- انتشرت هذه الأيام ثقافة من نوع جديد وغريب عن قيم المجتمع المصري الأصيل والمتحضر في غيبة من الضمير والوعي الديني والثقافي وأصبح معظم الموظفون والمسئولين في الدولة يتعاملون مع عامة الشعب بنوع من الاستعلاء والتكبر والغرور وفهموا أن الحرية والديمقراطية التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير وطالبت بتطبيقها فهموها فهما خاطئا ولم يستوعبوا الدرس من أسلافهم الذين يسكنون سجن طره مازال المسئولين في جميع الهيئات الادارية بالدولة سائرون علي نهج الحزب الوطني المنحل ويسيرون علي طريقتهم واسلوبهم البيروقراطي العقيم في التعامل مع عامة الشعب في قضاء مصالحهم ؛ فالثورة قامت ونجحت في محاسبة روؤس النظام الفاسد ولكن لم تنجح حتي الان في القضاء علي فلول النظام وازياله التي مازالت بتحارب حتي الان في جميع ميادين الوطن من اجل اجهاض ثورة 25 يناير فما حدث في جامعة المنصورة يوم السبت الموافق 15 اكتوبر داخل الحرم الجامعي من قيام عميدي كلية الطب البيطري وكلية الاداب بدهس الطلبة المتظاهرين بكل وقاحة وامتهان لكرامة الطالب الجامعي ونتج عنها اصابة 15 طالب بين كسور وجروح خطيرة وكل ذلك تحت سمع وبصر وحماية الشرطة العسكرية ان ما حدث لأكبر جريمة في حق هولاء الطلبة وتعدي واضح عليهم والشروع في قتلهم وضرب بحقوق الانسان العالمية بعرض الحائط وكل ذلك بسبب قيام هولاء الطلاب بتنظيم مظاهرة سلمية والمطالبة بطرد عمداء الكليات الذين قام بتعيينهم جهاز امن الدولة المنحل وهولاء العمداء وعددهم 21 عميد مازالوا في اماكنهم والأدهي انهم انتخبوا من بينهم رئيس جامعة المنصورة فهل هذه الأحداث الموسفة والمأسوية تليق بان تحدث داخل محراب العلم والحرم الجامعي وذلك من جانب عميدي كلية الطب البيطري والاداب ؟ هذه هي صورة مصغرة ولوحة فنية بسيطة عن ما وصل اليه حال المصريين بعد الثورة والذي تكلم عنها كل العالم وشهد بمدي رقي وتحضر المصريين وللاسف معظم الناس فهمت الحرية علي هواها ومزاجها الشخصي كل فهم الحرية والديمقراطية بطريقته الخاصة ونسوا ان الديمقراطية الحقيقية هي ان حرية المرء تقف عند بداية حرية الأخرين فانت حر مالم تضر فلابد لنا جميعا من وقفة مع النفس والضمير والرجوع لديننا الحنيف في التعامل مع الاخر واخذ الحرية السليمة من منهجنا الشرعي الاسلامي ونتعلم من جديد وليس عيبا لكل شخص ان يتعلم كيف يتحاور مع الاخر مهما كان سنه ويتعلم ثقافة التسامح ومعرفة حقوقه وواجباته لكي نرجع بمصر الي عصور التطور والازدهار ويجب ان نعمل بجد لخدمة مصر وليس لمصالح شخصية ويجب ان يكون للمجلس العسكري حاليا دور في محاسبة هولاء المسئولين الذين استهانوا بارواح الطلبة ومعاقبتهم عقاب رادع وانا اعلم ما يحمله المجلس العسكري من مسئوليات خطيرة وكبيرة ومن مؤامرات للايقاع بهذا البلد الكبير ولكني علي ثقة كبيرة بالمجلس العسكري في ان يتحمل كل هذه الأعباء الي ان تنتهي مسئولياته في تسليمها الي حاكم مدني يعمل لصالح مصر وفي عمل انتخابات حرة نزيهة ومجلس شعب قوي واتمني ان نتخلص من هذه الثقافة التي انتشرت كالنار في الهشيم ثقافة البلطجة التي نها عنها الاسلام وجميع الاديان التي تنادي بالايخاء والمحبة والسلام ومعاقبة كل من تسول له نفسه نشر هذه الفوضي والثقافة المفسدة الغريبة حمي الله مصر وشعب مصر من كل فاسد ومن كل موامرة وهدي الله شعب مصر الي الخير .........