طالما اتهمت شركات المحمول والانترنت العاملة بمصر المصرية للاتصالات باحتكار خدمات البنية التحتية واحتكار خدمات الهاتف الثابت، ومع استحواذها على 63% من مشتركي الانترنت الثابت من خلالها شركتها التابعة تي اي داتا تسبب في اتهامها باحتكار خدمات الانترنت. ومؤخرًا استطاعت تي اي داتا "المملوكة للمصرية للاتصالات بالكامل" في الحصول على مناقصة المشروع الاسترشادي لتغطية 4 مناطق على مستوى الجمهورية من أصل خمسة مناطق لنشر خدمات الانترنت فائق السرعة " البرودباند" في حين تتنافس أربعة شركات أخرى على المنطقة الأخيرة. وانسحبت الشركات من المشروع الاسترشادي بسبب "الاشكاليات الفنية" التى لا تتيح لشركات الانترنت نشر خدماتها على البنية التحتية الخاصة بالمصرية للاتصالات "المزود الوحيد للكابلات الارضية في مصر"، متهمين الاخيرة بأنها تعرقل نشر خدمات الانترنت مدن خلال أي شركة أخرى تنافس تي اي داتا. وقال خبير بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات رفض ذكر اسمه أن الفوز بتلك المناقصة لا يشوبه الاحتكار غير أنه يدل على "الاجراءات التعسفية" التى اتخذتها ادارة المصرية للاتصالات منذ البداية في التعامل مع شركات الاتصالات والانترنت العاملة بالسوق. وأكد على أنها استمرت في "العناد" مع شركات المحمول بما تسبب في تراجع خدماتها وانحسارها في خدنات لم تعد تحقق لها العائدات المرجوة وحاليًا تحاول العودة للقطاع "المتنامي" من خلال التركيز على خدمات لا تنمو بالسرعة المناسبة مشددًا على ضرورة خروجها من النطاق الضيق للتفكير لتنفتح على السوق وتبدأ في تطوير خدماتها والتعاون بصورة أكبر مع المشغلين الآخرين. من جانبه أكد محمد النواوي المدير التنفيذي والعضو المنتدب للشركة المصرية للاتصالات على أن شركته لا تحتكر أي خدمة خاصة وأنها تتيح بنيتها التحتية لكافة مقدمي الخدمات للاستفادة بها مؤكدًا على أن تهمة احتكارها لخدمات الانترنت الثابت "غير صحيحة". وبرر المهندس هشام العلايلي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات فوز تي اي داتا بالمناطق الاربعة الاولى أن الشركات انسحبت من المناطق الاربعة نتيجة سوء فهم لطبيعة الخدمات التى سيقدمونها في إطار المشروع خاصة بعد اعتقاد الشركات أنها ستقدم خدمات الانترنت الثابت فقط بينما تشمل المناقصة خدمات الانترنت الثابت والمحمول. وقررت شركات "لينك التابعة لموبينيل، وفودافون ، واتصالات، والكان" الانسحاب من المناقصة الشهر الماضي بعد ظهور بعض المشكلات الفنية التى تعيق تقديم خدمات الانترنت فائق السرعة في عدد من المناطق. أوضح العلايلي أن المشروع الاسترشادي للمرحلة الأولي للخطة القومية للإنترنت فائق السرعة يأتي ضمن سلسلة من المشروعات القومية بحيث تكون الأهداف المجتمعية هي المحور الأساسي لها، ويستهدف هذا المشروع رفع كفاءة البنية الأساسية اللازمة لتوفير خدمات الانترنت فائق السرعة لحوالي 1600منشأه تابعة لتسع وزارات وجهات حكومية بسرعات تحميل تصل إلى 20ميجابت/ثانيةوهي (وزارة التعليم – وزارة الصحة – وزارة الدولة للشباب – وزارة البحث العلمي – وزارة العدل – وزارة الري والموارد المائية – وزارة الزراعة– وزارة القوى العاملة – وزارة الطيران المدني) بالإضافة إلى النيابة العامة، وذلك في جميع محافظات الجمهورية خاصة المناطق النائية حيث ألزم الجهاز جميع الشركات بتقديم خدماتها في تلك المناطق.