بعد استكمال حمدين صباحى، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، توكيلات التأييد التي بها يتقدم للانتخابات رسميًا، أصبح خيار دعم صباحى كمرشح ممثل للثورة خيارًا محتملًا وواقعيًا لبعض القوى الثورية على الرغم من وجود مؤشرات لاتجاه بعضها نحو المقاطعة. وعلمت "بوابة الأهرام" من مصادر مطلعة وجود حالة من الانقسام المسيطرة على القوى الثورية المعارضة للنظام الحالى فى تحديد موقفها من انتخابات الرئاسة سواء بالمشاركة فيها ودعم حمدين صباحى أو تبنى خيار المقاطعة ورفض العملية برمتها وعدم الاعتراف بها. ولفتت المصادر إلى أن الاتجاه الأقوى يميل للمقاطعة، خاصة فى صفوف جبهة طريق الثورة (ثوار)، والتى تضم نشطاء مستقلين، بالإضافة إلى قوى ثورية آخرى مثل حركة 6 إبريل بجبهتيها والاشتراكيين الثوريين وحركة شباب من أجل العدالة والحرية وحزب التيار المصرى. وأوضحت المصادر أن سبب تبنى الكثيرين لخيار المقاطعة هو ممارسات النظام الحالى الذى اعتبروه أطلق يد وزارة الداخلية للعودة لدولة مبارك البوليسية والقضاء على مكتسبات الثورة عبر إصدار قانون التظاهر لمصادرة حق التظاهر والتعبير عن الرأى تحت غطاء الحرب على الإرهاب، بالإضافة إلى ما يعتبرونه انحيازا واضحاً من أجهزة الدولة لمرشح بعينه دون الآخرين الأمر الذى يشكك فى حيادية ونزاهة الانتخابات من وجهة نظرهم. وبعيداً عن القوى الثورية، دشن بعض النشطاء المستقلين الداعين لمقاطعة الانتخابات الرئاسية حملة على فيسبوك حملت اسم "انتخابات الرئاسة المصرية الموازية" تمكنت حتى الآن من استقطاب أكثر من 5 آلاف متابع، رافعة شعار "لكم صناديقكم ولنا صناديقنا"، معلنة أنها تستعد لصياغة قانون انتخابات جديد خاص بها. وقالت الحملة فى بياناتها "لماذا نرضى بالأمر الواقع واللعب بالقواعد التى تفرض علينا، لا نريد رئيسا مستبدا أو آخر كومبارسا فمنذ اليوم الأول للثورة المصرية والقواعد تفرض من الخصم بحيث تصب فى النهاية فى صالحه، وكما يفرض مناخ ملوث لانتخابات رئاسية وتوجيه كل شىء فى الدولة لخدمة مرشح واحد، ويطالب الجميع بالمشاركة، من المفترض بعد كل ما مضى من تجارب على مدار الثلاثة سنوات ثورة أن يكون الشباب تعلموا ولن يقبلوا الدخول فى معركة يحدد قواعدها الخصم.. مش هنشارك فى المسرحية، مش هنوصلك للرئاسة، مش هنمنحك شرعية، لكم صناديقكم ولنا صناديقنا لهذا هيا نصنع البديل ونؤسس لانتخابات حرة وشفافة وديمقراطية دون إقصاء لأحد". بل وطالبت الحملة متابعيها باقتراح أسماء للمرشحين للاختيار بينهم فى الانتخابات الرئاسية الموازية التى تحضر لها، حيث كان أبرز المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية الموازية حتى الآن هم: خالد على المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، وحازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح السابق فى الانتخابات الرئاسية، والدكتور محمد البرادعى، الرئيس الشرفى لحزب الدستور ونائب رئيس الجمهورية السابق، وأحمد ماهر، مؤسس حركة شباب 6 إبريل. من جانبه، نفى محمد كمال، نائب مدير المكتب الإعلامى لحركة 6 إبريل التى أسسها أحمد ماهر، فى تصريح خاص ل"بوابة الأهرام" علاقة الحركة بتلك الحملة مؤكداً أنها محاولة من بعض الشباب الذين يرون أن الانتخابات القادمة لن تكون نزيهة وأن إدراج اسم ماهر ضمن المرشحين المحتملين هو مجرد تضامن معنوى معه كما حدث فى التصويت له ضمن استطلاع رأى أجراه أحد المواقع الإخبارية حاز فيه ماهر المركز الثالث تضامناً معه كأحد رموز شباب الثورة. أكد كمال أن التوكيلات التى تم تحريرها لماهر لترشحه للرئاسة ليس الهدف منها خوضه الانتخابات وإنما كانت حملة رمزية من بعض شباب الحركة والقوى الثورية للتضامن معه أيضا. وحول موقف الحركة من انتخابات الرئاسة، أكد عضو المكتب السياسي أن الحركة لم تحسم موقفها بعد وأنها تنتظر غلق باب الترشح وأن أولوياتها حالياً تتمثل فى إسقاط قانون التظاهر، مضيفاً "حتى الآن ليس لدينا سوى مرشح واحد عندما يتم غلق باب الترشح وتعلن اللجنة أسماء المرشحين المقبولين سنحسم موقفنا وبالتأكيد لن ندعم مرشحاً عسكريا وهناك مناقشات داخل الحركة وإذا قررنا اتخاذ خيار المقاطعة فهناك أشكال وآليات متنوعة أمامنا لتطبيقه ستكون مفاجأة للجميع وكل شيء وارد". وأشار إلى أن الحركة تسعى للتنسيق مع جبهة طريق الثورة للخروج بموقف سياسي موحد من كافة القضايا، مؤكدا أن التنسيق مع الأحزاب السياسية المشاركة فى حملة إسقاط قانون التظاهر بشأن موقف موحد من انتخابات الرئاسة أمر صعب للغاية نظرا لاختلاف أجندة الأحزاب عن الحركات الثورية. واتفق معه محمد فؤاد، المتحدث الرسمى لحركة 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية، موضحاً أن الحركة مازالت تفاضل بين دعم حمدين صباحى فى انتخابات الرئاسة وبين تبنى خيار المقاطعة وأن الفرق بين مؤيدى الخيارين ضئيل للغاية لذا ستتنظر التصويت الداخلى وستعلن موقفها النهائى الأسبوع القادم، لافتاً إلى أن الحركة ستعلن موقفاً مستقلاً وأنه ليس بالضرورة أن تتفق مع جبهة طريق الثورة فى موقف موحد من الانتخابات وأنها مازالت تعمل مع الجبهة والقوى الثورية فى قضايا مشتركة يتفق عليها الجميع أبرزها الضغط لإسقاط قانون التظاهر. لم يبتعد كثيرا هشام فؤاد، القيادى بالاشتراكيين الثوريين، مؤكدا أن المناقشات مازالت مستمرة داخل الحركة وأنها ستسعى لتقريب وجهات النظر وعرض موقفها على جبهة ثوار وتتمنى الخروج بموقف موحد ولكن ليس من الشرط أن يتحقق ذلك ، مشيرا إلى أن الحركة ستحسم موقفها منتصف الأسبوع المقبل. بدورها أكدت شيماء حمدى، مسئول التواصل الإعلامى بجبهة طريق الثورة، أن القرار النهائى للجبهة نهاية الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن المناقشات المستمرة داخل الجبهة تدور بين المقاطعة ودعم حمدين صباحى وأنها ستعلن موقفها النهائي بعد فعاليات 26 إبريل نظراً لأن تركيز الجبهة وما تضمه من قوى ثورية حتى الآن ينصب على الحشد لهذا اليوم واستكمال الضغط لإسقاط قانون التظاهر.