تعددت الروايات ونظريات المؤامرة التي تكاد لا تخلو منها صحيفة او مجلة ورقية او الكترونية او موقع من المواقع الالكترونية المتعددة في عالمنا المعاصر. حول خطر الكورونا فايروس التي باتت تهدد الوجود البشري بحسب الخبراء والاطباء وعلماء الفايروسات بالنظر لسرعة انتشارها وعدد الوفيات المسجلة حول العالم لغاية كتابة هذا المقالة. ان تعدد النظريات التي دارت حول ظهور الفايروس في مدينة ووهان الصينية, وكيفية انتشاره بهذه السرعة, وكيف طور الفايروس نفسه من فايروس ينتقل من الحيوان الى الانسان الى فايروس ينتقل من انسان لأخر, وكيف خرج بهذه السرعة من مكان ظهوره وانتشاره الى مناطق اخرى خارج الصين ليطوف حول دول العالم التي على ما يبدو لم تكن مستعدة لهذا النوع من الفايروسات, ليتسبب بجائحة عالمية وارتفاعا في عدد الوفيات, خاصة بين كبار السن واصحاب الامراض المزمنة. والتي ما زال العالم يحاول التوصل لعلاج او لقاح لإيقاف هذا الفايروس الذي قد يبقى يهدد حياتنا طوال العام 2020. كل هذا لا يغني عن ان الاولوية الان لإيقاف انتشار هذا الفايروس وانقاذ الملايين من البشر المعرضين لفقدان حياتهم بسهولة في ظل غياب الوعي التام بخطورة الفايروس. لذا يجب العمل على تحصين عوائلنا واهلنا من الوقوع فريسة سهلة للإصابة بالمرض ومحاولة قطع سلسلة انتشاره في دولنا ومجتمعاتنا, وتطبيق تعليمات خبراء الصحة والاطباء. اننا كمواطنين في دول الشرق الاوسط عموما نعاني من قلة امكانيات القطاع الصحي, وهو امر كارثي في ظل التخوف من زيادة حالات الاصابة بالفايروس, فاذا كانت دول اوروبية كفرنسا واسبانيا وحتى بريطانيا تضع في حسبانها فشل انظمتها الصحية عن استيعاب جميع الحالات ممن يعانون الاصابة بكورونا فايروس, كما شهدنا في ايطاليا, فكيف الحال في دولنا العربية, الحل الافضل هو محاولة عدم الاصابة بالفايروس لحين توفر العلاج او اللقاح, وهو امر يحتاج الى وقت قد يطول لأشهر. ان الصين والتي بدأ عندها الفايروس كانت قد استنفرت جميع عددها وعدتها وامكانياتها وابتكاراتها لغرض واحد وهدف واحد هو القضاء على انتشار وتفشي الفايروس قبل ان يتفشى بين جميع المدن والمقاطعات, والذي كان ربما سيقضي على الملايين من البشر في اسابيع قليلة. لقد نجحت الصين في تلقي واستيعاب الضربة الاولى, وتعبئة مواطنيها واطلاعهم بمدى عمق الكارثة وخطورتها وجدية الامر, يرافقه قوة وحزم في اتخاذ القرارات السريعة والفعالة, يقابله تفهم وتطبيق سليم من قبل المواطن الصيني, فكانت النتيجة معجزة اخرى تضاف لسجل الصين. الان وبعد الانتهاء من الكارثة بدأت الصين تبحث في اسباب ظهور الفايروس في مدينة ووهان, وما هي النظريات حول الجهة التي تقف وراء ظهوره اذا الاولوية لإنقاذ الارواح اولا واخيرا, والايام القادمة بعد انتهاء الكارثة ستكون كافية للوصول للأسباب الحقيقية التي تقف وراء ظهور وتفشي الفايروس. *كاتب المقال استاذ العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية والمستقبلية