دعا خبراء في مؤتمر الشرق الاوسط حول البنية التحتية للقطارات فقا لجريدة الخليج الذي افتتح امس في دبي الى تعزيز البنية التشريعية والمؤسسية التي تضمن تطوير هذا القطاع ونموه خلال السنوات المقبلة حيث تتجه دول الخليج الى تنفيذ مشروع سكة الحديد المشترك والذي يعد خطوة حيوية على طريق التكامل الخليجي . قدر رامز العسار ممثل البنك الدولي الدائم لدى الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والمتخصص في شؤون النقل في البنك حجم استثمارات دول مجلس التعاون الخليجي في مشاريع السكك الحديدية التي يجرى التخطيط لها بنحو 120 مليار دولار وتتضمن مشروع القطار الخليجي المشترك الذي تقدر تكلفته بنحو 15،5 مليار دولار . وبحسب العسار فإن التكلفة التقديرية الأولية لمشروع السكك الحديدية لدول مجلس التعاون الخليجي تم خفضها من 26 مليار دولار إلى 5 .15 مليار دولار بعد القرار الذي اتخذ في قمة قادة دول المجلس التي عقدت في الكويت في 14 و15 ديسمبر الماضي باختيار الدراسة التي تحدد سرعة بنحو 200 كلم ساعة للاستخدام المزدوج للسكك الحديدية بضائع/ركاب، بدلا من الدراسة الأخرى التي كانت اقترحت سرعة بنحو 350 كلم/ساعة الأمر الذي من شأنه أن يقلل التكلفة بنحو 10 مليارات دولار على الأقل . وقال العسار خلال مشاركته المؤتمر إن البنك لم يطلب منه تمويل مشاريع النقل المقامة في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال ذراعه التمويلية المتمثل في مؤسسة التمويل الدولية،لافتاً إلى أن تمويل هذه المشاريع سيتم من خلال دول المجلس ذاتها . وتوقع العسار أن تتحول منطقة دول مجلس التعاون الخليجي في غضون السنوات القليلة المقبلة الى اكبر ورشة في العالم لمشاريع السكك الحديدية حيث تقوم كافة دول المجلس باستثمار ما يزيد عن 100 مليار دولار في اكثر من 1300 كليومتر من السكك الحديدية سيضاف الى قرابة 900 كيلومتر لتوصيل هذه المشاريع ضمن منظومة القطار الخليجي المشترك . وأكد العسار وجود اتفاقية بين دول المشرق العربي ودول مجلس التعاون الخليجي للربط بالسكك الحديدية ضمن منطقة الاسكوا بهدف ايجاد منظومة نقل تربط شبكات القطارات في هذه البلدان . واوضح ان دور البنك يقتصر على تقديم الخدمات الاستشارية والاستفادة من خبراته الطويلة في مجال النقل والسكك الحديدية والامور الفنية المتعلقة بهيكلة هذا القطاع الجديد على بلدان مجلس التعاون الخليجي، لافتاً كذلك إلى أن البنك لا يتدخل في اعداد دراسات الجدوى للمشروعات، وإنما يقوم بمنح النصح والمشورة كجهة محايدة بما يخدم المشروع وبما يكفل جودة العمل وفقا لافضل المواصفات . كما قدم محمود الخزاعلة مدير عام الخط الحديدي الحجازي في الاردن شرحا حول هذا المشروع الذي يمتد عبر اراضي ثلاث دول هي سوريا والاردن والسعودية موضحا ان هناك مشاريع يجري تنفيذها لتطوير العمل في الخط الحديدي الحجازي الذي يعود تاريخ تأسيسه الى ايام الدولة العثمانية . وقال ان المشروع يخضع حاليا للعديد من عمليات التطوير والتحسين ليربط كل من سوريا والاردن والسعودية بطول 1300 كم ويحتاج الى عمليات مكثفة في البنية التحتية حتى يصل الى المدينةالمنورة وفق ما كان يخطط له في السابق . وكانت الحكومة الأردنية قد أعدت خطة لتطوير المشروع تنفذ على مراحل عدة وهي خطة تبلغ كلفتها 5 مليارات دولار وتجري الحكومة الاردنية مباحثات مع مستثمرين لتمويل المشروع وتوسيعه ليشمل دولا مثل العراق . ويبحث المؤتمر الذي يستمر يومين العديد من القضايا ذات العلاقة بتطوير البنية التحتية للسكك الحديدية في المنطقة وتجارب دول المنطقة في هذا المجال والأهمية الاقتصادية والسياحية والاجتماعية لمشاريع السكك الحديدية ومناقشة البنية التشريعية والتنظيمية في دول المنطقة وضرورة تطويرها بما يتلاءم مع تسارع تنفيذ هذه المشاريع وجدواها الاقتصادية .Top of Form