رشق مئات النشطاء الشرطة بالحجارة في ميدان التحرير بالقاهرة السبت وردت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع بعد ساعات من محاولة الشرطة فض اعتصام في الميدان مستخدمة العصي والهراوات. وقال ضابط شرطة يشارك في قيادة الهجمات لرويترز إن خمسة من أفراد الشرطة على الأقل أصيبوا بالحجارة بينهم ضابط. وقال شاهد عيان إن النشطاء حاولوا التقدم إلى مبنى وزارة الداخلية القريب لمهاجمته بعد محاولة فض اعتصامهم لكن تشكيلات من قوات الأمن المركزي تقدمت إلى الميدان على أكثر من محور. وأضاف أن النشطاء ألقوا الحجارة بكثافة على القوات مما اضطرها للتقهقر. وتابع أن الشرطة المتقهقرة أطلقت وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع على الميدان وأن نشطاء التقطوا القنابل وردوها على القوات. وقال الشاهد إن الاشتباكات كانت متلاحمة في بعض الأحيان وإنه رأى عددا من النشطاء والجنود يسقطون مصابين باختناق ورأى سيارات إسعاف تنقلهم. وكانت الشرطة حاولت في وقت سابق اليوم فض اعتصام النشطاء في الميدان وقالت ناشطة إنها رأت مصابين يسقطون خلال المحاولة. وكان نحو ألفي ناشط بدأوا الليلة الماضية اعتصاما في الميدان بعد ساعات من انصراف متظاهرين قدر عددهم بعشرات الألوف أغلبهم إسلاميون طالبوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد بتسليم السلطة في أبريل نيسان. واستهدفت المظاهرات أيضا الاحتجاج على مباديء فوق دستورية اقترحتها الحكومة تتيح للمجلس العسكري حصانة من رقابة البرلمان على ميزانية الجيش. وقال نشطاء إن مئات من ضباط الشرطة ورجال الشرطة السرية والمرور والعمال وصلوا إلى الميدان نحو الساعة السابعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي طالبين من المعتصمين ترك الميدان وإن العمال حاولوا إغراق وسط الميدان بالمياه لكن المعتصمين رفضوا إنهاء اعتصامهم. وأضاف النشطاء أن مدرعات تابعة للشرطة اقتحمت الميدان من مختلف الشوارع المؤدية إليه بعد نحو ساعة وحاصرت المعتصمين في وسطه ونزعت خيامهم وصادرت أغطيتهم وسط صراخ معتصمات وهتافات مناوئة للحكومة من المعتصمين. وقالت الناشطة ندا القصاص عضوة الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) لرويترز "تعاملوا معنا بوحشية. انهالوا علينا ضربا بالعصي والهراوات". وأضافت "رأيت اثنين أصيبا في الرأس ورأيت ثالثا مغمى عليه من شدة الضرب على ساقيه. رأيت سيارات إسعاف تنقل آخرين من الميدان." وقال الناشط كمال عزيز "نزعوا خيام معتصمين من مصابي ثورة 25 يناير وأسر شهداء أيضا وضربوا مصابا اسمه محمد وأخذوا عكازيه." وكان مصابون وأفراد أسر قتلى ضحايا اشتباكات الشرطة والمتظاهرين خلال الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط اعتصموا قبل أكثر من أسبوع في الميدان مطالبين برعايتهم وتعويضهم. وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة إنه أنشأ صندوقا خاصا لرعاية المصابين وأسر الشهداء لكن من يقولون إنهم مصابون وأسر شهداء ينفون تسلمهم ما يكفي لرعايتهم وتعويضهم. وقال نشطاء إن عدد المعتصمين وقت الاقتحام كان نحو 150 لانصراف معتصمين آخرين إلى أعمالهم أو لتناول طعام الإفطار لكن اتصالات هاتفية نتج عنها عودة أكثر من ألف ممن انصرفوا إلى الميدان. وقال ناشط إن الشرطة انسحبت وسط هتافات نشطاء تقول "الداخلية بلطجية" و"الإرهاب أهو (هذا هو)". وأضاف أن نشطاء طاردوا سيارة شرطة عسكرية بها ضباط جيش في شارع جانبي وهم يهتفون "يسقط المشير" في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وتابع أن الشرطة عادت مرة أخرى وقامت بتفريق النشطاء في الشوارع الجانبية لكن النشطاء عادوا من جديد واستولوا على سيارة شرطة في الميدان وحطموا زجاجها. ولدى تنظيم الاعتصام قال ناشط لرويترز "مطالبنا إنهاء حكم المجلس العسكري وتحديد موعد لانتخابات الرئاسة وتسليم السلطة لحكومة مدنية في موعد أقصاه 30 ابريل (نيسان)." وأضاف "نطالب أيضا بوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين والإفراج عن النشطاء المعتقلين". وكان المعتصمون أغلقوا مداخل الميدان بالحواجز وأقاموا نحو عشر خيام في أماكن متفرقة من الميدان الذي كان بؤرة الاحتجاجات التي أسقطت مبارك.