أبواب المدينة بعد السابعة مساءا غير أن المرأة هناك لم ترتب سريرها أو تضع الماء المفخخ بالكحول للعصفور فى القفص وتربط ضفيرتها الناحلة بشارة سوداء وتقص طرف لسانها وتبتلع طعوم الجفاف بآنفة حتى تضمن العودة فى حشرجة السلم ! / بقى لها أن تطمئن المغزال على صوفه البارد من فزع أمير البلاد على ريح تكنس الخيام وأشباح تنظف الآذانات وكعكة فاسدة يحوطها الصدى بلا أفواه مرجوبة! / بقى لها أن تهش الذباب وتقول له اذهب ملياوإياك أن تتعرق فى الخلوة حتى لا يقتلك الفيروس المؤجل منذ أن بكى الله فى الأعالى لأن صوته بح فى الأرض! / لا تخرج بورقى هذا أو تفتح الباب المعلق فى البناية بعقدالمسيار الأبدى قف فى منتصف هويس الشبق ولا تغيرماء الخبيئة وتضرع بالخيال يوم أن كنا ندق الأجراس وكلما اخترقنا الحبق ننتف ريشة من روح العصفور ونضحك لأن الهارب من الأحلام لا يآلف الوسخ! / كن حذرا يا ذكرى أن تقطن فى البر أو تشد وتدا من خيمة الربيع فولد الربيع يذهب بجدرانه ولا يآلف رائحة البحر الذى ينام على ضماده أو يمشط هواجسه ليرى سوءات من أحب! / ذكرى المعلب بعقدى الثلاثينى المنسوخ من شفرتين وآى من التين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الآمين فى ثغاء الجالسين على محطةالباص من الماعز والهجن والضفادع والقمل تحت المسام لا يسق غده خمرا! / كن قابضا على ساقك المحشوة بالفحم ولا تشعل النار هدرا من قنوط يتلصص فى الغياب ولا تفتح ثغرة المتسلل النازح على الشرفة فتبكى وحدك ومن غيرى يمسح وحلك ؟ / فمدينتى قريبة من البحر والشارع المترنح فى آخره آثار قدمين لحذاء شاحب لم يهزمه النعاس! وإنجاق كعادة كل من ذهبوا بلا واجهة تخبئ ثدييها من فصول الرضاعة والقارعة ما القارعة أن تصل للماء ولا أثر لإنبات! / سأتضور خوفا على معطف الريش وأكنس الطيف من هدر الشحوب وأشحذ تفاحة ساخنةوأرسل لك الخمر الخلويةحتى أدفئك! / لا تنس أن ترش الماء على جسد الغاز حتما سيغلقون أنبوب الفريون ويدهنون سكن المعلمات باللون الأبيض فاللون الأحمر يغرى البكتريا التى لم تعرف أمهاتها فى العزل! / لا يغريك من يعطيك دفقة من نسيم فر من التخثر فتفتح فاهك الحارة فتلهو فوق أسياخ المناشر وتجرب دورتك فى الحصار فلا علم لى يدمغ الكهنوت أو إطلالة على شراعة الغيب فكل من أعرفهم فقدوا صلاحيتهم حتى آبائى الذين يقفون على حافة الوباء فى مشاع الردة وبأيديهم أجولة الانتظار! / قد أصل فى السابعة إلا خمس دقائق فى آوان الحظر فأحشر جثتى الفسيحة وأقضم إبهامى وأرى شبحا يضحك بين الحقائب يمسح عرقه السام فى مدينة تلو مدينة وفى ثغور تلو ثغور ومن غد تلو غد فأي الطرق يمكن أن يسلكها السائق وكل الطرق تؤدى إلى إنجاق؟ .