تحيي روسيا فى التاسع من مايو من كل عام ذكرى انتصار قواتها على ألمانيا النازية فى مناسبة تعرف ب" عيد النصر"، حيث يقام عرض عسكري ضخم فى الساحة الحمراء بالعاصمة موسكو، واليوم وبحلول الذكرى ال70 أقيم عرض عسكري وصف بأنه الأضخم على الاطلاق حيث شارك فيه 16 ألف عسكري و190 قطعة من أحدث القطع الحربية و150 طائرة ومروحية، بما فيها أحدث نماذجها، صواريخ .يارس ? /24 عابرة القارات تحمل ثلاثة رؤوس نووية ، وعربات المشاة القتالية الحديثة .أرماتا/، والعربات القتالية .كورجا نيتس"و.راكوشكا/و.تايفون/،والطائرات المقاتلة .سو ? /34 و.ميغ ? 29 أس أم تي/، وقاذفات القنابل الاستراتيجية .تو ? /160، والمروحيات القتالية .مي ?28 أن/ (الصياد الليلي)، و.كا ?/52 (التمساح) ، بالإضافة إلى الدبابات عالية التقنية حيث تعرف الدبابات الروسية بأنها الأشد فتكا فى العالم. وفى الاحتفال بعيد النصر يتجمع المواطنون من كافة أنحاء البلاد محتفلين بهذه المناسبة،وتقام الاحتفالات فى العديد من المدن الروسية إلا أن الاحتفال الأكبر هو المقام حاليا بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضيوفه الرئيس عبد الفتاح السيسى والعديد من الرؤساء فى"الساحة الحمراء أو الميدان الأحمر"وهى الساحة الأكثر شهرة فى موسكو، وتصميمها الهندسي على شكل مربع يفصل الكرملين،القلعة الملكية سابقا والمقر الرسمي لرئيس روسيا حاليا عن الأحياء التجارية،ومنها تشع شوارع موسكو الرئيسية في جميع الاتجاهات وإلى الطرق السريعة الرئيسية خارج المدينة . ولعيد النصر الروسي شعار عبارة عن نجمة خماسية فضية اللون أطراف أذرعها حمراء يتوسطها رسم يرمز للنصر بغصني زيتون موضوعة على خلفية على هيئة أشعة الشمس فى صورة نجمة خماسية أخرى، وعيد النصر وهو عيد وطني و يوم عطلة رسمية فى روسيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ، احتفاء باستسلام ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية التي تعد جزءا شهيرا من تاريخ القرن العشرين ، حيث قدم الاتحاد السوفيتي تضحيات إنسانية هائلة،وراح 27 مليونا من مواطنيها ضحية هذه الحرب التي دامت 1418 يوما، وفيها هدم النازيون 1700 مدينة وبلدة ودمروا بالكامل الكثير من المواقع والآثار التاريخية والثقافية. وعندما تحقق الانتصار الأخير فى الحرب الوطنية العظمى على ألمانيا النازية فى 1945وقعت ألمانيا منتصف ليل الثامن من مايو عام 1945 اتفاقية استسلام فى كارلشورست إحدى ضواحي برلين، فى مراسم ترأسها المارشال السوفيتي جورجي زوكوف وذلك فى حضور ممثلين من القيادات العليا بالاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، وبسبب فرق التوقيت، كانت روسيا قد دخلت بالفعل يوم التاسع من مايو عندما دخلت اتفاقية الاستسلام الألمانية حيز التنفيذ ، وبالتالي يحتفل الاتحاد السوفيتي والدول الأوروبية الواقعة شرق ألمانيا بعيد النصر فى التاسع من مايو، فيما تحتفل به دول أوروبا الغربية فى الثامن من نفس الشهر. وانتصار الاتحاد السوفيتي وحلفائه فى تلك الحرب جاء نتيجة سوء تقدير الزعيم الألماني أدولف هتلر والقادة العسكريين الألمان من حوله بشأن القوة العسكرية للاتحاد السوفيتى الذي لم يكن تلك الدولة الهشة بأي حال من الأحوال، خاصة مع ازدهار النهضة الصناعية التي عايشتها البلاد خلال العقد الرابع من القرن العشرين، والتي جعلت الناتج المحلي السوفيتي يحتل المركز الثاني على مستوى العالم، متخلفا فقط عن الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وعلى قدم المساواة مع الناتج الصناعي الألماني ، ومع هذه النهضة شهدت الصناعات العسكرية نموا متسارعا خاصة في الأعوام القليلة التي سبقت الحرب، وتم تحويل الجانب الأكبر من الناتج المحلي لخدمة المجهود الحربي، خاصة في ظل استعانة جوزيف ستالين القائد الثاني للاتحاد السوفييتي ورئيس الوزراء(1941-1953)بالبارزين في مجال الصناعات العسكرية.