ذكرت وكالة بلومبرج الإخبارية أن إرتفاع التكاليف وتضخم المخزونات في الولاياتالمتحدةالأمريكية أدى إلى توقف تجار التجزئة عن العمل. حيث تكبدت شركات التجزئة الأمريكية خسائر زادت عن 550 مليار دولار خلال خمسة أيام فقط وسط مزيد من المخاوف بإستمرار الأوضاع التخضمية الحالية خلال الفترة المقبلة أو تفاقهما. وقالت الوكالة الأمريكية في تقرير لها، إن المستثمرين ينتظرون مزيدا من الأخبار السيئة الاسبوع المقبل عند إعلان شركات التجزئة الأمريكية الكبرى عن أرباحها، ما قد ينذر بهبوط أكبر في أسعار أسهمها مما قد يزيد الضغط الهبوطي على الأسواق المتأثرة سلبا بسبب الخوف من التضخم وارتفاع أسعار الفائدة. وكان مؤشر ستاندرد آند بورز 500 قد خسر الإسبوع الماضي أكثر من 20 في المائة من أعلى مستوياته متأثرًا بالخسائر الفادحة في القطاعات الاستهلاكية. ونقلت بلومبرج عن نيل سوندرز ، المحلل في جلوبال داتا قوله بأن الأسبوع الماضي في أسواق المال كان دمويا بالنسبة لتجارة التجزئة بسبب التوقعات بمزيد من تراجعات الأرباح لشركات التجزئة. إقرأ أيضاً: جانيت يلين تدعو للتعاون بين الولاياتالمتحدة وأوروبا ضد الممارسات الصينية بيكر هيوز: ارتفاع منصات التنقيب عن النفط بالولاياتالمتحدة إلى 557 منصة كما لفتت الوكالة إلى أن جزء كبير من المشكلة يتمثل في كون المتاجر غارقة في المنتجات التي لا يريدها المستهلكون، في الوقت الذي تزداد فيه تكلفة العثور على سلع جديدة للبيع وإدخالها إلى المتاجر مع ارتفاع أسعار الوقود والعمالة والنفقات الأخرى. وخفضت كل من وول مارت وتارجت – كبريات شركات مبيعات التجزئة في الولاياتالمتحدة – توقعاتهما للأرباح هذا العام مع تضخم المخزونات وفشل زيادات الأسعار في مواكبة ارتفاع التكاليف، ما قد أثار قلق المستثمرين بشأن الكيفية التي يمكن أن تصمد بها الشركات الأخرى التي تكافح منذ فترة طويلة. ورصدت وكالة بلومبرج في تقريرها بعض المشكلات الرئيسية التي تواجه تجار التجزئة الأمريكيين في الوقت الحالي، ومنها التكاليف، حيث ينظر إلى شركتي وول مارت وتارجت لتجارة التجوئة على أنهما من أكثر مديري سلاسل التوريد ذكاءً في الأعمال التجارية ، وقد ظلوا يتعاملون مع الاضطرابات منذ أن بدأ وباء كورونا في مطلع 2020، ومع ذلك ، فقد ظهر التأثير السلبي الحاد على الشركتين عندما ارتفعت أسعار النفط على أثر الحرب الروسية الأوكرانية. وقال سوندرز إنه من المرجح أن يضطر المزيد من تجار التجزئة الأمريكية إلى خفض توقعاتهم لمراعاة الزيادات في تكاليف الوقود والشحن ، والتي لا تظهر أي بوادر للتراجع قريبًا، مشيرا إلى أن إرتفاع الأسعار لن يكون قادرًا على تغطية العبء الكامل لهذا التحدي من إرتفاع التكاليف. وأشارت الوكالة إلى أن التكلفة المتزايدة للسلع تدفع المتسوقين إلى اتخاذ قرارات صعبة، وتدعلهم يغيرون من أنماط إنفاقهم، رغم أن مبيعات التجزئة الأمريكية لا تزال قوية وذلك بفضل توجه المستهلكين إلى محلات البقالة الأرخص ثمنا وذات العلامات التجارية الخاصة. وقال مايكل بيكر ، المحلل في دي إيه ديفيدسون.، إن التحول إلى التسوق من المتاجر الأرخص يدعم استمرار القوة الشرائية بعض الشئ، لكن في الوقت نفسه يتم مراقبة تجار التجزئة الأكبر لمعرفة ما إذا كان هناك المزيد من الدلائل على أن المستهلكين الأثرياء يواصلون إنفاقهم بينما يتحول الآخرون إلى الحذر او المتاجر الأرخص سعرا. ونوهت بلومبرج إلى أن التأخيرات في الشحن والتراكم كان لها أثرا سيئا للغاية العام الماضي ما دفع المتاجر الكبرى مثل وول مارت وتارجت لإستئجار سفن شحن للحفاظ على أرففها مليئة بالبضائع، ونجح ذلك لبعض الوقت، لكن مخزونات هذا العام خرجت عن السيطرة. وتجد متاجر التجزئة نفسها الآن مليئة بالملابس وأجهزة التلفزيون وغيرها من العناصر التقديرية التي لا يشتريها العملاء لأنهم يوجهون المزيد من الإنفاق إلى الاحتياجات والخدمات الأساسية ما أدى إلى تآكل الأرباح.