بقلم رمضان الحلواني بعد ثمانية عشر يوما من المخاض لعملية ولادة متعثرة لرحيل طاغية الحكم العربي طل علينا نائب الرئيس المصري عمر سليمان أمس في بيان عبر التلفزيون الحكومي ليعلن أن الرئيس حسني مبارك قرر التخلي عن منصب رئيس الجمهورية بعد ولادة متعثرة أستمر مخاضها ثمانية عشر يوما راح ضحيتها كثيرا من الشهداء والمصابين على يد نظام فاسد ظل يحكمنا طيلة الثلاثون عاما الماضية .. وبعد عملية الولادة المتعثرة جاء الخلاص الذى دفع ثمنه شهدائنا العظام .. فتحيّة للشهداء الذين ضحّوا بحياتهم من أجل حرية الوطن .. تحية من جموع الشعب المصرى لأرواح شهداء ثورة مصر.. إنها الثورة المباركة التى جاءت لتخلص الجنة من الأفاعي والهوام .. التى جاءت لتنثر العطور في أرجاء المكان ولتجهز أعشاش العودة لكل الطيور المهاجرة .. جاءت الثورة مثل الربيع ومثل مواسم الحصاد ومثلما تأتي الأعياد أتت تحمل سلالا مملوئة بالكعك والحلوي وأقامت عرسا وطنيا في كل المحافظات .. جاءت الثورة شلال يتوضأ به الوطن ويتطهر بمياهه من خطايا الطغاة .. جاءت الثورة أذان يستيقظ عليه النائمون .. جاءت الثورة صلاة واستغفار .. جاءت الثورة توبة عن سنوات الخنوع .. جاءت الثورة تكفير عن أيام النفاق .. جاءت الثورة أذكار تمنحنا النوم المريح وتمنع عنا الكوابيس .. ها أنت تستيقظ يا وطني وتطهرك الثورة من دنس العماله وتتوضأ من شلال الرجال ونصلي بهم صلاة الخلاص .. صلاة الرحيل .. رحيل الطاغيه. وبعد الرحيل نأمل أن تتحقق الديمقراطية والرفاهية في مجتمعنا الأصيل بتراثه وحضارته .. وان تكون بداية لإزاحة الأصنام الأخرى التي تتحكم في مصائر شعوبها.. والى مزيد من الإنجازات لحرية الشعوب .. مبروك للشعب المصري ولمثقفيه ومواطنيه الذين وقفوا في وجه البائد .. فهنيئاً لمصر الكنانة ولشعبها الراقي ولجيشها الوطني . نعم لقد رحل ولا عودة له ولا لأمثاله في مصر بعد هذه الثورة .. نعم لقد سقط كل الطغاة عندما سقط بن العلي والمبارك وسيأتي الدور على الآخرين عاجلا أم عاجلا ولا أقول آجلاً .. فمبروكٌ لكم حريتكم لأنكم أثبتم للعالم أنكم أهلاً لهذه الثورة وأنكم تستحقون هذه الحرية .. فطوبى لكم يا شعبنا الحبيب . الحمد لله أن أتم الله لشعبنا الحبيب ما أراد وندعو الله عز وجل أن يحفظ مصر دائما وأبدا وأن يجعلها في أمنه وغمامه وأن يرعاها ويهيئ لها من أمرها رشدا وأن يقيض لها الله عز وجل من يقودها وينهض بها من عثرة دامت ثلاثين عاما الى أن جاء الخلاص ورحل الطاغية .