من الخصخصة إلى الصكوك الشعبية يا قلبى احزن واعتصر ألما حلوا عن سمانا..فنحن لا نريد صكوكا ..نريد أمورا حياتية سهلة الذين باعوا الوطن بثمن بخس لن يجعلونا نثق فى أنهم سيعطوننا شيئا بدون مقابل هل تتذكرون ..الصكوك الشعبية .. أعتقد أننا تناسيناها .. ولكن وزراء حكومتنا المصونة يضعون السم فى العسل .. ويذكرون بها على إستحياء .. ويبدو أن فشل نظام الخصخصة الذى قضى على الأخضر واليابس بدأ شبحه يلوح لهم فى الأفق ..فالحكومة تتبع أسلوباً جديداً فى التعامل مع مشروع الصكوك وتتعامل فى الخفاء والتمويه من خلال تصريحات تؤكد تأجيل المشروع خلال الفترة القادمة .. فى الوقت نفسه تسير بخطى ثابتة للإسراع من الإنتهاء من الإجراءات التنفيذية لطرحه فى الخفاء عبر توفير بنكين للقيام بمهمة ..أمين الحفظ .. والعمل على حصر االشركات وإعدادها للدخول فى المشروع وتقييمها تمهيدا لعرضها للبيع .. والمدهش أن لجنة الصكوك الشعبية بالحزب الوطنى التى يرأسها الدكتور على لطفى رئيس الوزراء الأسبق توقفت عن الحديث عن المشروع منذ فترة بعيدة وتأكيداً لهذا الكلام كشفت مصادر رفيعة المستوى عن طلب الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزى من بنكى ..الأهلى .. ومصر .. الإستعداد للقيام بمهمة بنكى ..الحفظ والتسوية .. لمشروع الصكوك الشعبية المزمع طرحها فى برنامج الحزب الوطنى لتمليك الأصول العامة للشعب وجاء إختيارها للقيام بمهمة أمين الحفظ لتعزيز الثقة فى برنامج تمليك الأصول الشعبية ويدرأ الشبهات التى تناثرت فى وسائل الإعلام المختلفة منذ الإعلان عن المشروع .. الغريب أن الحكومة تنفى طرح المشروع وتؤكد عزم الحزب الوطنى على المضى قدماً فى المشروع .. ويبدو أن المجموعة الإقتصادية فى حكومة نظيف أكثر الشلل الوزارية إتساقاً وتنسيقاً خاصة يوسف بطرس غالى وزير المالية ومحمود محى الدين وزير الإستثمار ورشيد محمد رشيد وزير الصناعة وبالرغم من الإختلافات الجوهرية التى بينهم إلا أنهم يتفقون على الإنحياز للإقتصاد الحر الذى يتغلب على الخلافات ، وأهم مشكلة تواجه هذه المجموعة ملف الخصخصة الذى فشل فشلا زريعا وأصبح كالحنظل فى حلق الحكومة .. وأصبح عليهم عبئاً ثقيلاً وهو الدفع بعجلة الخصخصة ولكن الأزمة المالية تقف حائلا أمام المعنى فى المشروع .. وكل منهم يخشى التورط فى فضيحة بيع أخرى فالدكتور محمود محى الدين وزير الإستثمار لا يريد أن يتورط سياسياً فى الدفاع عن عمليات بيع أخرى حتى لو كانت عملية بيع مربحة ، ويبدوا وآخرون من أعضاء الحرس الجديد بالحزب الوطنى قد إقتنعوا أخيراً بأن الشعب يناصب العداء للخصخصة بما فيهم قيادات مؤثرة داخل النخبة الحاكمة ، ولذلك لجأ وزير الإستثمار إلى تفعيل جزء من برنامج الصكوك الشعبية وهو الجزء الخاص بإنشاء جهاز مستقل لإدارة أصول مصر .. ولكن إنشاء الجهاز سيواجهه بعض الصعوبات منها ترك أصول مصر بعيداً عن المستوى الوزارى .. ولذلك فيبدو فى التغير الوزارى القادم عودة وزارة قطاع الأعمال بوزير جديد .. فصفقة عمر أفندى أصابت الجميع منهم بالصدمة وأصبحت شبحاً يراودهم ولجأ البعض داخل الحزب الوطنى بطرح الخصخصة الجزئية من خلال الشراكة بين المال العام والقطاع الخاص فى بعض المصانع أ, بعض خطوط الإنتاج أ خصخصة الإدارة مع الإحتفاظ بالملكية وضخ المليارات فى شريان المصانع والمشروعات العامة عوضاً عن النسبة التى كانت تذهب من حصيلة بيع الخصخصة إلى صندوق إعادة الخصخصة إذن هولاء يصرون على بيعنا..حتة حتة .. وفى مزاد علنى يقولون بألسنتهم ماليس فى قلوبهم فيخرجون علينا بتصريحات عنترية أوقفنا مشروع الصكوك الشعبية وفى الخفاء يمررونه وأتخن شنب فينا يضرب رأسه فى الحيط أعلنوا الخصخصة منذ التسعينات وباءت بفشل زريع وأصبح الأب والأبن والزوجة عاطلون بالرغم من المعاش المبكر الذى صفوا بحجته مصانع وشركات القطاع العام ، والنهاية الأب يقف فى كشك سجاير يبيع شكك .. على النوتة .. وفى نهاية الشهر يجمع ما تيسر من المواطنين الغلابة الذين أرهقتهم حكومتنا المصونة بغلاء فاحش فى المعيشة .. ويصحى الأب على كابوس حصول ولده على الشهادة ويتوارث الكشك مكانه أو يضحى بنفسه فى سفر مجهول فيموت فى عرض البحر .. ناهيك عن الفلاحين فقد أصدروا القانون رقم 96 لسنة 1992 والخاص بتسليم الأرض ، ملاكها وعاد الإقطاع بوجهه القبيح مرة ثانية ، ولا يستطيع ابن الجناينى الزواج من بنت الباشا بالرغم من أن الزواج أصبح سداحاً مداحاً .. ولا تعليق !! موتنا داخل القطارات وفى مترو الإنفاق وهبطت الأرض بمساكننا ، وظهرت أنفلونزا الطيور والخنازير .. كل هذه المصائب لم تشفع لوزراء حكومتنا بأن يرق قلبهم لحالنا ومازالوا مصريين على الصكوك الشعبية وقالها المتنبى منذ آلاف السنين يعطيك من طرف اللسان حلاوة .. ويروغ منك كما يروغ الثعلب ..فياسادة .. لانريد هذه الصكوك .. ولا نريدكم .. فالذين باعوا الوطن بثمن بخس لن يجعلونا نثق فى أنهم سيعطوننا شيئاً بدون مقابل !! حلوا عن سمانا .. فنحن لا نريد صكوكاً .. نريد أمورا حياتية سهلة