بدأت منذ 35 سنة ، يستيقظ قبل الفجر لإعداد مستلزمات الفول والطعمية؛ يبحث عنه البسطاء ؛ لأمانته ونظافته ؛ يقف على زاوية إحدى شوارع المدينة دون إعاقة مار او ازعاج جار ؛ بلغ من العمر عتيا؛ والأبناء تناشده الراحة بعد ان حقق رسالته معهم وبات لديه ما يكفى؛ وهو يقول : {انا اعمل اذن انا أعيش } ضاق الشارع وزاحمه آخرين جدد ، وباتت (عربته ) ازعاج..؟! فاشترى (محل) فى أحد الابراج بذات الشارع…!؟ ولكن ظلت العربة أمام المحل وعليها تجهيز العمل للزبائن فى عجيبة ملفتة …..!؟ لماذا لا يكون العمل بالمحل….؟ ! قال : الناس اعتادت ما ترى وهم إذا دخلوا بالمحل يخشون (غلاء الساندوتش) او ( صنية الفول والطعمية ومشتهايتهما البسيطة من بصل وجرجير وطرشى ..) وكما ترى التجهيز والنظافة على مستوى عال… فتعجبت لفلسفته …! ؟ وأن كنت اتحفظ عليها بحكم فلسفتى انا أيضا….!؟ ورغم التحذير لى من تناول الطعمية ، إلا اننى إزاء المشهد، والبساطة، ورائحة الطعمية، بعد ان نظرت الزيت وتأكد لى نظافته……! ولسان الجمهور وهم مجتمعون لدى عم السيد على (عربته العتيقة ) يقول : لن نفارق العربة فهى ملاذنا فى تلك الأيام من الغلاء المتوحش ولاغنى لنا عن الفول والطعمية …؟! #ممكن يا عم السيد ساندويتش مع بصل وجرجير واستاذن فى الجلوس ..؟! قال بابتسامة : تفضل ياباشا …!؟ تناولت ما اشتهيته ولسان حالى :ليكن ما يكون …! من فضلك حاجة ساقعة… ! …إنتهيت ونظرنى ( محمد ) القهوة ياباشا….!؟ فقلت : حاضر فى كوب مخصوص من فضلك ؛ فهو مجاور( بكشك شاى) وحاصل على ليسانس آداب …؟! كانت معى جريدة الأهرام ؛ وارجأت القراءة ، فحديث البسطاء جدير بالاستماع والجلوس معهم بالنسبة لشخصى راحة ؛ لاسيما وانت تتناول معهم الطعام على مائدة الحب العفوى ؛ وإنتهيت إلى أن مزاحمة هؤلاء البسطاء ليس سهل واراه شاق على السادة الكبراء باعتبارهم يأنفون ويعيشون حالة خاصة ؛ ولن يستطيعوا ان يعرفوا آهات مثل هؤلاء ، إلا اذا جالسوهم ، وخالطوهم واكلوا من ذات طعامهم ؛ عندها سترق قلوبهم وسيشعرون بآلامهم وعندها سيحسنون العمل بشأن تحسين أحوالهم ، باعتبارهم مسئولين عن امانة حكم او ادارة ؛ ■ فإذا ما أردتم سادتى ذلك فابدؤا … من عربة فول عم السيد. ..!؟