المصدر: بلومبيرغ-وكالات هيمن قلق إسرائيل من محاولة إيران وحزب الله اللبناني ترسيخ وجودهما العسكري في سوريا على محادثات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس فلاديمير بوتين في روسيا. وقال نتنياهو، عشية زيارته: إنه سيتكلم مع بوتين حول "محاولة إيران المتسارعة لإقامة وجود عسكري في سوريا"، مضيفًا أن التوسع الإيراني "لم يتوقف في أعقاب الاتفاق النووي" وهذا الأمر يطرح مشكلة ليس فقط بالنسبة لإسرائيل ولكن بالنسبة للشرق الأوسط بأسره. وفي الوقت الذي تحاول فيه القوى العالمية رسم نهاية للحرب السورية المستمرة منذ ست سنوات، يقول مسؤولون أمنيون إسرائيليون سابقون: إن نتنياهو يريد أن يضع بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اعتبارهما المخاوف الأمنية الإسرائيلية في محاولة لتحقيق الاستقرار في سوريا. وقال موشيه يعلون الذي شغل منصب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق: إن إسرائيل قد تضطر إلى توجيه ضربات عسكرية إذا لم يتم طرد إيران، وقال يعلون في مقابلة تلفزيونية: "كنا نتوقع أن يتعامل الاتفاق بين ترامب وبوتين بجدية مع التهديد الإيراني على حدودنا". وأضاف: "من الواضح إنه إذا لم يكن هناك حل، فإنه قد يتعين علينا في النهاية اتخاذ إجراء". وقد شنّ الجيش الإسرائيلي ضربات متعددة ضد أهداف إيران وحزب الله خلال الحرب السورية، لكن الهجوم على المواقع الإيرانية في سوريا أو لبنان قد يتسبب في تصعيد، كون إسرائيل عبَّرت صراحة أنها لا تستطيع الوقوفَ صامتة وهي تشاهد دولة الخميني التي يقودها الشيعة تملأ الفراغ في سوريا الذي خلفه تراجُع تنظيم الدولة، وتتهم إسرائيل إيران ببناء قواعد عسكرية وإقامة ممر بري لنقل الأسلحة والمقاتلين من طهران إلى بيروت، كما أن إيران تقوم ببناء مصانع ذخيرة في لبنان، قاعدة حزب الله. وحاولت إيران تنظيم هجمات إرهابية ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان و "إن كل هؤلاء الأشخاص لم يعودوا على قيد الحياة". وقال تشاغى تزورييل مدير عامّ المخابرات الإسرائيلية: "لا يجب أن يكون هناك أي ترتيب يسمح لإيران ووكلائها بالتواجد عسكريًّا في سوريا". "إن الوجود العسكري الإيراني في سوريا سيكون مصدرًا ثابتًا للاحتكاك والتوتر ليس فقط مع إسرائيل، ولكن مع الأغلبية السنية في سوريا، ومع الدول السنية في المنطقة، ومع الأقليات السنية خارج المنطقة". وقال المحللون الروس والإسرائيليون: إن روسيا ربما تحاول إيجاد نوع من التنازلات. وقال ألكسندر شوميلين رئيس مركز تحليل النزاعات في الشرق الأوسط في موسكو: إن "وجهة النظر المهيمنة هي أن إيران لا تزال شريكًا في سوريا، وأن الوقت ليس مناسبًا لإشعال التوترات". وأضاف أن ما يمكن أن يفعله هو "ترك إيران تعزز مواقعها في غرب سوريا". وقال يوسى ميكلبرغ ، وهو باحث استشاري كبير بمركز بحوث تشاثام هاوس في لندن: إن روسيا لن تقلل من المخاوف الإسرائيلية لأنها تريد منع المواجهة الإسرائيلية الإيرانية المباشرة التي من شأنها تعميق فوضى المنطقة. وقال ميكلبرغ: "على العكس من المشروع النووي فإن إسرائيل لديها القدرة على قتل العناصر الإيرانية في سورياولبنان بكل سهولة". "ويصبح الخوف بعد ذلك أن كِلا الجانبين يُساء حسابه إلى حدّ المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل. وهذا وضع دقيق جدًّا سيُغرق المنطقة بأكملها".