إعلان الرئيس الأمريكي باراك اوباما لدى عودته الى واشنطن قادما من نيويورك عن الاتصال الهاتفي التاريخي الذي أجراه مع الرئيس الايراني حسن روحاني هو محاولة للتخفيف من الضغوط التي يواجهها داخل البيت الابيض بسبب معارضة الجمهوريين لتمرير الموازنة الجديدة مما قد يصيب الحكومة الامريكية بالتعطل الكامل. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى عددها الصادر اليوم أن الاتصال الهاتفي بالرئيس الايراني يعيد الى الاذهان التقليد الذي يتبعه الرؤساء الأمريكيون السابقون خلال فترة رئاستهم الثانية وهو اللجوء الى الشئون الخارجية على حساب السياسة الداخلية في محاولة لبناء مجد شخصي - حسب الصحيفة - ، فقد سبقه في ذلك الرئيس جورج دبليو بوش بغزوه العراق كما فعلها بيل كلينتون عندما سعى الى تحقيق السلام في البلقان وحاول رونالد ريجان وضع نهاية للحرب الباردة. وقالت الصحيفة الأمريكية إن إعلان اوباما المفاجىء عن اتصاله بالرئيس الايراني وهو الأول من نوعه بين رئيسي البلدين منذ اكثر من ثلاثة عقود وفر فرصة للرئيس الامريكي لإثبات إحرازه تقدم في شأن دولي مهم . وكان اوباما قد صرح بان التوصل الى اتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي يمثل "خطوة رئيسية للامام" و"يمكن أن يحقق سلاما واستقرارا أوسع في الشرق الاوسط" على حد قوله. ومن ناحية أخرى كشف مسؤول كبير بالبيت الابيض عن وجود رغبة لدى روحاني في مقابلة اوباما قبل مغادرته نيويورك الا ان الرئيس الايراني لم يكن على استعداد لمقابلة اوباما في مقر الاممالمتحدة. وقال المسؤول الامريكي - الذي طلب عدم الكشف عن هويته - أن التصافح بين الرئيسين الذي كان على وشك الحدوث أوضح التحديات التي تواجه روحاني داخل ايران من جانب التيار المتشدد الرافض لإجراء أي تنازلات بشأن المسألة النووية. وتابعت الصحيفة قائلة "إن الاتصال الهاتفي يعني عدم التقاط صور فوتوغرافية للرئيسين معا وهو الأمر الذي قد يثير حفيظة معارضي روحاني داخل طهران" - على حد قول المسؤول الأمريكي -. وبالرغم من ذلك اذاع الرئيس الايراني خبر الاتصال الهاتفي الذي تلقاه في سيارته وهو في طريقه الي مطار جون كنيدي بنيويورك عائدا الى بلاده في تغريدة له عبر موقع تويتر مشيرا الى ان الرئيس اوباما قد حياه في نهاية الاتصال بالفارسية. وقالت الصحيفة " وبالفعل واجه روحاني لدى عودته الى طهران بعض الاحتجاجات قام خلالها شاب بإلقاء حذائه تجاه سيارة الرئاسة وكان المحتجون يهتفون "الموت لامريكا" و"الموت لاسرائيل." وفي واشنطن - حسب الصحيفة - على الرغم من ان المسؤول بالبيت الأبيض صرح بأن الاتصال الهاتفي الذي استغرق 15 دقيقة كان "وديا" إلا أن مستشاري الرئيس اوباما أكدوا أن الشؤون الداخلية ستظل على قمة جدول أعمال البيت الأبيض في الوقت الراهن