تطورت وسائل التعليم عبر الزمن، فقد بدأت بالتلقين في الكتاتيب ودور العلم في التجمعات الصغيرة في المساجد، ثم بنيت المدارس واستخدام الورق والقلم في التعليم، ثم ظهر استخدام الطباشير وألواح الكتابة في المدارس، ولاحقا ظهرت كذلك الألواح الرقمية والأجهزة الذكية التي تستخدم في العملية التعليمية وأصبح من المهم الاعتماد على المعرفة الرقمية لاكمال المعلومات وتوضيحها وتوثيقها. حاضرا ظهرت مواقع الكترونية تساهم في اكمال العملية التعليمية، وتؤدي دورا بارزا في الاتصال بين المعلم والمتعلم، ومن أهمها موقع "يوتيوب" المتخصص في عرض الفيديوهات، وإيصال مشاهد مرئية ومسموعة، ويبث "يوتيوب" فيديوهات عدة تختلف في أنواع العلوم وفي عرض التجارب العلمية. يعتبر التعليم من أهم مقاييس تحضر الشعوب وتقدمها، ووصولها إلى مرحلة من الاستقلالية الفكرية، كما يؤدي دورا مهما في القضاء على التخلف، والرجعية، والتبعية للدول والأفراد. لقد أصبح موقع "يوتيوب" عالميا ويحتوي على عدد كبير من مقاطع الفيديو التعليمية عالية الجودة، اذ أن عرض الكثير من المقاطع ذات قيمة يدخل الطلبة ويشاركهم في العالم الرقمي، فيحقق الأهداف التعليمية، كما أن هذه المقاطع المصورة تشرك أكثر من حاسة في التعليم، وهذا يزيد إدراكهم للموضوع التعليمي. لم يعد الحصول على المعرفة صعبا كما كان في السابق، فالمعرفة حاليا أصبحت في متناول اليد، فقط جهاز كمبيوتر واتصال بشبكة الانترنت وسوف تصل فورا إلى ملايين الصفحات المعرفية، والفيديوهات المفيدة في شتى المجالات، غير أن تلقي المعرفة المرئية أفضل وأسهل وأكثر جاذبية من المعرفة المقروءة. هناك الكثير من القنوات على "يوتيوب" تنتج المحتوى الأصلي، والمميز في العديد من المجالات، منها المعرفية، فهناك قنوات الأفلام الوثائقية التي تقدم أفلاما، قصيرة أو طويلة، تختصر لنا الكثير من المعرفة والعلوم في أسلوب مشوق ممتع، وهناك العديد من القنوات التعلمية التي نتعلم منها بعض المهارات، أو تسهل لنا الحصول على علم من العلوم. يجمع الفيديو العلمي بين الصوت والصورة والحركة التي تساعد إلى بقاء أثر التعليم، كما يوفر الفيديو التعلمي سهولة وإعادة وتكرار والإيقاف الموقت، مما يساعد في إنجاح عملية التعليم، وزيادة التحصيل الأكاديمي. يساعد الفيديو على التدريب على الملاحظة الدقيقة، ويخاطب حاستي السمع والبصر مما يزيد في الفهم وإدراك السريع، فعن طريق الفيديوهات المميزة يمكن للطالب أن يحصل على الخلاصة والزبدة، ويشاهد بعينه الوقائع والنتائج، لأن الطالب يبحث دائما عن الوسيلة الممتعة التي تجعله يفهم المعلومة بطريقة جديدة. "يوتيوب" من القنوات التي تخصصت في التعليم وتقديم المعلومات المختلفة مزدوة بالصور والفيدوهات المتحركة التي توضح الأفكار وتوصلها، فالصور والرسوم ترسخ في الذهن وتسهل عملية التذكر من الكتابة والكلمات المسموعة، فالفيديو التعليمي من أهم الوسائل التي تعين على التعليم، إذ يجمع بين التعليم والترويح عن النفس، ومن خلاله تتضح معاني المفاهيم المجردة، إضافة إلى أنه يستعمل في المؤسسات التعليمية كوسيلة للتعليم المستمر. *كاتب المقال أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية