يا من تسكنون القصور والفيلات وتمتلكون أغلى وأحدث أنواع السيارت ولديكم من الزيجات مثنى وثلاث ورباع ومن الأبناء رباع فى رباع ورغم ذلك تضيقون على خلق الله بقولكم حرام حرام والتى أظن أنكم تنطقوها فى اليوم أكثر من الصلاة والسلام على رسول الله يا من اقتصرتم الإسلام على اللحية والنقاب فقط وتركتم العقول والقلوب مغلقة الأبواب ...أصممتم ؟ أم عميت أبصاركم ؟ أم أصبحتم لا تتفكرون ؟ يامن نشرتم العداوة بين شركائنا فى الوطن بقضاياكم وولائكم وبرائكم أنتم لا الولاء ولا البراء الذى قصده الرسول صلى الله عليه وسلم , وأخرجتم من بينكم من يعتدى على الكنائس والمسيحين وأنتم فوق أعناق المغفلين محمولين يا من جعلتم الشاب يهجر أخاه و أمه وأباه بسبب ما ذرعتموه فى فكره من غلظه ومعتقدات ليست من الإسلام فى شئ , فها هو يغلق التلفاز فى وجه أبيه ويصيح بصوت مرتفع لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق وأخر يمنع زوجته من الإفطار فى رمضان على مائدة واحده مع عائلته بحجة أن أخيه موجود ؟ وأخرى تنهى خطبتها من عريس تتمناه كل الفتيات بحجة أنه حليق اللحيه ؟ ألم تكن تلك الأفعال من تحريضكم ؟ ألم تستدلوا على هذه الأفعال بأدلة على تأويلكم وتأويل الوهابيين علماؤكم ؟ يا من جعلتم كل أخواتنا آثمات لأنهن يدرسن فى جامعات مختلطه وذكر على ألسنتكم إن أمة الإسلام ليست بحاجة لنسوان طبيبات أو مهندسات .... فإلى متى ستظلون تهدرون حق المرأة وتديرون وجوهكم عن أهميتها فى الحياة ... متى ستوقنون بأننا لا غنى لنا عن المرأة المثقفه المتعلمه التى عندما نتحدث عنها يجب وأن نتحدث بما يليق بقدرها ومكانتها ؟ يا من تطاولتم على العلماء والفقهاء ولم ينجوا من تطاولكم أحدا منهم حتى الأئمة الأربعه المجتهدين لم يسلموا من نقدكم , فو الله ما رأيت عالما ولا فقيها ولا خطيبا خالف منهجكم العقيم إلا وتطاولتم عليه بالسب والقذف واللعن ورميتموه بالكفر والفجور مستدلين بقول حق أريد به باطل (أذكروا الفاجر بعينه حتى يحذره الناس ) أتركتم الفجار والعصاه ولم تجدوا سوى العلماء والفقهاء لتسبوهم وتردوا عليهم أيها الدعاة ؟ يا من جعلتم كل شبابنا عصاه وأنتم وأبنائكم و باعة السواك فقط هم الصالحون ألم تشعروا بمرارة شاب يعمل اثنى عشرة ساعه فى تقشير البصل فى إحدى الفنادق السياحيه ليدبر معيشته أو يساهم فى مصاريف أسرته أو تكاليف زواج أخواته حين تقولون له بكل بساطة اترك عملك لأنه حرااااام ؟ فإن كان العمل فى السياحة حرام والعمل فى البنوك حرام والعمل فى المقاهى ووسائل الترفيه حرام والعمل فى الأماكن المختلطة حرام والسفر للخارج للعمل حرااام .. فماذا نعمل ؟ يا من ينفق على مواكبكم آلاف الجنيهات لإفتتاح المساجد ...ألم تكن تلك المساجد أولى بهذه الأموال من مواكبكم العظيمه ؟ يا من تعمدتم أن تشغلوا الرأى العام عن قضايانا الأساسيه بقضايا أخرى من شأنها أن تثير البلبله والزعزعه فى البلاد فتركتم إخواننا وأخواتنا فى غزة يقتلون وانشغلتم وشغلتم الناس وقتها بفرضية النقاب يا من كان لك فى قلوبنا سكن وحديثنا عنك لم ينقطع فى السر والعلن ثم تحولت فجأة واتبعت الغفلة والصمم وقذفت وسببت دون وعى أو فهم , وكأنك اتبعت المنهج دون تحرى أو نظر , فسقطت فى أعيننا كما تسقط الحجر وأخيرا أستحلفكم بالله أن تكفوا آذاكم عن الإسلام وعن الشباب بغرس أفكاركم الوهابيه التى من شأنها الهلاك والخراب , وتدبروا أحوال المساجد فى السنين الأخيره وما صار بها من خلاف ونزاع دبر كل صلاه على أشياء مثل حركة الإصبع أثناء التشهد , انظروا لحال القبور حين دفن الموتى والخلاف الذى ينشب بين الأحياء بسبب أفكاركم الهدامه بسبب أنكم أردتم الدعاء للميت سرا لا جهرا ؟ , انظروا لحال بيوت الملتزمين وما بها من نزاع دائم حول اللحية والنقاب والسواك ؟ ألم تفكروا يوما أن تلتفتوا لغير الملتزمين الذين لا يقربون الصلاة وتعرضوا عليهم دعوتكم ؟ وأخيرا ياشباب الإسلام لا تلفتوا لكل من يهدم وسطية دينكم ويصعب عليكم أمر دنياكم فهذا هو ديننا يسر وليس عسر ولن يشاد أحدا إلا غلبه , عليكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو القائل ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى ) . الى اللقاء فى الجزء الثانى ان شاء الله مع الطريق لصلاح الدنيا والأخره , وملخص سنوات وسنوات قضيتها فى التنقل بين الجماعات والمذاهب بحثا عن الطريق الصواب . وفقنا الله تعالى وإياكم للطريق الصحيح وللمنهج السليم الذى لا نضل بعده أبدا مهندس / محمد الباز