تقرير - محمد فارس : اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس استئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في الثاني من سبتمبرالمقثبل في واشنطن بحضور الرئيس المصري والعاهل الاردني وقد تسفر عن اتفاق خلال عام. و أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية ان المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين يتعين اجراؤها بدون شروط مسبقة وتستهدف حل كافة قضايا الوضع النهائى ومنها حدود الدولة الفلسطينية ووضع اللاجئين الفلسطينيين ومصير القدس. وشددت على أهمية وجود نية حسنة أثناء اجراء هذه المفاوضات وكذلك إلتزام من كافة الأطراف بانجاح المفاوضات لأن ذلك من شأنه المساعدة على تحقيق مستقبل أفضل لكافة شعوب المنطقة. وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحفي عقد بواشنطن مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل إن الرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني عبد الله الثاني سيشاركان في إطلاق المفاوضات نظرا لجهودهما البناءة في هذا الصدد. وأفاد سفير مصر لدى الولاياتالمتحدة سامح شكري بأن الدعوة قدمت بالفعل للرئيس مبارك لحضور إطلاق المفاوضات، وأضاف ان الرئيس يؤكد دائما على دعم عملية السلام والتأكيد على الحقوق الفلسطينية طبقا للقرارات الدولية وحسبما تقتضيه المصلحة الفلسطينية والسلام في المنطقة. ومن جانبه أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في بيان ترحيبه بدعوة الولاياتالمتحدة إلى بدء مفاوضات مباشرة. وفي الوقت نفسه اكدت اللجنة الرباعية للشرق الاوسط (الولاياتالمتحدة، روسيا، الاتحاد الاوروبي، والامم المتحدة) دعم الجهود الرامية الى استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين. واوضحت اللجنة في بيان ان المفاوضات المباشرة والثنائية حول قضايا الوضع النهائي يجب ان تؤدي الى اتفاق يتم التفاوض عليه بين الاطراف ويضع حدا للاحتلال الذي بدا عام 1967 والى قيام دولة فلسطينية مستقلة وديموقراطية وقابلة للحياة تعيش جنبا الى جنب في سلام مع اسرائيل وجيرانها الاخرين. الرئاسة الفلسطينية تهدد بالانسحاب يأتي هذا في الوقت الذي هددت فيه الرئاسة الفلسطينية بالانسحاب من المفاوضات المباشرة إذا أعلنت إسرائيل عن مشاريع استطيانية جديدة. ويصر الفلسطينيون على وقف الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية، وينتهي التجميد الجزئي للاستيطان الذي أعلنته إسرائيل في 26 سبتمبر المقبل. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة لراديو " سوا" الأمريكي، إن اسرائيل إذا ما قامت بأي استفزازات استيطانية جديدة فإن الفلسطينيين سيكون لهم موقف مغاير تماما لما تريد إسرائيل. وأضاف "أننا لن نسمح باستمرار الاستيطان ولن نقبل بأية مفاوضات لا تنهي الاحتلال الذي وقع عام 1967 بما فيها القدس". حماس والجهاد الإسلامي ترفضان من جانب آخر أعلنت حركتا المقاومة الإسلامية "حماس" والجهاد الإسلامي رفضهما التام لدعوة الإدارة الأمريكية لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل فى الثانى من شهر سبتمبر المقبل. وقال صلاح البردويل القيادي بحركة حماس "نحن فى حركة حماس نرفض دعوة الإدارة الأمريكية لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الاحتلال الإسرائيلى والفلسطينيين، ونعتبر هذه الدعوة محاولة خداع جديدة للشعب الفلسطينى والرأى العام الدولى". وأضاف البردويل "إن تجربة مؤتمر أنابوليس الذى عقد فى الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ بضع سنوات بهذا الشأن، دليل على ذلك، حيث وعد الفلسطينيون بدولة خلال عام ومضت أعوام على أنابوليس لنعود مرة آخرى إلى نقطة الصفر وهى المفاوضات العبثية مع الاحتلال". وتابع أن هذه المفاوضات هى "شرعنة" لجرائم الاحتلال، خاصة جرائم الاستيطان والتهويد.. وقال "ونحن نعتبر أن الدعوة الأمريكية للشروع فى هذه المفاوضات مع الاحتلال وما قد يترتب عليها من نتائج، لا تلزم شعبنا الفلسطينى بشىء". وأضاف "إننا نعتبر بيان الإدارة الامريكية الذى تجاهل حتى شروط وقف الاستيطان، يعنى عمليا توفير غطاء للاحتلال للاستمرار فى الاستيطان وتهويد مدينة القدس وباقى أراضى الضفة الغربيةالمحتلة". ومن جانبه قال الشيخ خالد البطش القيادى البارز فى حركة الجهاد الإسلامي "نحن نرفض دعوة الإدارة الأمريكية لبدء المفاوضات المباشرة، وندعو السلطة إلى التضامن والتمسك بالموقف الفلسطينى الرافض لهذه المفاوضات". وأضاف البطش "نحن فى حركة الجهاد نرى أن إعلان هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية عن استئناف المفاوضات المباشرة مطلع الشهر القادم، جاء تكريسا للهيمنة الأمريكية وسياسة فرض الأمر الواقع من قبل الإدارة الأمريكية المنحازة للاحتلال الإسرائيلى والحريصة على رعاية مصالحه". لقاء بين فتح وحماس لإنهاء الانقسام وعلى صعيد متصل أكد الدكتور فيصل أبو شهلا النائب عن حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطينى إن حركته استجابت لدعوة اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة فى غزة وستجتمع "السبت" مع قيادات حركة حماس لمناقشة ملف المصالحة وإنهاء الانقسام الذي أثخن الشعب الفلسطيني. وأوضح أبو شهلا أن وفد حركة فتح الذي سيجتمع مع قيادة حماس سيترأسه مسئول التعبئة والتنظيم في الحركة صخر بسيسو وهو أيضا مسؤول التنظيم في قطاع غزة. وأكد أن الاجتماع سيكون بادرة إيجابية كبيرة لإنهاء الانقسام .. معربا عن أمله أن يكون شهر رمضان ووفاة مدير عام المخابرات السابق أمين الهندي مناسبتين جيدتين لتصفية النفوس وتحقيق المصالحة. وقال "نريد أن نبني شراكة حقيقية في العمل السياسي والوطني مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي ونأمل أن ينتهي الانقسام قريبا".