قالت شركة سكايبريدج كابيتال أن الذهب سيواصل حركته الصاعدة المثيرة، التي حققت مستويات قياسية، مستفيداً من "الانخفاض الهائل في قيمة العملات"، والتوقعات المستمرة بالمزيد من التحفيز وفقا لبلومبرج. وقال تروي جايسكي، كبير مسؤولي الاستثمار وكبير مدراء المحافظ الاستثمارية في الشركة: "عندما تفكر في تخفيض قيمة العملة، فإن السؤال هو، ما الذي سيضعف الدولار مقابله، وعندما تنظر حول العالم، من الصعب أن تشعر بالحماس تجاه العملات الأخرى البديلة للدولار"، حيث تكلم عن اليورو واليوان وعملات الأسواق الناشئة، ثم أضاف: "لذلك، من الواضح أن العملة البديلة الطبيعية، هي الذهب". وكان المعدن الثمين قد قفز إلى أعلى سعر في تاريخه فوق مستوى 2,000 دولار للأونصة في وقت سابق من هذا الشهر (على الرغم من أن أسعار عقود الذهب المختلفة قد تراجعت منذ ذلك الحين) مع أطلاق البنوك المركزية، بما في ذلك أكبرها وأقواها، بنك الاحتياطي الفيدرالي، برامج تحفيز هائلة الحجم لدعم الاقتصادات المتضررة من وباء كورونا. أدى ذلك إلى إشعال التوقعات بأن العملات الورقية ستفقد قيمتها، مع الزيادة الكبيرة جداً في عرض النقد. تصف مجموعة جولدمان ساكس الإستثمارية الذهب بأنه عملة الملاذ الأخير، وتتوقع المزيد من الإرتفاع في سعره. كما قال جايسكي في مقابلة إن الذهب "غني" إلى حد ما مقابل النفط أو غيره من السلع الحقيقية، لكنه لم يرتقع في القيمة بنسبة مشابهة ارتفاع عرض النقد منذ وصوله إلى قمته التاريخية السابقة في سبتمبر 2011. وأضاف "لن يكون هنالك ما يفاجئناً إذا رأينا الذهب يتداول في نطاق سعري بين 2,100 و2,200 دولار كان بحلول نهاية العام المقبل. ووصل سعر الذهب الفوري إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2,075.47 دولار للأونصة، يوم الجمعة 7 أغسطس الحالي، مع ضعف الدولار وانخفاض أسعار الفائدة الحقيقية إلى مناطق تحت الصفر. ولكنه اليوم يتداول عند 1,930 دولار، ليحقق ارتفاعاً بنسبة 27 ٪ منذ بداية. وتراجعت الأسعار في منتصف الأسبوع بعد أن أظهر محضر بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه بدأ بالإبتعاد عن الخطوة التي من شأنها أن تؤكد التزامه بالسياسة النقدية الفضفاضة للغاية، لفترة ممتدة من الزمن. تابع جايسكي: "في النهاية، الدافع وراء صعود الذهب هو الانخفاض الكبير في قيمة العملات، خصوصاً في الولاياتالمتحدة". وتدير سكايبريدج 7.35 مليار دولار من الاستثمارات، وتستثمر 3٪ منها في الذهب، وكانت قد قامت بالدخول في أغلبية مراكز الاستثمار بالذهب في الشهرين الماضيين. أما الاستثمارات الأساسية للصندوق، فنجدها في استراتيجيات خلق التدفقات النقدية الأمريكية، المدعومة بأصول ملموسة، بما في ذلك الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري للمنازل. وفي الوقت الذي لم تسفر فيه الجولة الأخيرة من محادثات التحفيز المالي عن أي اتفاق، قام بنك الاحتياطي الفيدرالي بالفعل بنفخ ميزانيته العمومية بنحو 2.8 تريليون دولار هذا العام، مع تحذير جولدمان ساكس من أن السياسة الأمريكية تثير المخاوف حول فقدان عملة البلاد لقيمتها. ووفقا ل جايسكي، فإنه من المرجح أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بزيادة مشترياته من الأصول، وهناك المزيد من الحوافز المالية القادمة كذلك. وقال: "كل هذه الأشياء تدل على استمرار السوق الصاعدة للذهب، وسيتلقى الذهب الدعم بشكل أساسي من النمو الكبير في عرض النقد، وتراجع الدولار، على عكس مخاوف التضخم الحقيقي". كما توقع جايكسي "استمرار تضخم الأصول قبل فترة طويلة من ظهور التضخم الحقيقي".
