احتفلت مكتبة مبارك بالدقهلية بالأبطال الحقيقيين للمدمرة ايلات وأبطال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة ؛ تحدثوا عن "المدمرة ايلات" وأنها كانت وحرب الاستنزاف البوابة الرئيسية لنصر أكتوبر العظيم ،وأشاروا إلى أن اجمالى عدد الهجمات المصرية على الإسرائيليين في حرب الاستنزاف كانت أكثر من هجمات الإسرائيليين وعدد جرحاهم وقتلاهم أكثر، وفى هذا الملف ترصد (الزمان المصرى) بالصور الأبطال الحقيقيين لمعركة العزة والكرامة وترجع وقائع معركة "ايلات" إلى العشرين من يونيو عام 1956 وصلت أول مدمرتين للبحرية الإسرائيلية تم شرائهما من انجلترا واحضرهما طاقم إسرائيلي وكانت احداهما ايلات والثانية "يافو" نسبة إلي الميناءين ايلات ويافا اشتركت ايلات في حرب العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 وكذلك في حرب يونيو 1967 وسرعان ما تقدمت إسرائيل تحت نشوة الانتصار في حرب 1967 وغرور القوة الجيش الذي لا يقهر يدفع بعض قطعها لاختراق المياه الإقليمية المصرية في منطقة بورسعيد في محاولة لإظهار سيادتها البحرية واستمرت إسرائيل في اختراق المياه الإقليمية المصرية حتي جاء 5 يونيو 67 وتفجرت الأزمة علي نحو مثير ففي الساعة الحادية عشرة من صباح ذلك اليوم صدرت الأوامر بخروج زورقين من زوارق الطوربيد المصرية في مهمة استطلاعية أمام شاطيء بورسعيد وكان الأول بقيادة النقيب عوني أمير عازر والثاني بقيادة النقيب ممدوح شمس وفي أثناء مهمتهما أبلغا بوجود وحدات بحرية إسرائيلية تتكون من المدمرة ايلات وثلاثة لنشات طوربيد في المياه المصرية وكانت الأوامر للقطع المصرية تنص علي عدم الاشتباك والاستطلاع فقط إلا أن العدو الإسرائيلي اكتشف وجود الزورقين المصريين فأطلق عليهما النار في الحال فدمر زورق النقيب ممدوح شمس ولم يتمكن من تدمير زورق النقيب عوني عازر الذي كان في امكانه الانسحاب بزورقه إلا أنه أراد الثأر للنقيب ممدوح شمس فأمر بتجهيز الصواريخ استعدادا للاشتباك غير أن العدو سارع بإطلاق النيران علي الزورق فاستشهد عامل أنابيب إطلاق الصواريخ وعلي الفور قرر النقيب عوني القيام بعمل انتحاري فوجه زورقه في اتجاه المدمرة ليصطدم بها ويحدث بها أكبر خسارة ممكنة وتم له ما أراد واستشهد النقيب عوني ورفاقه في مشهد تاريخي بطولي مؤثر زاد حماس ومعنويات رجال البحرية المصرية عندما علموا به ونتج عن هذه المعركة إصابة المدمرة ايلات بإصابات كبيرة ولكن أمكن سحبها إلي ميناء أسدود حيث تم إصلاحها وأحدثت هذه المعركة فعل السحر في ارتفاع الروح المعنوية لجنود البحرية المصرية بعد إصابة هذه المدمرة عقب معركة زورق النقيب عوني مع المدمرة ايلات تم بلورة واجبات العمليات البحرية الصادرة عقب حرب يونيو 67 لتعطي لقائد البحرية المصرية الحق في التعامل مع أي قطع بحرية معادية دون الرجوع للقيادة العامة للقوات المسلحة مما يمكنها من حرية العمل وسرعة التعامل مع الوحدات والقطع البحرية المعادية وكذلك تم تثبيت وتحديد درجات الاستعداد للبحرية داخل المياه الإقليمية وبعد إصلاح المدمرة ايلات عادت مرة أخري وبعنجهية وغرور تستعرض أمام شواطيء بورسعيد قرب المياه الإقليمية وتحت إبصار رجال البحرية المتربصين للثأر منها وفي 21 أكتوبر 67 تم رصدها بواسطة أجهزة الاستطلاع البحرية وعلي الفور انطلقت الزوارق الصاروخية لتدمرها قال موشي ديان إن عملية الإغراق تمت علي مسافة 5.13 ميل بحري خارج المياه الإقليمية المصرية وأن المدمرة أغرقت بصاروخين الأول أوقف المحرك والثاني أصابها وأغرقها وأن الخسائر وصلت إلي 47 ما بين قتيل وجريح أما الرواية المصرية فكانت علي لسان اللواء مصطفي كامل المتحدث العسكري حيث أكد أن المدمرة ايلات ضربت داخل المياه الإقليمية بميل واحد تقريبا أي أنها كانت علي بعد 11 ميلا بحريا من الشواطيء المصرية وأنها أغرقت بالتالي داخل المياه المصرية وأنها ضربت من البحر وليس من البر وأن زوارق الصواريخ المصرية كانت داخل قاعدة بورسعيد حين اكتشفت أجهزة الاستطلاع البحري المدمرة فتحركت الزوارق علي الفور ووجهت ضربتها المباشرة إليها وأطلق عليها صاروخان فقط الأول الساعة 25.5 مساء والثاني 26.5 مساء وأشار المتحدث العسكري المصري وقتها إلي أن هناك صاروخين آخرين أطلقا علي هدف متحرك ظهر علي شاشة الرادار بنفس حجم المدمرة ايلات بعد ساعتين من ضربها فوجهت إليها ضربتين مباشرتين في الساعة 19.7 مساء والحقيقة أن المدمرة ايلات قامت في الحادية عشرة والنصف من صباح 21 أكتوبر 67 باختراق المياه الإقليمية المصرية حتى وصلت مسافة خمسة أميال فقط من الشاطيء المصري فبلغت بذلك قمة الاستفزاز علي أن طلعات الاستطلاع الجوي والبحري المصرية التي انطلقت علي الفور جعلتها تنسحب علي الفور خوفا من التدمير. ثم عادت المدمرة مرة أخري في الخامسة مساء قادمة من نفس الاتجاه الشمالي الشرقي لبورسعيد لتقترب من المياه الإقليمية المصرية ثم اخترقتها مرة أخري وفي هذه الأثناء كانت الأوامر التي أصدرها قائد البحرية لقائد قاعدة بورسعيد هي تدمير المدمرة ايلات فور اختراقها وعدم إعطائها فرصة للهروب روي النقيب احمد شاكر عبدالواحد الذي أطلق الصواريخ علي المدمرة انه بعد رصد الهدف أصدر أوامره باتخاذ تشكيل الهجوم ويبدو أن العدو كان قد تنبه لوجودنا وبدأ في توجيه المدفعية نحونا فأصدرت أوامري بإطلاق الصاروخ رقم واحد فأصاب المدمرة في وسطها وبعد دقيقتين أصدرت الأمر بإطلاق الصاروخ الثاني ليصيب الهدف إصابة مباشرة ليحوله إلي كتلة من النيران المشتعلة وبدأ يغوص بسرعة ثم أبلغني الرادار بإصابة الهدف وتدميره واختفائه من علي شاشة الرادار الرئيسية وبقية الأجهزة. وكان ذلك هو البلاغ النهائي بغرق المدمرة ايلات لذلك أصدر النقيب احمد شاكر عبدالواحد قائد السرب الأمر بإلغاء هجوم الزورق الثاني قيادة النقيب بحري لطفي جادالله ثم تحرك السرب متخذا تشكيل العودة.. ونظرا للموقف المثير والسرعة وجو المعركة فإن النقيب أحمد شاكر اعتقد أن المدمرة ايلات قد غرقت تماما إلا أن الحقيقة أثبتت أن المدمرة قد أصيبت بالفعل ولكنها لا تزال واقفة في مكانها تنتظر مصيرها المحتوم وهو الغرق الذي أخذ وقتا طويلا مما جعل قائد قاعدة بورسعيد يصدر أوامره مرة أخري إلي زورق النقيب لطفي جادالله باستكمال إغراق ايلات وهو ما تم بعد حوالي ساعتين من الضربة التي وجهها إليها زورق النقيب احمد شاكر عبدالواحد وقد صدر قرار جمهوري بمنح جميع الضباط والجنود الذين اشتركوا في تدمير المدمرة الإسرائيلية الأوسمة والأنواط تقديرا لما قاموا به من أعمال مجيدة وتم اتخاذ هذا اليوم ليكون عيدا للقوات البحرية المصرية