منذ نعومة أظافرى وحلم الصحافة يتملكنى ..فنهلت من بحرها عندما اشتد عودى ،وكنت أعلم جليا أنها مهنة البحث عن المتاعب ..ولم أضع فى مخيلتى أن أكون شيئا يذكر ذات يوم ..امتهنت المهنة فى جرائد عديدة من (التدريب فى الجمهورية لمدة عام كامل ثم العمل مع مصر الفتاة والأسرة العربية وآفاق عربية مروراً بجريدة مصر والأحرار والرسالة والشعب وصوت الشعب وروزاليوسف والسياسى المصرى (المسائية حالياً) وجريدة الزمان الصادرة عن دار الشاعر للصحافة والطباعة والنشر ،وكانت محطتى الفاصلة بجريدة الأسبوع . تعلمت فيها على مدار ثمانى سنوات كل فنون العمل الصحفى ،وكنت أعمل ضمن كتيبة من المحررين المقاتلين تحت قيادة ربان ماهر فى الصحافة هو الأستاذ مصطفى بكرى ،كنا أسرة واحدة وبرز اسمى بقوة فيها ،وكانت لى خبطات صحفية ،ولا أنكر فضل أحد على فيها بعد الله سبحانه وتعالى ، فهناك الشقيقين مصطفى ومحمود بكرى الرجل الخلوق المحترم وشقيقهما عبد الحميد والأساتذة عبد الفتاح طلعت وأحمد رفعت وأشرف أنور ونجوى طنطاوى ومحمد عبد الله ، وتركتها عام 2003 بعد أن أخذت معى مراسلا لها بالدقهلية .. ووافق الأستاذ مصطفى على طلبى وما زال بها حتى يومنا هذا ، وانكسرت وانكسر حلمى بعد تركها حتى قام نائب الشعب الأستاذ حمدين صباحى الذى أدين له بالفضل منذ زمن بعيد ..من قبل أن يخط قلمى فى أى جريدة ،ففتح جريدة (الكرامة)التابعة لحزب الكرامة واشتغلت بها حتى يومنا هذا ، وارتبط مع العاملين فيها بعلاقة مهنية ووجدانية وانسانية وتحديدا الدكتور عزازى رئيس التحرير وسيد الطوخى وعماد الصابر نائبا رئيس التحرير وطارق سعيد المشرف العام ورافقنى فى هذه الرحلة الطويلة منذ عام 1990 وحتى اليوم المرحوم صلاح عزازى صديقى وصاحبى الذى راح ضحية حادث فى ريعان شبابه ،فعليه رحمة الله .. وهناك أيضا الدكتور مجدى الداغر أستاذ الإخراج الصحفى بآداب المنصورة الذى رافقنى فى ثلاثة أرباع الرحلة ،ولكنه سلك الطريق الأكاديمى ..بعدما عانينا كثيرا ..وفى تلك الرحلة كنت أجوع يوما وأسد رمقى بما تيسر من القديد من الخبز مرة أخرى ،ومن أجل الصحافة كنت أعمل أسبوعا والآخر للصحافة لأصرف عليها ،ولك أن تتخيل أننى عملت فى مصانع للتريكو ، ووصل الأمر أن أعمل مع عمال التراحيل..ولا تندهش فتلك المهنة لا تعطى إلا من يعطيها ، فالصعود للمجد ليس سهلاً.. وفى أواخر عام 2006 شرفت بتولى مسئولية رئيس التحرير بجريدة (الوفاق) وما تعلمته فى كل سنوات الضنى ..علمته لمن جاء يعمل بالوفاق ؛كونت مدرسة لتدريب الصحفيين وعلى مدار 4 سنوات تخرج منها أربع شباب وفتيات ما بين العمل كصحفى واعلاميين ،وكم أنا فخور بهذا ،وبعضهم عن طريقنا يعمل بجرائد فى القاهرة ،لم أبخل عنهم بشىء ،وما عانيت منها فى سيرتى الأولى ؛حاولت تفاديه معهم..لم أكتسب منها سوى حب هؤلاء الشباب وما زالوا معى ، وعندما كنت أشرع كل عام فى تركها يجبرونى على أن أظل معهم ، ولو كانت هناك إدارة صحيحة لكان للوفاق شأن آخر ، ولذلك عقدت العزم على انشاء موقع الزمان المصرى لهم جميعا ، عرفانا منى لحبهم لى ،فالشيب خط فى رأسى والعام الأربعون داهمنى ولن أعش مثلما عشت ، وأرجو منهم جميعا بأن يراعوا الله فى عملهم ،وما غرسته من حب وعزة وكرامة يغرسوه فى غيرهم ،فهى أجيال تتواصل وجيل يسلم جيل ، ولست خائفا عليهم ..فمن زرع خيراً حصد خيراً ومن زرع شراً حصد شراً..وأتمنى لقارئى العزيز أن تحوذ الزمان المصرى على اعجابه..فعلى الدرب نسير.