول بموانئ الوصول، اعتبارًا من الخميس 15يناير 2015 ، وحتى نهاية أبريل . وتتمتع العلاقات المصرية الروسية بازدهار لاسيما فى ظل جود علاقات شخصية طيبة بين الرئيسين المصرى والروسي اللذين التقيا من قبل في موسكو وفي مدينة سوتشي الروسية. وكان عبد الفتاح السيسي قد قام بزياتين رسميتين إلى روسيا إحداهما في 12 أغسطس 2014 كرئيساً لجمهورية مصر العربية ، وأخرى حينما كان يشغل منصب النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع المصري فبرايرمن العام الماضى. ووفقاً لنائب الرئيس الروسي فأن زيارة بوتن للقاهرة تأتي استجابة لطلب الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذي أراد أن يخصص أكبر قدر ممكن من الوقت للتواصل مع بوتين، كي يبحث معه سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، جوانب التعاون بين البلدين والقضايا الدولية الأكثر سخونة.
