القاهرة – الزمان المصرى :سارة الباز : أعلن المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن القاهرة كلفت السفيرة المصرية لدى الفاتيكان بالحضور إلى مصر للتشاور. وأوضح زكي في تصريح له الثلاثاء أن هذا الاستدعاء يأتي على خلفية تصريحات جديدة صادرة من الفاتيكان تمس الشأن المصرى وتعتبرها مصر تدخلا غير مقبول فى شئونها الداخلية على الرغم من حرص القاهرة على التواصل مع الفاتيكان بعد التصريحات التى صدرت عنه فى أعقاب الحادث الإرهابي فى الإسكندرية مطلع الشهر الحالى. وأضاف أيضا أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط كان قد فند فى رسالة لنظيره فى دولة الفاتيكان عدة أمور تضمنتها التصريحات الصادرة عن الفاتيكان ومست وضع الأقباط فى مصر والعلاقة بين المسلمين والأقباط ورفض فيها أية مساعي تتم استنادا إلى جريمة الإسكندرية بهدف الترويج لما يسمى حماية المسيحيين فى الشرق الأوسط. وتابع أن رسالة الوزير المصرى تناولت حرص مصر على تفادى تصعيد المواجهة والتوتر على أسس دينية ورغبة مصر فى الاستفادة من سبل الحوار المتاحة وحث مسئولى الفاتيكان على الالتزام بذات الروح وتفادى إقحام الشأن المصرى فى تصريحاتهم والاتصالات التى يقومون بها مع بعض الدول الأوروبية. وأكد زكي مجددا أن مصر لن تسمح لأى طرف غير مصرى بالتدخل فى شئونها الداخلية تحت أى ذريعة، مشددا على أن الشأن القبطى تحديدا يظل من صميم الشئون الداخلية المصرية فى ضوء طبيعة التركيبة المجتمعية والنسيج الوطنى فى مصر. وكان بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر جدد الاثنين دعوته إلى حماية المسيحيين في مصر والعراق والشرق الأوسط بصفة عامة وطالب بإلغاء التشريع المعروف ب"قانون الإساءة إلى الإسلام" في باكستان. وخصص البابا خلال لقائه السنوي بسفراء ومبعوثي نحو 179 دولة لديها علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان خطابه لقضية الحريات الدينية وقال إن حكومات الشرق الأوسط لا بد أن تحمي الأقليات المسيحية بعد الهجومين اللذين استهدفا كلا من كنيسة القديسين في الإسكندرية بمصر في الساعات الأولى من اليوم الأول من الشهر الجاري وكنيسة النجاة في العاصمة العراقية بغداد مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وذكر البابا عددا من المناطق في أنحاء العالم قال عنها إن بها انتهاكات أو إنكارا للحرية الدينية خاصة بالنسبة للمسيحيين. وأشار في هذا الصدد إلى العراق والهجمات التي وقعت هناك ، قائلا :" إلى سلطات ذلك البلد وقادة الدين الإسلامي ، أجدد مناشدتي القلبية أن يتسنى لمواطنيهم المسيحيين العيش في أمان ومواصلة المساهمة في المجتمع الذي يعدون أعضاء بشكل كامل فيه". كما استشهد بما أسماها "أعمال العنف" في مصر بما فيها تفجير كنيسة الإسكندرية الذي أسفر عن أكثر من عشرين قتيلا. وتابع " مثل تلك الهجمات المتلاحقة أظهرت الحاجة الملحة لتبني حكومات المنطقة تدابير فعالة لحماية الأقليات الدينية رغم الصعوبات والمخاطر". وتساءل البابا "هل نحتاج إلى تكرار الأمر في الشرق الأوسط؟، لمسيحيون سكان أصليون وحقيقيون يخلصون لبلدانهم الأصلية ويضطلعون بدورهم تجاه بلدانهم". وأضاف "من الطبيعي أن المسيحيين ينبغي أن يتمتعوا بكافة حقوق المواطنة وحرية العقيدة وحرية العبادة والحرية في التعليم والتدريس واستخدام وسائل الإعلام" ، وذكر أيضا المصادمات الأخيرة بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا. وفي إشارة إلى الخلاف الدائر بين الفاتيكان والصين على خلفية ما يعتبره البعض تدخلا من الحكومة في شئون الكنيسة ، قال بنديكت السادس عشر :"إن عقله مع المجتمع الكاثوليكي بالصين في أوقات الصعوبة والمحنة التي يمرون بها". كما انتقد البابا أيضا توجهات في بلدان غربية تولي اهتماما كبيرا للتعددية والتسامح، بينما يتم تهميش الدين بشكل متزايد وقال إن من بين ذلك "حظر الأعياد والرموز الدينية في الحياة المدنية بحجة احترام المنتمين إلى ديانات أخرى من غير المؤمنين". كما خص البابا "القانون ضد الإساءة إلى الإسلام في باكستان" ب"إشارة محددة"، مؤكدا أنه "يشجع" سلطات البلاد على "بذل الجهود اللازمة لإلغائه". وقال للسفراء أيضا :"من القواعد التي تضر بحق الإنسان في الحرية الدينية، ينبغي أن نخص بالذكر قانون مكافحة التجديف في باكستان" ، مؤكدا أن هذا القانون "يستخدم ذريعة للتسبب في حالات من الظلم والعنف ضد الأقليات الدينية -مثل المسيحيين- في بلد تقطنه أغلبية مسلمة". ورأى أن "الاغتيال المفجع لحاكم البنجاب يدل على ضرورة القيام بخطوة في هذا الاتجاه".