كتب – محمد خالد : سار السوق المصري في حركة عرضية واضحة خلال تعاملات الأسبوع الماضي ، الأمر الذي أرجعه عدد من الخبراء إلى قلة السيولة و عزوف المتعاملين عن التداول نظرًا لتخوفهم من مستقبل أسواق المال ، خاصة مع التراجعات القوية التي تشهدها الأسواق الأجنبية و الأمريكية خلال الفترة الماضية و ارتفاع معدلات البطالة بأمريكا و اقتراب سوق السيارات من أزمة محققة . الأمر الذي كان له تأثيرات سلبية قوية على حركة المؤشر المحلي خلال الأسبوع الماضي . افتتح السوق المصري تعاملات الأسبوع بتراجع طفيف بلغت نسبته نحو 0.12% ، مغلقًا عند مستوى 6381 نقطة ، ثم حول المؤشر دفته نحو الارتفاع فى ثاني أيام الأسبوع مسجلا ارتفاعا بأكثر من 105 نقطة ، مغلقًا عند مستوى 6486 نقطة . و واصل المؤشر ارتفاعه لليوم الثاني على التوالي بنهاية تعاملات الثلاثاء، مخترقاً حاجز 6500 نقطة، جاء هذا الارتفاع بدعم من أسهم الاتصالات بقيادة سهم "موبينيل" والذي سجل ارتفاعا بلغت نسبته 2 % عند 175.75 جنيه، تلاه سهم "أوراسكوم تيلكوم" بنسبة 1 % . ثم دفعت عمليات جني أرباح واسعة السوق لتحقيق تراجع بلغت نسبته نحو 1.6% خلال جلسة الأربعاء ، ليغلق عند مستوى 6404.8 نقطة. يشير إلهامي فؤاد رئيس مجلس إدارة شركة مصر للإستثمارات المالية أن أداء السوق المصري جيد بالمقارنة بالأسواق العالمية و العربية ، مؤكدًا أن السوق منذ قبل شهر رمضان وهو يعاني من حالة تخبط وتذبذب بسبب انتظار المتعاملين للانتخابات الرئاسية و انتخابات مجلس الشعب . و يضيف فؤاد أن الأسواق الأمريكية و إن لم يتأثر بها السوق المحلي بصورة كبيرة ، فإنها كانت عامل أساسي في هذا الأداء الضعيف الذي يعيشه السوق ، خاصة بعد ارتفاع معدلات البطالة في الولاياتالمتحدةالأمريكية و انهيار سوق السيارات هناك ، الأمر الذي جعل الخوف يتملك من المتعاملين ، خوفًا من حدوث أزمة مالية عالمية جديدة .ونصح فؤاد جموع المستثمرين بأن يحتفظوا بنحو 75% من محفظتهم سيولة ، و يتداولوا ب 15% فقط نظرًا لتقلب الأسواق في العالم كله . "تعاملات مملة" محمد عمارة مدير حسابات بالوسيط المباشر لتداول الأوراق المالية يصف تعاملات الأسبوع الماضي على أنها " ممله " ، مؤكدًا أن جلسات الأسبوع كانت عرضية لم يستفد منها السوق . مضيفًا أن السمة الإيجابية الوحيدة التي ظهرت خلال الأسبوع هو الانفصال الجزئي عن الأسواق الأوربية و الأمريكية ، نظرًا لعدم تأثر السوق بالأسواق الأجنبية بالصورة التي كان يتأثر بها في الفترة الماضية ، فلأسواق الأمريكية مع انهيارها وجدنا أن السوق المحلي يخالفها و يرتفع فى عدد من الجلسات خلال الأسبوع . و توقع عمارة أن تشهد الأسابيع القادمة فترة صعودية بقيادة الأسهم صاحبة الأوزان الثقيلة مثل أوراسكوم تليكوم و أوراسكوم للإنشاء و البنك التاري الدلوي و المجموعة المالية – هيرمس . و عن أبرز القطاعات التي حققت تحركات مرضية للمتعاملين يؤكد عمارة أن قطاع الأقطان كان من أبرز تلك القطاعات لوجود العديد من الأخبار الإيجابية التي شهدتها أسهم القطاع في الفترة الأخيرة . و نوه سيف عوني عضو مجلس إدارة وديان لتداول الأوراق المالية أن السوق ظل طيلة الأسابيع الماضية وتحديدًا منذ بداية شهر رمضان ، وكان من المتوقع أن يسير فى اتجاه عرضي مائل للصعود ، إلا أنه لم يحدث ذلك ، واستمر السوق فى الاتجاه العرضي فقط دونما أن يحدث أية صعودًا يذكر . و أشار سيف أن هذا الاتجاه العرضي جاء لسببين ، الأول هو قلة السيولة الناتجة من قلة التداولات نظرًا لخوف وتردد المتعاملين و عدم وجود معلومات حقيقية تدفعهم للشراء ، و ثانيهما عدم رغبة المتعاملين أساسا في التداول نظرًا لوجود العديد من الأسباب الداخلية و الخارجية التي تؤثر سلبًا على نفسيتهم ، مما يدفعهم للهروب دومًا . وتوقع عوني أن يشهد السوق حالة من الأستقرار ، بشرط أن يزداد حجم التداول و عدد العمليات ، و أن تكون هناك معلومات واضحة لدى المتعاملين كي يقدموا على الشراء بسببها .