بقلم محمد نجيب الرمادي دخلتُ قاموسى واغلقت بابه فى محاوله استكشاف يائسة لمعانى الحروف ومغزى الكلمات...للأسف الشديد لم أجد عرائس للبحر ولا حوريات ولا فراشات تحوم حول أزهار ملونة بألوان الحياة...كل الأزهار كانت منكسة رؤوسها والأشجار منحنية ظهورها وإن كانت تعشش بها الغربان التى تنظر إلينا وتضحك بصوت عالٍ حتى الحروف قد تبدلت مواقعها فالكاتب أصبح كابتا والشاعر أصبح شارعا وتحركت اللام فى الأمل عن موقعها فصار الأمل ألما رحم الله سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه حين استفتح ثلاثا فلم يُفتح عليه فقال: إن إمامكم بالأفعال لا بالأقوال ..اقم الصلاة..فى أبلغ خطبة عرفها التاريخ ، والحمد لله الذى أنزل القرآن بكلمة أولى..اقرأ..ولم تكن الكلمة الأولى اكتب..فطوبى للذين يقرأون ولا يكتبون..ويفعلون ولا يقولون ..طوبى للذين قَطعوا ألسنتهم واغلقوا أفواهم والتزموا الصمت فى زمن الخرس