نفى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، أن تكون قصة الغرانيق موجودة في "البخاري"، موضحًا أن ما أثير من حديث حول هذا الأمر كذب، وأشار إلى أنه كان يجب على الإعلام ألا تكون فيه مثل هذه المناقشات على الشاشات، منوهًا بأن دار الإفتاء لديها 1500 شبهة، وتم الرد عليها في 1500 ملف وليس بمثل هذه المناقشات. ولفت جمعة، خلال برنامجه " والله أعلم" امس علي قناة " سي. بي. سي" إلى أن قصة الغرانيق موجودة في معاجم جمعت كل شيء، موضحًا أن هذه القصة مذكورة في معجم "التبرال" ومذكورة أيضًا في كتاب يدعى "تفسير ابن مردويا" ، كما أكد إن قصة الغرانيق أضعفها بعض العلماء، ووصفوها بأنها من بعض الزنادقة. وذكر، أن في سنة 1920م استطاع مجموعة من الأشخاص تجميع كل الشبهات التى خطرت على البشر في كتاب من أربعة مجلدات سُمِي بكتاب "الهداية" وهو نادر جداً، وهذا الكتاب يُستخرج منه ما هو ضد الكتاب وضد السنة وضد التاريخ الإسلامي وضد التشريع الإسلامي والمسلمين، وما تم إثارته حول مسألة الغرانيق هو حكاية صوت لما في كتاب الهداية، ويريد هذا الكتاب أن يشكك الناس ويمنعهم من الدخول في الإسلام حيث إنه يصور أن الإسلام فيه الكثير من الشبهات وهذا الكتاب يحتوي على ما لا يزيد على ألف شبهة، وقد صدر 28 مجلد للرد على هذا الكتاب. يذكر أن الدكتور علي جمعة، قد تحدث سابقاً عن أهمية السنة النبوية المشرفة، وقال إن السنة النبوية الشريفة هي كل قول أو فعل أو تقرير صدر عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم لمعرفة الأحكام الشرعية وجميع الأحوال الدينية، وإنكارها يؤدي إلى الانحراف التام عن مراد الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ" [الحشر :7]، وإنكار السنة بدرجاته المختلفة من علامات فرق الضلالة وإنكار السنة ينحرف بمنكرها فيبتدع في دين الله الغرائب والعجائب، كما حدث مع المدعو محمد نجيب، رئيس هيئة التليفونات في الأربعينيات من القرن الماضي، والذي أنكر السنة بالمرة اكتفاء بالقرآن، فأنكر الصلاة وجعلها عشر مرات في اليوم طبقاً لفهمه السقيم للقرآن الكريم، وأباح الذنوب كبيرها وصغيرها بشرط ألا تتجاوز 2.6 % من أعمال الإنسان وأتى بالتخاريف كلها ظناً أنه على الحق مادام محباً للقرآن حتى أنه قد خرج من دين الإسلام في آخر حياته ثم ألحد ومات على الإلحاد، فإن لله وإن إليه راجعون. وتأتي هذه الردود ضمن حملة لتفنيد الفكر المعوج وتصحيحه بالفكر المستقيم والتي أطلقها فضيلته منذ أيام لمواجهة الكثيرين ممن يريدون خلط المفاهيم لدى المسلمين.