شهدت العملة الافتراضية "البيتكوين" خلال الأيام الماضية، تقلبات حادة فبعدما كانت قيمة البيتكوين ألف دولار فى مطلع العام الحالى، ارتفعت خلال الأسبوع الماضى بشكل غير مسبوق حيث تخطت ال 16 آلاف دولار مع بداية تداولات اليوم، لسجل ارتفاعاً بنسبة تصل إلى 1300% خلال العام الجارى، وبنسبة 9% تقريباً خلال 24 ساعة فقط. وبدأت اليوم فى إحدى البورصات الرئيسية فى مدينة شيكاغو تداول منتجات مالية تعتمد على عملة البيتكوين الالكترونية، فيما اعتبره البعض خطوة لتقنين العملة الرقمية وبدأت بورصة شيكاغو بورد اوبشنز اكستشينج "سي بي إو إي" عمليات التداول بعملة بيتكوين في عقود آجلة.
وكانت قيمة العملة عند بدء التداول 15 ألف دولار، لكن العقود الآجلة بالعملة الإلكترونية تقلبت خلال العشرين دقيقة الأولى من التداول، وصعد سعرها إلى 16600 دولار، قبل أن يتراجع لاحقا.
وتتعدي قيمة العملة الافتراضية قيمة الذهب الذى انخفض مع بداية تعاملات اليوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 1250 دولار للأوقية (500 جرام)، وذلك فى ظل التراجع المستمر للذهب خلال الأيام الأخيرة.
ويرجع الارتفاع المستمر للبيتكوين إلى الطلب المتزايد عليها فى الصين، على الرغم من تحذير السلطات المحلية هناك من حدوث عاقبة وخيمة تخوفاً من خروج الأموال.
وبدأ ظهور العملة الافتراضية منذ عشر سنوات، وتعتبر بديل رقمى للنقود أو للعملات الافتراضية، وعلى الرغم من أنها عملة غير رسمية ولم تصدر عن حكومة او دولة إلا أنها تستخدم للسداد عبر الانترنت كما يمكن تحويلها رقمياً، للابتعاد عن الاجراءات البنكية المعقدة والتى تستغرق الكثير من الوقت، وتجاوزت القيمة الاسمية للبيتكوين 167 مليار دولار فى كافة أنحاء العالم.
ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة إصدار جديد من عملة البيتكوين يسمى "بيتكوين كاش" ، وسيكون بمثابة نوع من الأصول الافتراضية الجديدة التى تهدف إلى تخفيض اجراءات التعاملات بالعملة الالكترونية، كما توقع بعض المحللين أن يمثل قرار اصدار أكثر من نوع بالأصول ضغطاً على قيمة العملة الحالية التى شهدت ارتفاعات متتالية خلال الفترة الأخيرة.
وعلى الرغم من الآثار الايجابية الناجمة عن استخدام العملة الافتراضية البيتكوين وتحقيق أرباح هائلة من الاستثمار بها، إلا أن البعض الآخر يراها بمثابة عملة لتيسير كافة المعاملات غير المشروعة كتجارة المخدرات وسرقة الأعضاء البشرية ودعم الإرهاب، بالاضافة لسهولة سرقتها من طرف الهاكرز ومافيا التكنولوجيا، حيث أعلنت شركة " نايس هاش " أكبر شركة لتسويق البيتكوين عن سرقة حوالى 4.736.42 عملة افتراضية، تبلغ قيمة كل منهم الآن أكثر من 16 ألف دولار، حيث بلغت قيمتها الاجمالية تقريباً 66 مليون دولار.
ووفقاً لمسح أجرته شبكة " سى ان بى سى " الأمريكية ضم 43 مسؤولاً من بين كبار المسؤولين الماليين، أظهر أن 27.9% يرون أن البيتكوين حقيقة لكنها تشهد فقاعة فى الوقت الحالى، حيث قال 14% إن البيتكوين حقيقة ولا تزال يتم تداولها عند مستويات أعلى، كما أوضحت النتائج أن 27.9% يعتبرون العملة الالكترونية احتيال، بينما يرى 30.2% أن ليس لديهم معرفة كافية بشأن العملات الالكترونية لذلك لا يمكنهم ابداء رأيهم بشأنها، في حين رأي 41.7% من المسؤوليين الماليين فى أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا ان البيتكوين أصل حقيقى لكن تشهد فقاعة، و 20.8% فى الولاياتالمتحدة و 28.6% فى منطقة آسيا.
ومن جانبه قال رونى مواس مؤسس ومدير الأبحاث " ستاند بوينت ريسيرش" فى تصريحات سابقة، إن عملة البيتكوين تثمر أرباحاً لا تقل عن الأرباح التى تحصل عليها شركة أمازون وغوغل، ونصح بالاستثمار بمبلغ كبير فى هذه العملة الافتراضية، وتوقع ان يتنافس 200 مليون شخص فى المستقبل على هذه العملة.
وفى سياق آخر عارض جوزيف ستيغليتز الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل لمجلة بلومبرغ فى تصريحات سابقة، إنها بمثابة فقاعة وستستمر العملة الافتراضية صعوداً وهبوطاً، مضيفاً أن البيتكوين لن يكون لها أثر ملموس على المواطن العادى لأنها لا يتم تداولها فى أغلب المتاجر وقد يختلف الوضع من دولة إلى أخرى.
وقال ليليو كلاسين رئيس مؤسسة عملة "بيتكوين" الافتراضية، إن مؤسسة بيتكوين ومقرها العاصمة الأمريكيةواشنطن، منظمة غير هادفة للربح تعمل على التسويق لاستخدام البيتكوين فى كافة انحاء العالم، وتعمل البيتكوين على تكنولوجيا رقمية تعرف باسم "بلوك شين" وهى قاعدة بيانات رقمية غير مركزية تسجل كل معاملة، مشيراً أن البيتكوين فى وضعها الراهن لن تستطيع أن تكون بديلاً للعملات النقدية، ولكن قد تكون بمثابة أحد الأشكال الرقمية للذهب الذى يمكنك من البقاء خارج المناخ المالى الحالى، بالاضافة أنه يجب استخدام البيتكوين بحذر شديد فى الاستثمار.
