أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء أن زيارة الوفد الليبى رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء عبدالله الثنى ليست بروتوكولية، موضحا أن استقرار ليبيا والاطمئنان على سلامة أراضيها ينعكس مباشرة على سلامة واستقرار وأمن مصر وستكون هناك اجتماعات ثنائية لتحديد خطوات التحرك وتفعيل أطر التعاون المشترك بين البلدين. وأوضح بيان مشترك أن زيارة رئيس الوزراء الليبي للقاهرة جاءت بدعوة رسمية من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأن المهندس إبراهيم محلب، وعددا من السادة الوزراء، عقدوا اجتماعا موسعا مع رئيس الوزراء الليبي والوفد المرافق له اليوم الأربعاء حيث تم التأكيد على أن تلك الزيارة تأتي في إطار العلاقات الوثيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين اللذين يجمعهما تاريخ ومصير مشترك. وخلال اللقاء جدد الجانب المصري تأييده للمؤسسات الشرعية الليبية والبرلمان الليبي المنتخب وأكد دعمه للشعب الليبي واحترام خياراته وتوفير الدعم له على جميع المستويات ثنائيا وإقليميا ودوليا، مع السعي نحو ضمان عدم التدخل في شئونه الداخلية تحت أي ذريعة. كما عرض الجانب المصري استعداده للتعاون الثنائي مع الجانب الليبي في العديد من المجالات والمساعدة في عمليات بناء قدرات الدولة الليبية ومؤسساتها من خلال تقديم الدعم الفني بجانب تدريب الكوادر الليبية. وبحث الجانبان خلال الاجتماعات عددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك حيث تم التأكيد على دعم مصر لجهود الدولة الليبية في مكافحة التنظيمات الإرهابية وانتشار السلاح بالتنسيق مع كافة الإطراف الدولية والإقليمية في هذا الاتجاه كما عرض الجانب المصري المساعدة في مجالات التدريب المعنية بذلك. من جانبه ثمن رئيس الوزراء الليبي الدعم المصري المتواصل للشرعية الليبية ومؤسساتها المنتخبة، معربا عن تقدير بلاده للرغبة الأكيدة التي تبديها مصر في المشاركة في رفع مستوى البنية الأساسية وقطاع الخدمات في ليبيا وبناء المدارس وذلك من خلال إيفاد لجنة فنية مصرية متخصصة، وكذا استعداد مصر لتوسيع دورها في تقديم الخدمات الصحية والعلاجية للمرضى الليبيين في المستشفيات المصرية وإيفاد لجنة فنية صحية لدراسة احتياجات ليبيا في القطاع الطبي والصحي. كما شهد اللقاء عقد عدد من الاجتماعات الثنائية بين الوزراء المصريين ونظرائهم الليبيين في مجالات الأمن والتجارة والصناعة والتخطيط والصحة والإسكان والتعليم والخارجية والعدل. وذلك من أجل التوصل إلى الصيغ التي تكفل وضع الخطط التنفيذية لمجالات التعاون التي تم الاتفاق عليها. وعلى نفس الجانب وخلال جلسة المباحثات التي عقدت بين الجانبين المصري والليبي اليوم بمقر مجلس الوزراء بحضور عدد من الوزراء أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أنه تم الاتفاق خلال المباحثات على تشكيل لجان لتقييم المشروعات التي كان يتم تنفيذها فى ليبيا لاستكمال تنفيذها مرة أخرى مع البدء فى تنفيذ مشروعات أخرى فى مجالات البنية الأساسية والخدمات المختلفة وتم الاتفاق على هذه المشروعات خلال جلسات المباحثات الثنائية التي عقدت بين الوزراء من الجانبين. وأكد عبدالله الثنى رئيس مجلس الوزراء الليبى على "أننا بين أهلنا وناسنا ونحن لسنا غرباء"، مشيرا إلى أنه "لم يكن فى السابق إرادة سياسية للتواصل، ولكن نؤكد أن زيارتنا ستكون رسالة عمل مباشرة وهناك إرادة سياسية ملموسة من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء وكذلك من جانبنا". وأضاف "نحن لدينا يقين بأنه بلا مصر لن نستطيع تحقيق شئ وبالتواصل والترابط والدعم الذي تقدمه لنا مصر سنستطيع الخروج من هذه المحنة سواء بالدعم الأمني أو الصحي أو التعليمي أوغيره ومصر لديها خبرات كثيرة فى مجالات مختلفة سيتم الاستعانة بها فى الفترة المقبلة". وخلال مؤتمر صحفي مشترك رحب رئيس مجلس الوزراء بالأخوة الأعزاء على أرض مصر وقال إن المباحثات المشتركة تم التأكيد خلالها على دعم مصر حكومة وشعبا لإرادة وخيارات الشعب الليبي ورفض أي تدخل فى الشئون الليبية الداخلية تحت أي ذريعة مؤكدا أن مصر ستكون داعمة للشعب الليبي وحكومته المختارة فى كافة المجالات من أمن وتجارة وصناعة وتخطيط وصحة وإسكان وتعليم وخارجية وعدل وذلك عن طريق وضع الخطط التنفيذية لهذه المجالات. وأشار إلى أنه تم توجيه السيد وزير الصحة لتوفير مجموعة من المتخصصين بالوزارة وكذا فى الخدمات الطبية للسفر إلى مدينة طبرق الليبية لتقديم المساعدات الطبية والوقوف على الاحتياجات الطبية المطلوبة هناك وذلك تنفيذا لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي. كما تم الإشارة إلى أن المباحثات تطرقت إلى موقف العمالة والشركات المصرية الموجودة فى ليبيا حيث تم التأكيد على أنها سوف تعود لممارسة نشاطها والمساهمة فى عمليات الإعمار فى ليبيا هذا بالإضافة إلى أنه يتم العمل على إعادة تشغيل المنطقة الحرة بين البلدين والعمل على النهوض بالتجارة البينية واتخاذ مجموعة من الإجراءات العملية التى تسهم فى زيادة حركة التجارة. وفي ختام المؤتمر قدم عبدالله الثني رئيس الوزراء الليبي الشكر والتقدير للحكومة والشعب المصري على حسن الاستقبال وكرم الضيافة مهنئا الشعب المصري بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، معتبرا أن هذا الانتصار هو انتصار للامة العربية بأكملها. وأكد الثني أن هناك تنسيقا تاما بين الجانبين المصري والليبي وسيتم البدء فى تنفيذ خطط عملية فى أقرب وقت ممكن لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، مشيرا إلى دور مصر الهام والمحوري في المنطقة باعتبارها الشقيق الأكبر وأن أمن مصر من أمن ليبيا وأمن ليبيا من أمن مصر.