كتب : حافظ الشاعر وفي «أخبار اليوم» مع زميلنا محمود سالم ودخوله معركة أخرى مختلفة هي: « لم أصدق عينيَّ وأنا أقرأ كلام المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات في حواره مع الزميل صابر شوكت في «أخبار اليوم» السبت الماضي لدرجة أنني قرأته أكثر من مرة حتى أستطيع استيعاب ما قيل! رئيس أكبر جهاز رقابي في مصر يكاد يصرخ من شدة الحرب التي يشنها ضده أصحاب المصالح من الفاسدين والمفسدين بصورة فاقت كل أشكال الفجور.. لم أصدق عينيّ وأنا أقرأ كلامه عن العشرات من كبار رموز عهد فساد المخلوع، ومنهم للأسف بعض ضعاف النفوس من المسؤولين في أجهزة الدولة ورجال أعمال كبار كل ذلك كوم وما قاله عن أحد هؤلاء الكبار كوم تاني، ولذا فإنه من غير المنطقي أن يمر مرور الكرام لكونه اتهاما واضح المعالم ويقترب من جريمة ارتكبها رجل أعمال خلال مكالمة تليفونية فوجئ بها رئيس الجهاز، وهو في طريقه لأداء واجب عزاء. هذه المكالمة جاءت بعد فشله طوال شهور عديدة في إرهاب المستشار جنينة عن طريق فضائياته التي سخرها لشن الهجوم ضد جهاز المحاسبات حتى يتوقف عن فتح ملفات أعضاء التحالف السري للفساد ! في ليلة لن ينساها، على حد تعبير رئيس الجهاز، كانت المكالمة المشبوهة من صاحب الإمبراطورية الإعلامية زعيم جناح الفساد حيث فوجئ به يتودد إليه ويطلب اللقاء على فنجان قهوة، ويعتذر عن حملاته الشرسة ضده، عارضا عليه التحدث في قنواته الفضائية كيفما يشاء ، لكنه وجد في انتظاره ما لم يتوقعه عندما نهره المستشار جنينة قائلا : إنه لا يتحدث في القنوات الفضائية المشبوهة ولا يجلس مع مفسدين!.. ورغم تلك الإهانة فإن رجل الأعمال لم ييأس لينقلب في مكالمته إلى إغراء خطير طالبا بوضوح مساعدته في الحصول على مستندات ووثائق المخالفات التي ارتكبها بشأن الاستيلاء على آلاف الأفدنة من أراضي الدولة بالملاليم وبيعها بالملايين، وهي الجرائم التي كشفها جهاز المحاسبات وأحيلت إلى جهاز الكسب غير المشروع ومباحث الأموال العامة، حيث انتهى الأمر إلى إجباره على إعادة أغلب الأراضي إلى الدولة حتى لا يتم سجنه، مع دفع نحو مليار و200 مليون جنيه لخزينة الدولة غرامات جنائية عن باقي الأراضي التي باعها وربح منها المليارات! لقد بلغت الجرأة بالمفسد الكبير أن يتحدث مباشرة مع رئيس أكبر جهاز رقابي بعد فشله في إرهابه إعلاميا، وبلغ الفجور مداه عندما طلب من المستشار جنينة تسريب مستندات ووثائق مخالفاته التي تدينه، بحجة أنه مظلوم وضحية نظام حكم الإخوان الذين أجبروه على دفع هذه المبالغ الطائلة، على حد زعمه! هكذا وصل الفجور بتحالف الفساد، وهكذا كان موقف رئيس جهاز المحاسبات كما كان منتظرا منه.. ولكن لا يمكن أن يمر ما حدث وكأن شيئا لم يكن!.. صحيح أن رئيس الجهاز لم يكشف عن اسم رجل الأعمال، لكن ذلك ليس بيت القصيد.. المهم محاسبة هذا الفاجر مهما كانت سطوته، والأهم أن المستشار جنينة لم يتفاجأ عندما قام مسؤولان كبيران من جهاز سيادي كبير بزيارته بعد المكالمة إياها بيومين فقط ليشدان من أزره ويؤكدان له ثقة القيادة السياسية والدولة في استكمال طريقه بقوة لكشف كل رؤوس الفساد واستعادة حقوق الدولة، مع التأكيد على أن شعب مصر سوف يفاجأ بذلك قريبا وأن شبكة الصياد سوف تمتلئ بجميع المفسدين !الحقيقة.. لم أجد ما أقوله سوى كلمة واحدة: ياريت».